تبرؤ أزرق
تبرأ الشيخ “عبد الباقي حمد النيل” الشهير بأزرق طيبة من الاتفاق الذي وقعه أحد منسوبي الطريقة القادرية والحزب الاتحادي الديمقراطي، المدعو : “حمد النيل يوسف السماني” مع الحركة الشعبية قطاع الشمال التي تحمل السلاح وتقاتل في الجنوب الجديد.. كما تبرأ من قبل قيادات المعارضة الشمالية من وثيقة الفجر الجديد التي وقعت في كمبالا.. وعلى ذكر (التبرؤ) فإن (الشينة منكورة) بيد أن أزرق طيبة تربطه علائق وصداقة وتنسيق سياسي خلال حقبة ما قبل انفصال الجنوب، وحينما كانت الحركة الشعبية حزباً ناشطاً في الساحة، وصورة أزرق طيبة بشعره الجعد الكثيف يستقبل “فاقان أموم” و”ياسر عرمان” بمسيد القادرية في طيبة، وتباهى الحركة الشعبية حينها بعلاقتها التي تمددت لمعاقل الصوفية.. والشيخ أزرق طيبة حالة خاصة جداً في الساحة الصوفية فالرجل ينتمي لبيت ديني كبير جداً ومن فخذ قبيلة عربية عريقة في وسط السودان وغربه السادة العركيين الممتد نسبهم لعراق الرافدين الجريح ومن بين زعماء الطرق الصوفية تخرج أزرق طيبة في جامعة الخرطوم وكان ناشطاً سياسياً في الجامعة قريباً من اليسار العريض (مباغضاً) للإسلاميين العركيين والإسلاميين السلفيين.. وبعد تخرجه آلت إليه مشيخة القادرية في طيبة الشيخ “عبد الباقي” بالجزيرة.
ليصعد الرجل لمرتبة الزعامة في الحزب الاتحادي الديمقراطي ولكنه يحتفظ بمسافة بعيدة نسبياً عن السيد محمد عثمان الميرغني وعن قيادات الحزب الأخرى.. (يتحرك) الرجل في مساحات عن مأزون له بها من قبل (المرشد) ولا يستطيع الحزب الاتحادي الديمقراطي فرض مبادئ الانضباط التنظيمي على رجل يرى في نفسه مرجعية دينية مثل الميرغني وتسنده قاعدة اجتماعية يبحث عن (المراغنة) ولا يجدونها ويتزعم الطريقة القادرية التي ربما يفوق عدد منسوبيها الختمية في السودان.
{ في الانتخابات الأخيرة حرض أزرق طيبة السادة القادرية للتصويت ضد المؤتمر الوطني وخاصة في جنوب كردفان حيث للقادرية نفوذ واسع في المنطقة الشرقية بمحليات العباسية والرشاد .. ولكن الحركة الشعبية وقطاع الشمال الذي وقعه معه أحد منسوبي الطريقة حمد النيل السماني الاتفاق المتبرأ منه، هي ذات الحركة التي هاجمت مسيد الشيخ أحمد أبو فلج في منطقة (طاسي) ومسيد أم مرح وذبحت الحركة الشعبية وقطاع الشمال ثمانية من حفظة القرآن الكريم من منسوبي الطريقة القادرية ودلقت الماء على نار المسيد التي ظلت (متقدة) لأكثر من مائة عام ليطفأها العام الماضي عناصر قطاع الشمال والآن يتم تشيد (كنيسة) في منطقة (طاسي) فكيف يوقع زعيم الطريقة القادرية اتفاقاً مع قطاع الشمال.
لا يستطيع أزرق طيبة إنكار علاقته بالسيد حمد النيل يوسف السماني الذي ترشح في الانتخابات الأخيرة بدائرة الفاو وحينما تحسس موقعه آثر الانسحاب عن المعركة خوفاً من السقوط وليس لصالح المؤتمر الوطني كما زعم بيان التبرأ والتنصل عن الاتفاق الذي وقعه السماني، ولكن ما يحدث في الساحة (الاتحادية) منذ عودة الحزب من المهجر يثير الشفقة والرثاء على حال حزب لوسط حيث فقد الحزب السيطرة على منسوبيه وسادت حالة من السيولة التنظيمية مفاصل الحزب وبات السيد “محمد عثمان الميرغني” غير 0قادر) على (ضبط) إيقاع وسط ملعب الحزب وغير مسيطر على دفاعاته فكيف لا يتصرف حمد النيل السماني بما يروق له ويصبح التوم هجو مستشاراً لعقار، وآخرون عاملون في خدمة بلاط “ياسر عرمان”.