وقائع في مؤتمر النازحين واللاجئين في ولاية جنوب دارفور
جملة من التوصيات والقرارات المهمة خرج بها مؤتمر النازحين واللاجئين، الذي أنهى أعماله بحاضرة جنوب دارفور (نيالا)، ولكن يبدو أن الظروف لم تكن مواتية لتكتمل الحلقة، لجهة أن أعداداً كبيرة من الشريحتين المعنيتين بالمؤتمر لم تشارك لأسباب مختلفة استعرضها المفوض “أزهري شطة” قبيل الجلسة الافتتاحية للمؤتمر. مفوض المفوضية رئيس اللجنة العليا للمؤتمر “أزهري شطة” أوضح أن الإحصائيات تشير إلى أن أعداد النازحين بدارفور تفوق المليون وثلاثمائة ألف نازح و(أن هذه الأعداد كبيرة جداً يصعب إشراكهم في مؤتمر، لكننا اعتمدنا بعض المعايير لنتمكن من خلالها من إشراك ممثلين للنازحين من كل المعسكرات بولايات دارفور واللاجئين بدولتي تشاد وأفريقيا الوسطى).
{ تقسيم فرص المشاركة
ويقول “أزهري” إن ولايتي جنوب وشمال دارفور حظيتا بـ(70) ممثلاً لكل ولاية نسبة للأعداد الكبيرة للنازحين بمعسكراتهما، بينما أُشركت ولايتا غرب ووسط دارفور بـ(50) لكل منهما، وشرق دارفور بـ(30) ممثلاً، بالإضافة إلى زعماء الإدارة الأهلية وممثلي منظمات المجتمع المدني بكل ولايات دارفور. وأضاف إن اللجنة العليا للمؤتمر رأت أن تكون أعداد المشاركين في حدود القوة الاستيعابية لولاية جنوب دارفور المستضيفة. وأبان أنه في إطار دور شركاء اتفاقية (الدوحة) فإن البعثة المشتركة للاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة قد تكفلت بترحيل كل المشاركين من الولايات ومعسكرات اللجوء بتشاد وأفريقيا الوسطى.
{ تعثر في ترحيل مشاركين لـ(3) ولايات
وأقر “أزهري” في حديثه بحدوث بعض الهنّات في المشاركة بخاصة ولايات غرب، وسط وشرق دارفور، حيث لم تتوفر لـ(اليوناميد) طائرات لنقل المشاركين من هذه الولايات. وقال إن البعثة اقترحت على اللجنة تكفلها بترحيل المشاركين عبر البصات. وأضاف إن مشكلة غرب دارفور تمت معالجتها بالطيران، لكن المشاركين من وسط دارفور تحركوا نهار (الأحد) الماضي عبر (3) بصات، أما المشاركون من ولاية شرق دارفور فقد تم تحديد طائرة لنقل (30) من الدستوريين والمسؤولين بحكومة الولاية، بينما رفض النازحون وبقية المشاركين فكرة الترحيل عبر البصات؛ وذلك بسبب الظروف الأمنية بالطريق بين مدينتي (نيالا والضعين). ويمضي “شطة” إلى أنهم وبعد مداولات تم الاتفاق على ترحيلهم عبر (8) سيارات (لاندكروزر)؛ لجهة أنها أقل خطورة من البصات.
{ رسائل من نائب الرئيس لحسم تفلت الحركات
نائب رئيس الجمهورية دكتور “الحاج آدم يوسف” اتهم خلال مخاطبته الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، الحركات المتمردة بممارسة أعمال الاختطاف ومهاجمة الأسواق والقرى، واعتراض القوافل التجارية، فيما أدان رئيس السلطة الإقليمية دكتور “التجاني سيسي” اختطاف وفد النازحين القادم للمشاركة في المؤتمر. وقال إن هذا العمل يؤكد بأن الحركات المسلحة باتت تستهدف الأبرياء من أبناء دارفور، ودعا المجتمع الدولي إلى إدانة هذا السلوك وأن يتخذ التدابير اللازمة كافة لوضع حد لهذه الاعتداءات ومحاسبة المسؤولين عنها، وقال إن هذا الاعتداء يمثل عدواناً صارخاً على مواثيق الأمم المتحدة التي تحظر الاختطاف وحجز الأبرياء كرهائن. وعدّ عملية الاختطاف عملاً تخريبياً للحيلولة دون قيام المؤتمر، ولإرسال إشارات سالبة لمؤتمر المانحين بالدوحة.
{ (اليوناميد) في قفص الاتهام
ممثل النازحين العمدة “صلاح” حمل بعثة (اليوناميد) مسؤولية اختطاف وفد النازحين وتعرض وفد زالنجي وهو يستقل بصين وحافلة (روزا) وسيارتين من بعثة (اليوناميد) لاعتداء في منطقة (اللالوبا) الواقعة بين منطقتي (جاما) و(جميزا كومرا)، حيث إن المجموعة التي اعترضت طريقهم تستقل (11) عربة (لاندكروزر) واقتادتهم في اتجاه جبل مرة.
{ عراقيل تعترض مشاركة اللاجئين
وبالعودة إلى المشاركات في المؤتمر، فهناك ما يشبه الاستحالة في مشاركة اللاجئين، ويقول رئيس اللجنة العليا للمؤتمر “أزهري شطة” إن مسألة الالتقاء باللاجئين معقدة جداً، وأشار إلى أنهم كونوا لجنة أهلية من (19) زعيماً أهلياً بغرض التحرك إلى دولة تشاد للالتقاء بقيادات اللاجئين في (12) مخيماً بجنوب وشمال تشاد، كما أشار إلى أن مفوضية العودة الطوعية وإعادة التوطين قامت بإجراءات تسهيل وصول اللجنة إلى تشاد، وذلك بمخاطبة المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، التي بدورها خاطبت وزارة الخارجية السودانية لتخاطب الأخيرة السلطات التشادية للموافقة على زيارة اللجنة لمخيمات اللاجئين، وأبان أن وصول اللجنة إلى تشاد تزامن مع انشغال السلطات التشادية بانعقاد مؤتمر لمناقشة قضايا اللجوء فوجدت اللجنة- التي اتجهت للمخيمات بجنوب تشاد- عراقيل ولم يُسمح لها بالدخول وظلت في منطقة (ادري) التشادية لمدة (4) أيام ومن ثم انقطع الاتصال بها بعد دخولها المعسكرات،
وأمام كل تلك العراقيل فقد وصل (8) من اللاجئين للمشاركة بينما ظل الـ(17) في منطقة (هرباي) التشادية.
بناءً على إفادات رئيس اللجنة العليا للمؤتمر “أزهري شطة” فإن نسبة كبيرة من المستهدفين بالدرجة الأولى من المؤتمر لم تحظ بالمشاركة خاصة في اليوم الأول، مما يعني أن هذا المؤتمر قد لا يأتي بجديد، وستعود الأمور مرة أخرى ليكون المؤتمر مناسبة احتفالية يتبارى فيها المسؤولون.