عز الكلام

وزير التجارة الجزائري يضع وزير تجارتنا في فتيل

ام وضاح

مثلي مثل الكثيرين الذين تداولوا مقطع الفيديو الذي ظهر فيه وزير التجارة الجزائري في حديث واضح وصارم وقوي، بسط من خلاله هيبة الدولة وسطوة القانون، وتوعد المتلاعبين بقوت الشعب بالمحاسبة والملاحقة، مثلي مثل الكثيرين تملكتني مشاعر الإعجاب والدهشة بهذا الحديث المهيب، وعقدت مقارنة سريعة بينه وبين وزير تجارتنا الأخ “مدني عباس مدني”، وهي مقارنة لم تكن في صالحه بالتأكيد، وللأمانة “مدني” ليس وزير التجاره الأول في هذه البلاد المغلوبة على أمرها الذي يفشل في إدارة ملفات الوزارة، ومن سبقوه على الكرسي هم أيضاً زي ما دخلوا الوزارة (مرقوا) منها بلا بصمة ولا أثر ولا تأثير، بل ظلت الوزارة ورغم أهميتها طوال حكومات الإنقاذ المتلاحقة هي مجرد وزارة محاصصة تقع في (الكرتلة) لصاحب النصيب، مما جعلها مسرحاً للتجاوزات وإعطاء الرخص والإعفاءت وأشكال وألوان من الفساد الذي ندفع فاتورته حتى الآن، إلا أن “مدني” للأسف لم يستطع أن يستغل الدفع الثوري الذي جاء به للمنصب، وكان يمكن أن يجعله أقوى من الوزير الجزائري إنفاذاً للقرارات، وتطبيقاً للقانون، ومحاربة للفساد، فواجه “مدني” الأزمات بشكل ضعيف، والدليل على ذلك طريقة حله لأزمة الخبز التي حفظ فيها ماء وجهه على حساب المواطن المسكين، وثبت سعر الخبز بجنيه، مقللاً من الوزن لتصبح العيشة زي (قلم الرصاص المبري)، وعلى فكرة لا زالت الأزمة قائمة، ويمكن أن تستفحل في أي وقت لأن حلول “مدني” ليست مرضية لأطراف القضية (المواطن وأصحاب المخابز)، وسجل “مدني” فشلاً أكبر في مراقبة الأسعار، والسوق الآن منفلت بشكل غير مسبوق، والأسعار بلا رقيب ولا حسيب، والأدهى والأمر أن الرجل لم يستطع أن يُفعِّل أجهزة وزارته لمعالجات تخفف على المواطن هذا الواقع المحبط، والرجل تحدث في أجهزة الإعلام قبل فترة عن ضرورة عودة تجربة التعاونيات. وقال إن الوزارة تستعد لبسط هذه التجربة لأنها الطريقة المثلى لتحقيق العدالة للأسر ذات الدخل المحدود، لكن اتضح أنه كلام (كيس نايلو الهواء شائلو)، وظل الحال كما هو عليه، والسيد الوزير لا يملك أي حلول، ولا يقدم رؤى أو خططاً للخروج من دوامة هذه الفوضى التي ضربت كل شيء، ولم تستثنِ الأسعار والأوزان، وكأننا نعيش في دولة الغاب التي يحكمها قانون (القوي يأكل الضعيف)، رغم أن الأخ “مدني” في يده كل السلطات التي تخول له حسم هذه الفوضى، حتى تتحقق العدالة الاجتماعية المنشودة، لكن “مدني” نفسه القادم بدعم ودفع الشرعية الثورية دخل في متاهة الترضيات والحرص على المنصب أكثر من حرصه على مصلحة المواطن المطحون، وبذلك نظل تلاميذ في مدارس وتجارب ومواقف كموقف الوزير الجزائري همهم المواطن، كما أن وزير التجارة الجزائري الذي كانت كل كلمة في حديثه إحراجاً بالبارد للأخ “مدني” الصامت البعيد عن الشارع، والمتفرج على فوضى الأسواق وجشع التجار، ولا يحرك ساكناً.. اللهم لا اعتراض.
كلمة عزيزة
هل يعقل أن يكون حصاد ثورة ديسمبر وثمن دم الشهداء الغالي مجرد لجان تعيد فلاناً وفلانة لوظائفهم، هل هذه الثورة قامت لتحقق العدالة لأبناء شعبنا، أم أنها قامت من أجل فئة تمارس الإقصاء والأنانية، وتظهر جشعاً وطمعاً ونهماً نحو المناصب؟.. يا أخوانا هذه الثوره أكبر وأعظم وأسمى من التكالب والتصارع على المناصب، هذه الثورة قامت ما عشان فلاناً يرجع الخارجية، وفلانة ترجع الصناعة، هذه الثورة قامت من أجل أن ترجع البلد إلى طريق الصواب والحق والعدالة.
كلمة اعز
احترمت جداً الأشقاء في مصر الذين ودعوا رئيسهم الأسبق “حسني مبارك” بجنازة رسمية وباحترام أمام العالم أظهر مصر بشكل متحضر بعيداً عن مشاعر البغضاء والكراهية، مقدمين درساً في التسامح والرقي ربنا يهدي بعض بني جلدتنا الذين يأكلون في الإناء ثم يبصقون فيه.
بالمناسبة يا معالي السفير المصري المحترم بالخرطوم من هي الموظفة “هالة” التي وللأسف تتحكم في مصائر خلق الله الذين يرميهم حظهم العاثر في طريقها؟، ولي معها تجربة شخصية مؤلمة وقاسية، سأعود إليها بالتأكيد.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية