بروفيسور "عشميق": أول طفل وُلد على يديَّ صرخَ في يوم إضراب بالمستشفى!!
واحد من أشهر استشاريي طب النساء والتوليد.. تعدت شهرته خارج أرض الوطن في معالجة حالات العقم.. ورغم تلك الشهرة فهو متواضع.. لطيف لدى استقبال ضيوفه ومرضاه.. وطبق ما قاله له سائق التاكسي الأردني (اللي بدّه يعيش سعيد بيعيش)!!
حاولنا في هذه المساحة القصيرة أن نتعرف عليه أكثر.. دراساته وكيف تخصص في مجال العقم.. وهوايات كان يمارسها.. ولونه السياسي.. وأيام فرح عاشها.. وأيام الحزن.. ولمن يستمع في مجال الغناء.. ومدن بذاكرته..
{ سألناه من أنت؟
– بروفيسور “عبد اللطيف عشميق خليفة”.. ولدت ونشأت وترعرت بالقولد (جزيرة كومي)، إحدى جزر شرق القولد، وتلقيت تعليمي الابتدائي بمدرسة القولد الأولية، ثم القولد المتوسطة، ثم دنقلا الثانوية، ومن ثم التحقت بجامعة الخرطوم كلية الطب.
{ والتحاقك بكلية الطب هل كان عن رغبة؟
– التحقت بالطب عن رغبة وتحقيقاً لرغبة الأسرة، وثانياً أن الطلاب المميزين وقتها كانوا يتلحقون بكلية الطب.
{ وأول محطة بعد أن تخرجت في كلية الطب؟
– عملت طبيب امتياز بمستشفى الخرطوم ومستشفى سوبا الجامعي، ثم التحقت بمستشفى الشرطة كطبيب عمومي، وحصلت على درجة الدكتوراة في أمراض النساء والتوليد من جامعة الخرطوم، ومن ثم التحقت بدراسات عليا في كل من يوغسلافيا وكرواتيا، حيث حصلت على دبلوم عال في تخصص الموجات فوق الصوتية والتشخيص بالموجات فوق الصوتية، ومن ثم نلت دراسات عليا بأمريكا وبوسطن في مجال تنظيم الأسرة وصحة الأمومة، ودراسات في سنغافورة، وشاركت في دورات طبية بأوربا وأمريكا، ولدي العديد من الأبحاث في مجال العقم وأمراض النساء نشرت بدوريات عالمية ومحلية.
{ إذا أعدناك إلى مجال التخصص.. لماذا النساء والتوليد؟
– وقتها لم يكن في بالي هذا التخصص، ولكن من خلال الامتياز والطواف على التخصصات المختلفة جذب انتباهي، وكانت نتائجه نلمسها خلال العمل وفورياً، لأن الطفل الذي يولد يستقبل بالزغاريد والهدايا، والفرحة في هذا المجال مستمرة، ونادراً ما تحدث فيها كوارث.
{ وأول مولود ولد على يدك؟
– كنت طبيب امتياز بمستشفى الخرطوم واسمه “علي”.
{ وكان أول مولود لوالديه؟
– لا أعتقد، ولكن وقتها كان هناك إضراب بالمستشفى، وبحكم أنني عسكري لم أكن مضرباً، فكنت أستقبل كل الحالات، وأم الطفل كان بالإمكان أن تفقد روحها في تلك الولادة المتعثرة.
{ والآن برعت في هذا المجال، خاصة العقم؟
– العقم مشكلة في السودان على مستوى الفرد والمجتمع، وهو يؤدي إلى الخلافات الزوجية وعدم الاستقرار في الأسرة، ومن هنا جاء اهتمامي بهذا المجال، ونلت دورات متقدمة فيه بالسويد والدنمارك والأردن والسعودية ومصر، وتمكنت من إنشاء مركز متقدم وبأحدث أنواع الأجهزة الطبية، ولدينا تعاون مع إخوة خارج الوطن.
{ وفي أي سن يمكن معالجة حالات العقم؟
– أي زواج يستمر لمدة عام ولا يحدث حمل يعتبر حالة عقم لا بد من البدء في علاجها، وأحياناً العمر له أثر في ذلك.
{ في وقت سابق كانت معرفة نوع الجنين داخل الرحم من الغيبيات لكن الآن تخطيتموها!!
– صحيح.. معرفة الجنين كانت من الغيبيات، لكن الأجهزة المتطورة كشفت أبعد من ذلك، فمعرفة الجنين ذكراً أو أنثى تخطيناها، والآن نعرف كيف وضعه وابتسامته وحتى (مص صباعه).
{ لو أعدناك للماضي وجامعة الخرطوم هل كان لديك ميول سياسية؟
– لا أعتبره ميولاً سياسياً، ولكنني نشأت نشأة إسلامية، وداخل الجامعة لا نفرق بين هذا أو ذاك، ولكن كل من له توجه إسلامي يخدم المصلحة نسانده، وأصواتنا دائماً في الانتخابات كانت تذهب للاتجاه الإسلامي.
{ وهل كانت لديك هوايات ظللت تمارسها؟
– منذ الصغر كنت أهوى السباحة، وطورتها خلال فترة الجامعة وشاركت في مسابقاتها.
{ وكيف كانت قراءتك.. خاصة وأن العلميين كانوا يهربون إلى الأدب والشعر؟
– كنت أقرأ في الشعر الجاهلي القديم وقرأت معظم كتب الطيب صالح.
{ والغناء ما هو الفنان الذي تفضله؟
– أنا عاشق لغناء الطمبور وغناء وردي في الأغاني الوطنية.
{ يوم فرح في حياتك؟
– أيام الفرح كثيرة على المستوى الشخصي ومستوى الأسرة وعلى مستوى الوطن، لكن يوم الزواج اعتبره يوم فرح والتفوق والنجاحات الأخرى تعتبر من أيام الفرح.
{ وأيام الحزن؟
– كذلك كثيرة على المستوى الشخصي وعلى المستوى العام، ولكن دائماً أحاول تجاوز الحزن حتى لا يؤثر على الحياة العامة، وهناك سائق تاكسي أردني سألته في إحدى زياراتي مؤخراً عن الخدمات الطبية فقال لي العلاج هنا مكلف (واللي بده يعيش سعيد بيعيش سعيد).. وحقيقة من أراد ان يعيش سعيداً سيعيش سعيداً.
{ مدن بذاكرتك داخلياً وخارجياً؟
– القولد مكان مولدي، ودنقلا ومدني والأبيض وبورتسودان وكسلا، وخارجياً غرب كروايتا وسنغافورة وبوسطن وواشطن.
{ وماذا تمثل لك صرخة الطفل الاولى؟
– إضافة إلى المجتمع وللأسرة.