المشهد الإداري بالمريخ بين تهديدات (الوزارة) وتوصيات الاتحاد
إعادة عمومية النظام الأساسي تعبر بالأحمر إلى بر الأمان والرفض يمنح الوزارة فرض أحد خيارين
تقريرـ عبد الله أبو وائل
تعقّد المشهد الإداري المريخي بصورة لم يسبق لها مثيل وأضحى الأحمر على شفا حفرة من الانهيار نتيجة السيناريوهات المتعددة لرسم مستقبله الإداري في ظل عدم وضوح الرؤية بالنسبة للمجلس الإداري الحالي الذي جاء نتيجة انتخابات في أكتوبر من العام 2017 فتم اعتماد قائمة المجلس باستثناء الرئيس “آدم سوداكال” الذي تقدم تسعة من أعضاء الجمعية بطعونات ضده لمفوضية هيئات الشباب والرياضة بولاية الخرطوم، والتي قررت إبعاده بقبوله لطعن يتعلق بشهادة الخبرة ليواصل المجلس عمله بدون رئيس بعد أن تقلد مهام الرئاسة نائب الرئيس آنذاك الأستاذ “محمد جعفر قريش” الذي نجح في أن يقود سفينة المريخ إلى بر الأمان رغم المطبات التي وضعت في طريق مجلسه نتيجة رفض قطاعات كبيرة للمجلس المنتخب.
المفوضية تطيح بالمجلس المنتخب
لم يستمر قادة المجلس المنتخب كثيراً في إدارة شؤون النادي ليصدر وزير الشباب والرياضة بالخرطوم في ذلك الوقت “اليسع صديق التاج” قراراً بحل مجلس المريخ وتعيين لجنة تسيير برئاسة الأستاذ “محمد الشيخ مدني” ليبدأ صراعاً بين المجلسين (المنتخب) و(المعيّن) يصل حد اقتحام لجنة التسيير لمباني المكتب التنفيذي وتحتله وحينها أضحى للمريخ مجلسين يدعي كل منهما الشرعية.
الاتحاد يتدخل ويعين مجلساً وفاقياً
نجح رئيس الاتحاد العام لكرة القدم البروف “شداد” في إعادة الهدوء إلى القلعة الحمراء من خلال تعيينه لمجلس سُمي بالوفاقي وجمع بين (المنتخب) و(المعين) ليعود الاستقرار إلى النادي الأحمر ونجحت خطوة الاتحاد في العبور بالفريق إلى بر الأمان مؤقتاً سيما وأن الخلافات بين أعضاء المجلس كانت تظهر للعيان من حين لآخر.
استقالات من قائمة المعينين
لم يستمر الوفاق المريخي كثيراً إذ تقدم رئيس النادي “محمد الشيخ مدني” باستقالته اعتراضاً على صدور قرارات لم تمر من خلاله لتتواصل الاستقالات من (المعينين) باستقالة جميع من تم تعيينهم بقائمة الوفاق، وتوقع كثيرون انهيار المجلس المريخي إلا أن الأعضاء الذين أتت بهم الجمعية العمومية رفضوا تقديم استقالاتهم وتمسكوا بالشرعية.
“قريش” يلحق بالمستقيلين
فاجأ الأستاذ “محمد جعفر قريش” الجميع باستقالته من مجلس المريخ ليفقد المجلس أهم داعميه سيما وقد ظل “قريش” يقوم بأعباء الرئاسة قبيل تكوين المجلس الوفاقي، لكن استقالة نائب الرئيس لم تؤثر على بقية قادة المجلس الذين واصلوا عملهم في غياب الرئيس ونائبه وتوقع كثيرون انهيار المجلس الذي ظل صامداً دون أن يتأثر بتلك الاستقالات.
جمعية النظام الأساسي تفجر الأوضاع
إصرار بقية قادة المجلس المنتخب العبور بسفينة المريخ إلى بر الأمان دفعهم لإقامة جمعية عمومية لإجازة النظام الأساسي وقد تم الترتيب لتلك الخطوة في ظل إعلان مقاطعة الجلسة من شخصيات مريخية مرموقة لكن قادة المجلس تحدوا كافة الصعاب ونجحوا في إقامة جمعية عمومية وصفت بغير القانونية من معارضي المجلس لكن مجلس المريخ رفض الانصياع لتهديدات المعارضة معلناً إجازته للنظام الأساسي.
اللجنة القانونية بالاتحاد تعيد الأمور إلى مربعها الأول
فاجأت اللجنة القانونية بالاتحاد العام مجلس المريخ حينما رفضت الاعتراف بصحة الجمعية التي انعقدت لإجازة النظام الأساسي وأوصت اللجنة مجلس إدارة الاتحاد بضرورة إعادة الجمعية العمومية، لكن مجلس الأحمر رفض قرار اللجنة القانونية وأصر على عدم إعادة جمعيته العمومية لكن رئيس الاتحاد انحاز إلى اللجنة القانونية وطالب المريخ بضرورة إعادة الجمعية العمومية لتعيد تلك الخطوة الأمور في المريخ إلى المربع الأول.
الوزارة تربك المشهد المريخي
قبل أن يفيق مجلس المريخ من خطوة الاتحاد العام بإلزام النادي إعادة جمعية إجازة النظام الأساسي فاجأ رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة بولاية الخرطوم الدكتور “آدم كبير” الجميع حينما أعلن عدم اعترافه برئاسة “سوداكال” لنادي المريخ، كما أعلن عدم اعترافه بالمجلس الذي يدير النادي حالياً وأعلن عن عزمه تكوين لجنة تسيير أو حصر العضوية والدعوة لجمعية عمومية مبكرة، وقد قوبلت تصريحات “كبير” برفض من مجلس المريخ الذي هدد باللجوء إلى الفيفا باعتبار أن النظام الأساسي يحميه من تدخل السُلطة، كما أن تصريحات قادة الاتحاد عدم الاعتراف برئاسة “سوداكال” زاد من تعقيدات المشهد الإداري بالنادي.
سيناريوهات الحلول المريخية
بناءً على سبق وفي ظل التعقيدات الكثيرة التي تهدد مجلس المريخ فإن الحلول التي يمكن أن تقود النادي لتفادي تلك الأزمات تتمثل في الآتي:
إعادة الجمعية العمومية لإجازة النظام الأساسي
لن يكون بمقدور مجلس المريخ غض الطرف عن خطوة إعادة الجمعية العمومية لإجازة النظام الأساسي باعتبارها المخرج الأساسي من إبعاد الأحمر عن تدخلات الوزارة الولائية، إذ إن مجرد انعقاد الجمعية العمومية وإجازة النظام الأساسي يعني خروج الأحمر عن عباءة الوزارة والمفوضية الولائيتين وتبعية المريخ مباشرة لاتحاد الكرة.
مواصلة التقاضي للاعتراف برئاسة “سوداكال”
من البديهي أن يحصل رئيس نادي المريخ “سوداكال” على خطاب من المحكمة تؤكد الاعتراف به رئيسا للنادي سيما وأن عدم إحضار الخطاب يعني أن قرار اعتماد الرئاسة يبقى مع وقف التنفيذ.
تعيين لجنة تسيير أو الدعوة لجمعية مبكرة
من السيناريوهات التي يمكن أن تكون واقعاً خلال الفترة المقبلة هي تعيين لجنة تسيير من قبل وزير الشباب والرياضة الولائي أو حصر العضوية والدعوة لجمعية عمومية مبكرة في حالة رفض مجلس المريخ إعادة الجمعية العمومية لإجازة النظام الأساسي.
المشهد المريخي يحتمل كافة الخيارات:
لا أحد يستطيع التنبؤ بما يمكن أن يحدث بشأن مجلس المريخ مما يعني أن كافة الخيارات تبقى محتملة ما لم يطرأ جديد على الساحة المريخية.