اجلس بهدوء يا آدم!!
{ قالت صديقتي المفضلة إن توازن الحياة يتطلب الحكمة والثبات وتفهم مجريات الأمور ووضعها في نصابها الصحيح من أجل تشريح مجيد يعين على الإصلاح والتصويب، رغم أن مجريات المجتمع الذكوري تعاند الفكرة وتعادي المقترح وتصر على أبجديات مستحيلة من أجل إشباع رغبات دنيوية خاطئة ركزت على عبارة واحدة (ديل رجال).
{ وصديقتي تقول إن الرجولة قيم ومبادئ وأخلاق وسلوك، قبل أن تكون أفعالاً عقيمة وتجارب مكررة، محفوظة على مر التاريخ دون توضيحات مبينة تشير إلى معنى المفهوم والمكنون، لأن الرجل يتقلد أعلى مناصب القلب داخل الأنثى باحترامه لمكنونها وتعابيرها وتفهم طموحاتها وتشجيع أمنياتها من أجل المساهمه في مستقبل مدروس.
{ والملاحظ أن الغيرة الرجالية قد أخذت منحى بعيداً في مجالات الحياة كافة، ابتداءً بالبيت وانتهاء بالعمل والشارع، وكثيراً ما نجد التباينات تتبلور من خلال أطروحات بعضهم في طريقة العمل ومحاولة التبخيس والتقليل لإشباع غرور ذاتي ونفس مريضة، الأمر الذي يتطلب أن يكون هناك وعي أنثوي يقف بالمرصاد لكل هذه التداعيات.
{ إحدى الزوجات الناجحات والمثابرات تحكي قصتها عبر صفحات (الفيسبوك) وتؤكد أن عذابها الدنيوي ابتدا بمجرد الارتباط مع رجل فاقد لمقومات النجاح بعد أن غادر الدراسة منذ مرحلة الابتدائية وانخرط في العمل داخل سوق الله أكبر سعياً لرزق في علم الغيب، وتأميناً لمستقبل مجهول.
{ ورغم الأموال التي يكتنزها ذاك الرجل في خزائنه المنتشرة داخل وخارج السودان، إلا أنه ظل يعاني الأمرين من نقص يتحسسه في كل نجاح تقطفه الزوجة المثابرة والمجتهدة التي تتربع الآن على عرش إحدى الوزارات علماً وخلقاً و(برستيج) جعلها سيدة مجتمع.
{ والزوج يعاني ليلاً ونهاراً ويبحث في رأس كل دقيقة على مسبب يصنع منه إشكالاً ليغادر المنزل ويبحث عن امرأة تملأ مساحات النقص بداخله وتخدعه بكلمات التجارة المبتذلة بعد أن يدفع المعلوم ويعود بموجبها إلى البيت متوعداً ومهدداً ومشترطاً برفضه للعمل بمسببات لا تقنع صغيراً.
{ وزوجات كثيرات يعانين من قبضة الرجال غير المبررة، وكثيرات يمارسن الصمت النبيل من قهر الرجال وجبروتهم الممتلئ بالغيرة والحقد على أي نجاح أنثوي، وكثيرات من بنات جنسي يتذوقن الويل من قبضة الرجال ويتغاضين عنها من أجل استقرار الحياة وتربية العيال.
{ واليوم العالمي للمرأة يمر مرور الكرام، وبنات حواء يمارسن اللامبالاة من أجل التمسك بعش الزوجية الممتلئ بالمشاكل والأزمات والعقد النفسية والتربية الخاطئة، ويوم المرأة لابد أن يكون جرس إنذار في آذان الرجال حتى يتفهموا أن الحياة تعطي من يقدم لها، وأن زمان التكبيل قد انتهى ولن يعود، وأن حواء ستظل رافعة راية النجاح في شتى مجالاته حتى يتبين الرجال أن القادم لنا وليس لسوانا، وحينها فانتظرونا على مقاعد البرلمانات والمواقع التنفيذية ومؤسسات الرئاسة، لنعلم هؤلاء كيف يكون التغيير والنجاح.
{ هذا العام لنا، فارجو أن ينشغل آدم بهوامش أخرى تعينه على تدبير أمره، أو الجلوس بهدوء من أجل الاستمتاع بالمشاهدة.