أخبار

الغمة!!

{ واهم من ينتظر من فريقي الهلال والمريخ تقديم مباراة في كرة قدم حقيقية تشرفهما وتشرف الرياضة السودانية بعد أن تدحرجت الكرة السودانية للوراء، لعبة شعبية، وامتلأ الوسط الرياضي فساداً في الأخلاق الرياضية، وباتت مباريات هلال مريخ خطراً يهدد الأمن الوطني وأرواح المواطنين، بعد أن لعبت الصحافة الرياضية دورها في تعبئة مشاعر الكراهية بين الناديين، لدرجة التعدّي على الممتلكات، وتخريب المنشآت، فضلاً عن الاحتقانات في المدرجات والتي قد تنفجر في أية لحظة.
{ اليوم تلعب مباراة الهلال والمريخ في الدوري الممتاز وجماهير الفريقين في حالة (احتقان) أقرب (للعداوة) غير المبررة.. خاصة بعد انتقال لاعبي الهلال السابقين “هيثم مصطفى”، و”علاء الدين يوسف”، لصفوف المريخ في صفقة تاريخية أثارت حفيظة جماهير الهلال رغم أن اللاعبين تم الاستغناء عن خدماتهما بنادي الهلال بطوع مجلس الإدارة واختياره.. لكن الصحافة الرياضية أشعلت نيران الخلافات والتحديات بين الناديين لدرجة تنظر بحدوث كارثة في ملعب نادي الهلال اليوم.
إن لم تتدارك حكومة ولاية الخرطوم الموقف واستنفار إمكانياتها وقدراتها لحماية الجماهير من نفسها .. والأمن مسئولية حكومة ولاية الخرطوم أولاً ومحلية أم درمان ثانياً ونادي الهلال ثالثاً.
{ من الناحية الفنية فإن مباراة اليوم لا تحدد وجهة بطولة الممتاز، والتي لن تغادر أرض الناديين.. والدوري لا يزال في بواكير أيامه ومن يخسر اليوم قد يكسب في الجولة الثانية ومن يكسب قد يتعثر في إحدى الولايات، خاصة بعد التطور الذي شهدته بعض أندية الممتاز في هذا العام والعام الماضي كهلال كادوقلي، وأهلي شندي، وأخيراً سلاطين دارفور المريخ.. ومباراة اليوم قد تباعد بين الهلال والمريخ في حالة فوز الهلال لـ 5 نقاط، ولكنها لا تعني فوز الهلال بالبطولة وقد تصعد بالمريخ للمرتبة الأولى حال فوزه على الهلال ليتفوق بنقطة واحدة يستطيع الهلال تعويضها من المريخ في الدورة الثانية.. ولذلك لا تبدو مباراة اليوم حاسمة في مسار بطولة الممتاز بحسابات كرة القدم وليس بأوهام المشجعين.
{ لكن داخل ميدان الملعب هناك مباراة خاصة بين هيثم مصطفى وفريقه السابق الهلال.. هيثم سيسعى اليوم لإثبات الذات وكسب الرهان والوصول لشباك الهلال بكل الطرق حتى يثبت بأنه قادر على العطاء لسنوات قادمة وإن شطبه من الهلال ظلم وحيف، دفعه لتبديل ولائه القديم.. وفي حال انتصار المريخ اليوم بغض النظر عن الدور الذي يلعبه هيثم في المباراة فإن الانتصار يمثل قيمة معنوية وتعيد إليه كبريائه وبريقه القديم وتجعله أسطورة في الملاعب السودانية.. ولكن بذات القدر إذا أخفق هيثم في المباراة وخسر المريخ النتيجة فإن ذلك سيكتب نهاية للاعبٍ أعطى الوطن والهلال الكثير، ولكنه في آخر أيامه وجد تاريخه في مهب الريح.
{ من الناحية الفنية فإن المريخ أكثر استقراراً من الهلال ولاعبيه أكثر تميزاً في الأداء ويملك حارس مرمى عالمي (عصام الحضري) وراعى للنادي يملك الثروة الطائلة، مقابل فريق أنهكته الصراعات الإدارية ويقوده فنياً مدرب مثير للجدل والخلافات ولاعبين يبحثون عن حقوقهم ولا يجدونها ومن تلك المعطيات: أن فرص ودوافع المريخ في الفوز كبيرة جداً ولكن الهلال يملك روحاً إذا ما كانت حاضرة في مباراة اليوم فإنها قد تقلب الطاولة على المريخ.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية