شهادتي لله

إجابات "علي عثمان" .. دعوة للتفاؤل

{ وضع الأستاذ “علي عثمان محمد طه”، النائب الأول لرئيس الجمهورية، في مؤتمره الصحفي أمس، (النقاط فوق الحروف) حول مجمل مفردات السياسة التي تشغل الساحة السودانية خلال الآونة الأخيرة، وكان النائب مبيناً وواضحاً، رغم حساسية بعض القضايا وتعقيداتها، وعلى رأسها ما يتعلق بخلافة المشير “عمر البشير”.
{ تحدث النائب الأول عن أهمية (التجديد) في القيادة، وعن قناعة الرئيس وصدقه في ما قال عن عدم رغبته في الترشح لدورة رئاسية جديدة، لكنه في ذات الوقت أكد على أن استبدال (رئيس) بـ (رئيس آخر) ليست عملية يسيرة، فيمكن أن تستبدل وزيراً بوزير، ولكن الأمر عسير في ما يتعلق بالرئاسة، ويحتاج إلى ترتيبات خاصة واستعداد مختلف.
{ سألتُ السيد النائب الأول سؤالاً مباشراً في المؤتمر الصحفي: هل انتهت (نيفاشا) بالوصول إلى محطة الاستفتاء على تقرير مصير الجنوب، وإعلانه دولة مستقلة بنهاية الفترة الانتقالية، أم أن البلاد ستظل أسيرة لهذه الاتفاقية وتستمر (مرجعية) حتى في مفاوضات (المنطقتين).. جنوب كردفان والنيل الأزرق، وطلبتُ منه أن يقول كلمته للتاريخ وهو مهندس (نيفاشا) وصاحب التوقيع الأبرز على صفحات برتوكولاتها.
{ النائب الأول، ولأول مرة، بدا غير متمسك ومتشدد في استمرار (نيفاشا) بقرةً مقدسةً تحكم تفاصيل ومستقبل الشأن السياسي في بلادنا، فقال كان ينبغي أن تجلس كل القوى السياسية بنهاية الفترة الانتقالية للاتفاقية للتوافق على دستور، وحلول نهائية لجميع المشكلات، ولكنها لم تجلس، وما زالت (نيفاشا) موجودة في الدستور الانتقالي، وما تبقى من قضايا عالقة.. وقال “شيخ علي” بالنص: (إذا أرادوا القول بأن نيفاشا جاءتنا بمشاكل وبلاوي، ونريد الحوار على المستقبل، فلا مشاحة في الأمر، فليكن ذلك، وقد طرحت الحكومة الدعوة لحوار دستوري، وهذه المرحلة مرحلة حوار وطني جامع).
{ ورغم أنه عبّر عن رضائه عن ما أُنجز في (نيفاشا)، إلاّ أنه بدا منفتحاً على كل الآراء، غير متشبث بالوقوف في (محطة واحدة)، دون التقدم إلى الأمام، والاستفادة من عثرات وإخفاقات الماضي.
{ بدا “علي عثمان” في هذا المؤتمر متدفقاً في الرؤى والأفكار، منبسطاً بلياقة ذهنية عالية، واستطاع أن يخلص إلى إجابات شافية وكافية ومتوازنة، رغم حساسية موقفه (الشخصي)، خاصة في ما يتعلق بمسألة خلافة الرئيس “البشير”، فإذا قال إنه مع التجديد (مطلقاً)، سيظن البعض أنه يتعجل للخلافة، وإذا رفض فكرة التجديد من حيث المبدأ مثل مجموعة (برلمانيين خارج التأريخ) الذين شرعوا في جمع (توقيعات) لممارسة ضغوط لحمل الرئيس على العودة عن قراره بعدم الترشح، سيتهم بأنه (متكلس)، وربما أُتهم بمداهنة الرئيس والسير ضمن (زفة النفاق) بالحق وبالباطل!!
{ النائب الأول أحال قضية (الخلافة) إلى مؤسسات (المؤتمر الوطني)، بل وإلى كافة مكونات (المجتمع السوداني)، حتى لا يشعرنَّ أحد بأن السودان صار (ضيعة) لفئة، ومزرعة خاصة للمؤتمر الوطني، وفي ذلك فطنة وحكمة.
{ دعوة النائب الأول لحوار وطني مسؤول، لا يستثني جهة، هي بداية حقيقية لمرحلة سياسية مهمة في تاريخ بلادنا، وقد ابتدرها الأستاذ “علي عثمان”، عملاً لا تنظيراً، بحواره مع الدكتور “علي الحاج محمد” في ألمانيا.
{ دعونا نتفاءل خيراً.. لنجده.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية