عفواً سادتي، فقد استعرت واقتبست هذا العنوان من قصيدة شهيرة لـ”أبي الطيّب المتنبئ” بعنوان (وفي عنق الحسناء يستحسن العقد)
والتي يقول فيها:
وأصبح شعري منهما في مكانه
وفي عنق الحسناء يستحسن العقد
تعبيراً لما توليه إمارة الشارقة من اهتمام واحترام وتعظيم وتفخيم للشعر والشعراء.. وما أعظمهم وأكرمهم وهم الذين ورد ذكرهم في محكم التنزيل والشارقة اشتق اسمها من الإشراق والضياء والجمال، فهي المشرقة والمتألقة والباذخة والشامخة والباهية بإنسانها وأبنائها الذين برعوا ونبغوا وأبدعوا في كافة المجالات العلمية والفكرية والأدبية والفنية لا سيما الثقافية.. هذه الثقافة توسعت دائرتها لتشمل العديد من المناشط والفعاليات في مجال الشعر والنقد والخط الإسلامي وغيرها من الفنون الإبداعية والكتابية، يؤم هذه الفعاليات الأدباء والشعراء والمثقفون والمهتمون ليس من إمارة الشارقة فحسب.. بل من كافة الإمارات الأخرى وشتى بقاع وفجاج البلدان العربية المشاركة.. تضمهم وتحتضنهم إمارة الشارقة في رحابها بكل المودة والمحبة واليسر والحنان والجمال والسلام.
ومن أبرز الفعاليات الثقافية مهرجان الشارقة للشعر العربي الذي أسست وشيدت له بيوت هنا وهناك رفعة وإعلاء لـ(ديوان العرب)
فالحُسنُ يَظهرُ في شيئين رَوْنقُه
بيتٍ من الشِّعْرِ أو بيْتٍ من الشّعَرِ
هذه البيوت أو (الصروح) بكل رونقها وبريقها وفخامتها تقع تحت رعاية وعناية وفخامة صاحب السمو الشيخ د. “سلطان بن محمد القاسمي” حاكم الشارقة.. الذي له إسهاماته ومبادراته ومجهوداته الكبيرة في هذا الصدد سواء في دولة الإمارات المتحدة أو الوطن العربي بأجمعه.
مهرجان الشارقة للشعر العربي تنطلق فعالياته مطلع كل عام بقوة وفعالية ويحظى بنسبة حضور مذهلة تحتشد في المسارح والمنابر والمنتديات والدور الثقافية في نهاريات وأمسيات شعرية تتجلى فيها عظمة الشعراء وفحولتهم وهم ينثرون ما جاءت به أخيلتهم وقرائحهم وخلقهم وإبداعهم في قراءات وإلقاء وأداء شعري جاذب تكاد تسمع من خلالها نبضاتهم وخلجاتهم ومكنوناتهم الوجدانية بحيث تتداعى فيها رقة القوافي وجزالة المعاني.
وما قلت من شعر تكاد بيوته
إذا كتبت يبيض من نورها الحبر
كأن المعاني في فصاحة لفظها
نجوم الثريا أو خلائقك الزهر
مهرجان الشارقة للشعر العربي تطرح وتناقش فيه موضوعات وقضايا في غاية الأهمية تتعلق بـ(لغة الضاد).. يتناولها بالشرح والنقد والتحليل خبراء ومختصون بأدائهم وأفكارهم التي تثري الأسماع والأذهان.
وفي منحى آخر.. درج القائمون على أمر المهرجان بتكريم بعض الشخصيات ذات الأثر الأدبي والشعري والثقافي لدورهم المتعاظم في هذا الضرب حتى تصبح مشجعاً ومحفزاً للمزيد من العطاء والإنتاج والتميز.
استطاع المهرجان أن يحقق جوانب مضيئة وغايات وأهدافاً سامية بأن يبني جسور التواصل والتلاقي والإلفة والحميمية بين المشاركين أنفسهم.. تقوية وتمتيناً وتعزيزاً للروابط والأواصر والعلائق والوشائج بينهم.. وهذا له مردوداته الإيجابية التي تنعكس على نجاح المهرجان وذيوعه وانتشاره عاماً إثر عام.
الشارقة إمارة مبدعة بكل تفاصيلها ومكوناتها الإنسانية والخيرية.. وكل شيء فيها موقع يوحي بالدقة والإتقان والنظام والجمال والانضباط الذي يبعث الإحساس بالتفاؤل والأمل والحيوية والانطلاق في نفس كل زائر أو قادم أو وافد إليها، كما عرفت وتميزت واشتهرت بالكرم (الإماراتي) الأصيل مداً وعطاءً وسخاءً ورخاء.. سائلين الله لها المزيد من التطور والتقدم والازدهار والرفعة والسمو.. ولـ(نظيراتها) من الإمارات الأخرى.. إذن الشارقة هي الإمارة التي لا تغيب عنها شمس الشعر.