صناعة الطواقي السودانية .. اياد ناعمة تغزل قوت يومها !!
تصحو مبكرة وعند شروق الشمس تضع السيدة “سعاد محمد بشارة” بضاعتها أمامها وكلها نشاط وحيوية بالرغم من كبر سنها، وتقول الخالة لـ(المجهر): عملت في هذا المجال بيع (الطواقي) لأكثر من سبع سنوات، وأسهمت معي هذه التجارة في تربية أبنائي (السبع) بعد وفاة والدهم وحضوري من مدينة الفاشر حاضرة ولاية شمال دارفور، فأصبحت تدر علينا أموالاً والحمد لله، وتمضي “سعاد” قائلة: تقدم أبنائي في الدراسة وأكبرهم الآن في المرحلة الثانوية وعلى أعتاب الجامعة ويتمنى أن يصبح مهندساً معمارياً، وتضيف أتمنى أن يحقق رغبته حتى يساعدني في إكمال مشوار أبنائي الآخرين.
هذه الطواقي أقوم بجلبها من سوق ليبيا، وبعض التجار يجلبون الطواقي السودانية المصنوعة يدوياً بواسطة النساء من الولايات، وتصنع هذه (الطواقي) من الخيط الأبيض فقط بأشكال مختلفة وهندسية جميلة وهي المرغوبة حالياً لأنها تتناسب مع جو السودان، ويتطلب ارتداؤها مع الجلابية البيضاء اللون ويبلغ ثمنها (10) جنيهات، وتتميز الطاقية (الخضراء) اللون عن نظيراتها
بأنها يقوم بارتدائها رجال الطرق الصوفية والمريدون من الصغار والكبار السن، ويبلغ ثمنها (10) جنيهات أيضاً. وهناك أيضاً أنواع مميزة من الطواقي يرتديها نجوم المجتمع من التجار ورجال المال والفنانون، وهناك أشكال اشتهرت عند “ود الجبل”، “ترباس” و”القلع” و”اللحو” وغيرهم من المشاهير الفن والرياض.
* طاقية سد مروي احدث التعليقات في السوق
ثم تعلو الابتسامة وجه الخالة “سعاد” وتقول هناك طاقية تسمى (سد مروي) وهذه موضة يرتديها ويطلبها الكثيرون من الشباب خاصة في المناسبات السعيدة والأعياد، ويبلغ ثمنها (25) جنيهاً بجانب الطاقية النيجيرية والعمانية التي تتميز بالألوان الزاهية والطول وكبر حجمها ويبلغ ثمنها (25) جنيهاً أيضاً.
* طواقي للمغتربين
وتمضي الخالة “سعاد” قائلة عند قدوم المغتربين وبعد انتهاء فترة إجازتهم فيتسوقون في أسواق الخرطوم ويكثرون من شراء (الطواقي) لتقديمها هدايا لذويهم وخاصة (الطاقية) السودانية التي تنتج بواسطة النساء وتصنع من الخيوط التي يرغبها الكثيرون من المقيمين في دول الخليج لأداء صلواتهم وفي الأعياد التي تجمع السودانيين وأسرهم في البيوت والنوادي والمنتزهات.
وتمضي “سعاد” قائلة: لقد تعلمت من السوق الكثير من الصبر وكيفية التعامل مع الناس بمختلف جنسياتهم وطبائعهم ولغاتهم، وأصبحت هذه المهنة منتشرة في الأسواق نسبة لظروف المرأة الأرملة والمطلقة وإفرازات الحروب والجفاف والتصحر.
مشكلة واجهتنا
وتستطرد الخالة “سعاد” قائلة: لقد خصصت لنا المحلية محلات ثابتة بالقرب من مدارس الكمبوني، فواجهتنا مشكلة كبيرة وهي ضعف القوى الشرائية هناك مما أثر على دخلنا اليومي والذي نعتمد عليه بصورة كاملة لقضاء احتياجات الأسرة العادية، بالإضافة إلى تغطية نفقات طلاب المدارس، وبالنسبة لتكاليف إيجار الكشك تصل اثنين مليون في الشهر، ولذلك أثرنا الرجوع إلى أماكننا القديمة في الفرندات أو الجلوس على طرقات وممرات السوق.
* أمنية ضد الكشات
وأخيراً قالت” سعاد”: أمنيتي أن تهيئ لنا محلية الخرطوم مكاناً يليق بنا كنساء عاملات في الأسواق حتى ولو بإيجار مخفض يقينا الحر والبرد القارص والأتربة والكشات التي باتت تزعجنا كثيراً .