أخبار

حسبة أبو قرون!!

خرج علينا بالأمس شيخ يدعى “عبد القادر أبو قرون”، قالت الزميلة (الصحافة) إن الرجل يتبوأ منصباً يجمع لجان الحسبة في كيان واحد – يترأسه السيد “أبو قرون” – وقالت اللجان إنها ستقدم على تقديم النصيحة لوزيرة تنمية الموارد البشرية والعمل “إشراقة سيد محمود” للالتزام بارتداء الحجاب الشرعي (مقاس الحسبة طبعاً).
ونسب السيد “أبو قرون” للجان الحسبة – التي لا يُعرف عنها من قبل نشاط ولا دار ولا عنوان – النجاح في إثارة قضية الإعلان المسيء للمرأة السودانية بإبلاغه جهاز الأمن والمخابرات بالإعلان. والسيد “أبو قرون” يعتقد أو يظن أو قيل له إن جهاز الأمن لا يقرأ الصحف ولا يرصد كل ما يرد فيها إلا بعد أن يبلغه السيد “أبو قرون”، مع أن صحيفة (الانتباهة) اعتذرت عن الإعلان بشجاعة ومسؤولية.. ولكن لجان حسبة “أبو قرون” لم تشاهد في فضائيات السودان وصور وزراء حكومة الإنقاذ إلا السيدة الفاضلة “إشراقة سيد محمود”، أو أن لجان الحسبة تغمض عينيها عن رؤية أخريات أولهن السيدة “تابيتا بطرس” المسيحية ود. “آمنة ضرار” و”بدرية سليمان” ود. “عايدة المهدي”، وفي الولايات نساء بعدد الحصى لا يلتزمن بالخمار ويلبسن الثوب السوداني (الشرعي) و(المحتشم جداً)، ولكن وراء حديث وتصريحات السيد “عبد القادر أبو قرون” أشياء أخرى..
{ قيل إن أعرابياً دخل مدينة رفاعة واقتحم مجلس شيخ العرب “ود أبو سن”.. فهجم الأعرابي على “ود أبو سن” ليصفعه في وقاحة وتطاول.. وحاول الحراس ضرب الرجل فأمرهم شيخ العرب بأن لا يتعدوا عليه، فأمسك يده وقال بلهجة صارمة وودودة في ذات الوقت: (هذه ما بتشبهك.. المحرشك منو)؟! صُدم الرجل واعترف بالحقيقة، وقال لشيخ العرب (حرشني فلان الفلاني)، فأطلق شيخ العرب سبيله وذهب.
والشيخ “عبد القادر أبو قرون” أين كانت لجان الحسبة التي يرأسها قبل أن تتصدى الوزيرة “إشراقة” للفساد الإداري والنقابي في وزارة العمل وتكشف خيوط ألاعيب المفسدين، وتضع يدها مع الوزير “كرمنو” على الجرح النازف وتقطع (أرزاقاً) كثيرة وتجفف منابع مال يذهب إلى غير مستحقيه؟! لتقوم قيامة النقابة وجيوبها ومن يقف خلف النقابة والوكيل السابق الذي (استأسد) على الوزراء الثلاثة بادعاء أنه مسنود وظهره قوي و(تقيل)، وحينما لم يجد هؤلاء وأولئك ما يشين سمعة الوزيرة وطعنها انصرفوا عن كل الذي يجري في الوزارة وتأملوا صورتها، وفي تطاول مريب وادعاء (فج) ومحاولة فرض وصاية على المجتمع خرجوا علينا (بنصيحة) لو كانت لوجه الله لذهبوا للوزيرة في بيتها أو وزارتها، ولكنهم ذهبوا بنصيحتهم إلى صفحات الصحف حتى (يثيروا) في وجهها الغبار لحجب ما يجري من فساد داخل وزارة العمل!!
{ أشهد لوجه الله بأن الوزيرة “إشراقة” (دفعتي) في حج العام الماضي حينما هبطنا في مدينة (جدة) لم تذهب إلى صالة كبار الزوار ولم يستقبلها (السفير) مثل بقية حجاج من الوزراء.. كانت “إشراقة” تحمل حقائبها بنفسها وتحتضن والدتها كبيرة السن وتؤدي مناسك الحج مع غمار الناس، وعادت مثلها وبقية المواطنين.. فكيف لمثل “إشراقة” أن يتطاول عليها البعض باسم الدين والحسبة واللجان التي ربما شكلت حصرياً للسيدة “إشراقة سيد محمود”؟!

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية