د. «أحمد بلال»: أنا حزين لجيل اليوم الذي أثرت فيه الثقافة الواردة سلباً
طبيب وسياسي ومتحدث لبق، ولطيف في تعامله مع الآخرين، ومتواضع.. يمتاز بالبساطة رغم وصوله إلى مراتب رفيعة في العمل السياسي والتنفيذي.. حاولنا التعرف على جوانب مختلفة من حياته مولده، ونشأته، ودراساته، هواياته.. أيام الفرح التي عاشها، مدن عالقة بذاكرته، محطات مهمة في حياته، أول المناصب الوزارية التي تقلدها قبل الإنقاذ.. ونقدمه للقارئ عبر هذه المساحة:
} من أنت؟
– “د. أحمد بلال عثمان” من مواليد شمال كردفان بقرية تسمى (أم صيقعون)، تلقيت بداية تعليمي بمدرسة الغبشة الأولية ثم أم روابة الوسطى ثم كوستي الثانوية، ومنها التحقت بكلية الطب جامعة الخرطوم.
} إذا أعدناك لأيام الدراسة ما هي المواد المحببة بالنسبة لك؟
– العلوم والرياضيات.
} وكم كان ترتيبك في الفصل؟
– كنت الأول إلى أن التحقت بالجامعة، وأذكر أن شهادتي الثانوية كانت تؤهلني للالتحاق بكل كليات الجامعة العلمية منها والأدبية.
} ما هي أول محطة عملت بها بعد التخرج؟
– كانت دارفور الفاشر والجنينة، ومن ثم هاجرت إلى ليبيا وعملت بها من 1979 إلى 1983 ومن ثم ذهبت إلى لندن وتخصصت في طب المناطق الحارة، وعدت إلى السودان بعد ذلك، وبعد سقوط النظام المايوي رأت أسرتي أنه من الضروري الترشح للانتخابات، فترشحت عن دائرة أم روابة الشرقية، ونلت أصوات الناخبين، إذ حصلت على سبعة آلاف وثمانمائة صوت.
} أول منصب وزاري تقلدته عقب انتخابات 1986م؟
– شغلت منصب وزير دولة بوزارة الصحة.
} ومحطتك الأخرى؟
– بعد مجيء الإنقاذ 1989 كنت من المعارضين لها وأودعت السجن، ومن ثم هاجرت إلى مصر.
} وما هي دوافعك للعودة والمشاركة في النظام؟
– وقتها ونحن في الحزب الذي كان يقوده الشريف الهندي لم نكن نخمن منظومة التجمع، فكانت لدينا اعتراضات عديدة عليه، ووجدنا محاربة من التجمع أكثر من النظام، لذلك عندما أحسسنا أن هناك رغبة من الدولة عام 1995 في الانفتاح وقبول الرأي الآخر أطلق “الشريف” المبادرة والحكومة وافقت على طرح “الشريف”، ولذلك جئت في وفد المقدمة ووجدنا ترحيباً من النظام، ومن ثم عملنا على تطوير الحوار الشعبي إلى إعلان سياسي ثم ميثاق سياسي ثم برنامج وطني، ومن ثم شاركنا في الحكومة وفقاً للبرنامج الوطني.
} أول منصب وزاري شغلته بعد المشاركة في السلطة؟
– شغلت منصب وزير الصحة، وبعد اتفاقية نيفاشا أصبحت مستشاراً لرئيس الجمهورية.
} وقتها هل كانت لك هوايات؟
– كرة القدم والعزف على العود.
} من الذي علمك العزف على العود؟
– تعلمته خلال المرحلة الثانوية عبر جمعية الموسيقى.
} عندما التحقت بكلية الطب هل كانت رغبتك الأساسية؟
– أبداً فقد كانت رغبتي الأساسية دراسة الهندسة.
} ولماذا فضلت الطب على الهندسة؟
– السبب أن كل أصدقائي وزملائي قدموا لكلية الطب فقدمت معهم.
} متى تركت ممارسة الطب؟
– منذ عام 1977م.
} هل أنت نادم على ترك الطب ودخول المجال السياسي؟
– أبداً.
} أول عملية أجريتها؟
– كانت عملية قيصرية بمستشفى الجنينة بالإضافة إلى عدد من العمليات.
} في مجال كرة القدم هل لك نادٍ تحرص على تشجيعه؟
– الهلال ومنذ نعومة أظافري.
} مباراة عالقة بذاكرتك طرفها الهلال؟
– الهلال والمحلة التي انتهت بهزيمة الهلال بالقاهرة 4/1 ثم هزيمة المحلة بأم درمان 4/1 وفازت المحلة بركلات الترجيح.
} هل لك فنان تفضل الاستماع إليه؟
– “أحمد المصطفى” و”كابلي” و”محمد ميرغني” وأعتقد أن هؤلاء عمالقة في مجال الفن ولن يتكرروا.
} أيام فرح عشتها؟
– الزواج وميلاد الطفل الأول .
} من الصباحات الجميلة التي عشتها؟
– قليلة ولكن لا أذكرها.
} كتب شكلت وجدانك؟
– أنا قارئ للتاريخ الإسلامي والإنساني، ومن الكتب التي شكلت وجداني كتب العقاد خاصة العبقريات السر التاريخي والنقد والتحليل.
} مدن عالقة بذاكرتك داخلياً وخارجياً؟
– البندقية تعتبر من المدن الراسخة بذاكرتي بالإضافة إلى اتلانتا وجنيف، ومن المدن الداخلية الجنينة.
} ما الذي يشغلك الآن؟
– أنا مهموم بمستقبل السودان وحزين لهذا الجيل الذي أصبح الفرق بينه والأجيال السابقة كبير جداً، فالثقافة الواردة عبر الفضائيات أثرت فيه سلباً وأصبح اهتمام الشباب مختلفا والكبار في عوالم مختلفة لذلك أنا لست سعيداً بذلك.