أزمة المواصلات تطل برأسها من جديد!!
أطلت مشكلة المواصلات من جديد على الرغم من أن السيد والي ولاية الخرطوم أعلن عن إنزال عدد من المركبات إلى الخدمة، بصات وحافلات ذات سعات مختلفة، لكن منذ أن أعلن السيد الوالي ذلك القرار، فإن مشكلة المواصلات مازالت قائمة، لا ندري هل هي أزمة مفتعلة أم حقيقية، ربما تكون مفتعلة. عندما أعلن السيد الوالي قراره بتدشين البصات الجديدة كانت المركبات متوفرة بالمواقف، بل يتضايق الراكب نظراً للانتظار الطويل حتى تمتلئ المركبة، لا ندري ما هي الأسباب التي أعادت الأزمة من جديد، من يدخل (موقف جاكسون) مساءً تحس أن هناك فعلاً أزمة، فالمواطنون (يركضون) خلف المركبات ولولا عناية المولى ولطفه لسجل (موقف جاكسون) عشرات الإصابات بسبب التدافع للحصول على مقعد في المركبة.
لقد سعدنا كثيراً بأحاديث السيد الوالي والحلول التي وضعها لمشكلة المواصلات بولاية الخرطوم، منها البصات ذات السعة الكبيرة والمركبات المختلفة ذات السعة المتوسطة، بالإضافة إلى الطموح الكبير الذي يحمله السيد الوالي بتوفير القطارات والتي حدد مسارها من وسط الخرطوم إلى الأطراف، كما حل المشكلة بالوسائل الأخرى البصات النهرية أو (اللانش)، كلها مقترحات جميلة وحلول يمكن أن تقضي على الأزمة، لكن القول شيء والفعل شيء آخر، مازالت أزمة المواصلات مستمرة ولو أنزل السيد الوالي ألف مركبة، لأن المشكلة تبدو خفية ولا ندري سرها، أولاً أصحاب المركبات يحاولون تعذيب المواطنين، منهم من يدخل الموقف وعندما يتدافع المواطنون نحوه (يركنها) على جنب معلناً عدم عودته، بل لا يفصح عن الجهة التي يذهب إليها.
ثانياً هناك مركبات تغير خطوطها وتزيد التعريفة، إذا كانت بجنيه ونصف تضيف نصف جنيه آخر، وأحياناً أربعة جنيهات، وفي ظل الحاجة المواطن مضطر لدفع القيمة رغم أن هناك احتجاجاً داخلياً أو مكتوماً حتى التعريفة التي تحجج بها أصحاب المركبات غير ملتزمين بها، فالتعريفة من الخرطوم إلى الثورات (2,800) صاحب المركبة يطالب بثلاثة آلاف ولا أحد يسأل ولا صاحب المركبة يعيد الباقي لصاحبه، والمواطن المسكين مغلوب على أمره يدفع فقط والجهات المسؤولة بالولاية لا تراجع أصحاب المركبات ولا تراجع التعريفة، فقط نسمع أصوات عالية ومحتجة من قبل أصحاب المركبات.
إن مشكلة المواصلات قديمة وكأنما هي قضية مستعصية أو أزمة لا تجد الحل، ومنذ النظام المايوي مشكلة المواصلات كانت الهاجس الذي يؤرق المواطنين خاصة وأن ولاية الخرطوم توسعت وعدد سكانها تضاعف عشرات المرات، لكن أيضاً الدولة فتحت باباً للاستيراد ودخلت كميات كبيرة من المركبات والمشكلة كما هي أحياناً تنفرج الأزمة دون أية مقترحات، وأحياناً تظهر الأزمة أيضاً دون مقدمات.
معظم المسؤولين ذهبوا لعدد كبير من الدول بغرض الاستفادة أو التزويد بمعلومات حول كيف حلت تلك الدولة مشكلة مواصلاتها، ورغم تلك المعلومات لكن مشكلتنا في أزمة المواصلات هي هي، فلا بد للسيد الوالي الدكتور “عبد الرحمن الخضر” ومعتمد الخرطوم اللواء “نمر” من زيارة مفاجئة لـ(موقف جاكسون) للوقوف على أسباب تلك الأزمة، فهل نشاهدهم أم ينتظرون تقارير ترد إليهم؟