أخبار

غارزيتو.. قف للتفتيش..!!

الأخ الأستاذ/ محمد كامل لك التقدير والتحية على عمودكم الراقي (كرات عكسية) بصحيفة (المجهر السياسي) الغراء،،
أرجو أن تسمح لنا بالحديث حول مرحلة جني الثمار أو اللفة الأخيرة لختام الموسم محلياً أو قارياً، خاصة والمشوار الأفريقي في الأمتار الأخيرة والدور المهم والمطلوب من المدرب (غارزيتو)..
* لقد تعاقب على نادي الهلال عدد كبير من المدربين الأجانب الذين تولوا دفة الأمور في الجهاز الفني للأزرق، ورغم أنهم جميعاً فشلوا في تحقيق حلم جماهير الهلال في لقب قاري، إلا أن بعضهم حقق عدداً من النجاحات مع الهلال ولكنها انحصرت في البطولة المحلية وبعض من الانتصارات الخارجية، وكثر الجدل حول أحقيتهم في تدريب الأزرق إلى أن وصل إلى قمة الهرم الفني للهلال المدرب “غارزيتو” صاحب الأصل الإيطالي والجنسية الفرنسية، ويعتبر “غارزيتو” من المدربين القلائل الذين أجمع المجتمع الهلالي على كفاءتهم وقدراتهم العالية..
والمتتبع لمسيرة المدرب “غارزيتو” لا تخفى عليه النجاحات الكبيرة له هذا الموسم مع الهلال، فالرجل لم يخسر سوى مباراة واحدة في أكثر من ثلاثين مباراة خاضها وهو على رأس الجهاز الفني للأزرق، وقد أبعد “غارزيتو” كابتن الهلال ونجمه “هيثم مصطفى” من قائمة الفريق في كثير من المباريات، هذه الصفة لم يكن يمتلكها “غارزيتو” لو أنه كان مدرباً عادياً، وقد جاهر مرة أنه جاهز لترك الهلال في أي لحظة إذا فرضت عليه الإدارة رأيها أو تدخلت في الشأن الفني، وقد تمسك “غارزيتو” بحقه في إبعاد “البرنس” رغم ثورة جماهير الهلال إلا أن هذه الجماهير احترمت شجاعة مدرب فريقها وتمسكه برأيه.
وجمهور الهلال لديه قناعة أن الجيل الحالي من أفضل الأجيال التي مرت في تاريخ الهلال فلديهم الكثير من المميزات، والخيارات المطروحة أمام “غارزيتو” تبدو مرضية لكل مدرب يطمح في اللقب الكونفدرالي..
لقد حاول “غارزيتو” أن يصنع الدراما في الكورة السودانية ويجعل من الهلال فريقاً يلعب بطريقة تعتمد على الأسلوب الهجومى بنظرية الهجوم خير وسيلة للدفاع، ولقد نجح في إثبات النظرية مع الهلال وحقق فيها نجاحاً كبيراً، فبرغم الأهداف السهلة التي كانت تلج مرمى الأزرق إلا أن الرهان على الهجوم لم يخب سوى في مباراة الديربي الأخيرة في الكونفدرالية، ولو اعتبرنا أن هدفين في مباراة ديربي يعتبران كافيين للفوز إلا أن شباك الهلال استقبلت ثلاثة أهداف ليخسر الهلال اللقاء والصدارة للند المريخ.
على “غارزيتو” الآن أن يقف للتفتيش، فدفاع الهلال به العديد من المشاكل التي تعتبر أولاً وأخيراً هي مشاكل فنية تحتاج لتدخل من “غارزيتو” نفسه، فهذه أيام الحصاد مباريات معدودة محلياً بالممتاز لنيل بلح الدوري وعنب الكونفدرالية، وينتظر تفاح السوبر، أما إذا كانت الخيبة الهلالية بسبب الدفاع فإن “غارزيتو” وحده من يتحمل المسؤولية ـ كل المسؤولية ـ فليعلم الفرنسي أن دفاع الهلال قد أضحى مفتوحاً وأصبح كطرق المرور السريع دون إشارات حمراء لأن المباريات القليلة المتبقية للهلال محلياً وفي نصف نهائي الكونفدرالية تحتاج إلى تركيز كبير ومعالجة لكل السلبيات وتدراك الأخطاء، فلا يمكن لفريق عمره يزيد عن ثمانين عاماً وهو دون لقب قاري يذكر به اسمه في المحافل الدولية، وعلى المهتمين بالشأن الهلالي الجلوس للتفاكر والتحاور حول الأسباب التي أدت إلى فقدان الهلال للألقاب القارية وكل ما أخشاه أن تصبح هذه المشكلة عقدة نفسية تخرج الهلال كلما تقدم في البطولات.
حتى يصبح هذا الموسم موسم اللقب الأول للأزرق قارياً نحتاج إلى العمل والاجتهاد والتخطيط فالحلم ليس ببعيد عن الديار الزرقاء، والفرصة مواتية هذا العام إذا وضع الهلال اللقب نصب عينيه.. اللقب الذي طال انتظاره.
يحتاج الهلال إلى توفر كل أسباب الأرض للفوز باللقب، ثم الدعاء حتى تتوافر أسباب السماء، ثم بعدها نحتفل في القلعة الزرقاء. ختاماً، يقولون إن حلمنا مستحيل، ونحن نصبح ونمسي مؤمنين أنك يا رب على كل شىء قدير.
محمد جمال ـ بحري

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية