في كل أزمة تضرب البلاد تجد التجار والجشعين يحاولون أن يستغلوا الموقف من أجل الثراء على حساب المساكين، ففيروس (كورونا) الذي ضرب العالم الأيام الماضية، وأدى إلى حصد عشرات من المواطنين، أصاب الناس الذعر والهلع، لما أعلن وزير الصحة الاتحادي السوداني في مؤتمر صحفي أن شخصاً قد توفي بسبب فيروس (كورونا)، هنا بدأ الناس في الخوف من هذا الداء اللعين، فبدأوا البحث عن من يقيهم شره، خاصة أن الوزارة وغيرها من الجهات طالبت المواطنين بارتداء الكمامات الواقية، فحاول أصحاب المصلحة من كبار التجار وصغارهم، حاولوا استغلال الموقف، فعملوا على شراء الكمامات من الأسواق بأسعار تضاعفت مية المية تقريباً لو لم تزد، ففي سوق أمدرمان ارتفعت البكتة من (900) ألف جنيه إلى (2400) جنيه، بينما صغار التجار يبيعونها بالقطاعي للمواطنيين بمبلغ (120) جنيهاً للواحدة، في حين أن القطعة الواحدة من الكمامات قبل ظهور المرض لم يتجاوز سعرها العشرة جنيهات، ألم أقل لكم إن التجار لا ينظرون إلى مصلحة البلاد أو المواطنين، بقدر ما ينظرون إلى كيف يستغلون الموقف ويحققون من خلاله تلك الضربة التي ترفعهم إلى مصاف الكبار من أعيان البلاد؟. في كثير من بلدان العالم في مثل تلك الحالات تمنح الكمامات أو الأدوية إلى المصابين مجاناً، ولكن للأسف عندنا كل شيء بمقابل، حتى الداء الذي يمكن أن يفتك بالعديد من أبناء الوطن حاول أولئك استغلاله من أجل الثراء، فكيف كمامة يحاول المرء أن يقي بها نفسه من هذا المرض، ولم يتجاوز سعرها العشرة جنيهات أن يرتفع السعر إلى (120) جنيهاً؟، كل الأزمات التي تحل علينا فبدلاً من المساعدة في تخفيفها، نجد هناك من ينتظرونها من أجل تحقيق المكاسب الذاتية. ففي هذه الأيام التي تعاني فيها البلاد من أزمة في المواد البترولية وغاز الطبخ تجد هناك من ينشطون في السمسرة وبيع تلك المواد بأضعاف مضاعفة، فهلا يعقل أن يكون سعر جالون البنزين المدعوم من قبل الدولة (ثمانية وعشرين) جنيهاً يباع من قبل السماسرة بأكثر من ثلاثمائة جنيه؟ (ياخي) بيعه بخمسين أو ستين، ولكن أن يباع بستة أضعاف فهذا حرام شرعاً، وحتى أنبوبة الغاز التي كان سعرها عشرة جنيهات في بداية الإنتاج ثم ارتفعت إلى ثمانية عشر جنيهاً، إلى أن احتج السيد “علي أبرسي” على السعر لأن الدولار مرتفع، فأصبح سعرها مائة وخمسين جنيهاً، ثم أصبحت مائة وثمانين جنيهاً، وفي هذه الأزمة استغلها الجشعون ووصل سعرها إلى أكثر من ثلاثمائة جنيه.. نحن شعب نستغل الأزمات من أجل المنفعة الذاتية، وحتى الذين يستغلون تلك الأزمات تجدهم من العاطلين والفاقد التربوي، حدثني قبل أيام شخص عن أمثال أولئك المستفيدين من تلك الأزمات، فقال لي: (وجدت عربة من ذات الدفع الرباعي تقف إلى جوار الحي، فلما نظرت إلى من هم بداخلها وجدتهم من الشباب الذين تتدفق الأموال من كل جنباتهم وهم يركبون تلك الفارهة، وخرج من الحي رجل عجوز يحمل باقة من البنزين فقلت له يا عم فلان انت بتبيع البنزين؟ فرد وقال لي: مصالح فلما انتهى من صب الوقود في تلك الفارهة، سألته: يا فلان عليك الله بعت الباقة بكم؟ فقال له بمليون جنيه، والباقة بها أربعة جالون وسعرها من محطة الخدمة ومن الوقود الذي تدعمه الدولة لا يتجاوز المائة وخمسين جنيهاً تقريباً). ألم أقل لكم إننا شعب يستغل الأزمات من أجل المصالح الشخصية؟.
اشترك بالنشرة البريدية ليصلك كل جديد
مقالات ذات صلة
لذلك .. لست سعيدة !!
2020-08-30
حتى السواقي بكت معانا !!
2020-08-29
شاهد أيضاً
إغلاق
-
حتى السواقي بكت معانا !!2020-08-29