ظلت أزمة الوقود واحدة من الأزمات التي صاحبت كل الحكومات السابقة والآنية، ولكن لم تفلح أي حكومة في حل أزمة المواصلات، رغم رفع الدعم فظل الحال كما هو، الآن الحكومة حاولت أن تحتال على الشعب بالسعر التجاري للجازولين والبنزين، ويقال إن سعر جالون البنزين التجاري أصبح (126) جنيهاً، بينما أصبح سعر جالون الجازولين (103) جنيهات في محاولة من الحكومة لخداع الشعب أو محاولة لوقف عملية التهريب التي استمرت لفترة طويلة من الزمن، ولكن السؤال الذي يطرحه أي مواطن هل أسعار المواصلات ستظل بنفس الأسعار التي عليها الآن أم أن أصحاب المركبات سوف يخدعون الشعب، كما خدعتهم الحكومة بتلك الزيادات؟. إن أزمة المواصلات واحدة من المشاكل التي صاحبت الحكومات المتعاقبة، ولم تجد لها حلاً رغم أن أصحاب المركبات الخاصة ظلوا يزيدون في التعريفة بطريقتهم الخاصة في ظل الصمت التي تمارسه الحكومة في مثل تلك القضايا، فالزيادة التي طرأت على جالوني البنزين والجازولين، بهذا التحايل التجاري لن يحل الأزمة المستعصية لأن أصحاب المركبات الخاصة قبل الزيادات تلك رفعوا سعر التعريفة من تلقاء أنفسهم والحكومة لم تحاكم واحداً منهم فتركت لهم الحبل على الغارب، فالزيادات التي تم تطبيقها في صمت بالتأكيد سوف تشجع أصحاب المركبات برفع التعريفة وإذا سأل أحد أو احتج على الزيادة سيقولون لك بأنهم اشتروا الجازولين أو البنزين تجارياً، لأن البنزين والجازولين غير المدعوم غير متوفر في المحطات، بل سوف تنعكس تلك الزيادة التجارية على ترحيل أي سلعة، وتلك الزيادة سوف تضاعف أسعار المواد إن كانت للاستهلاك مثل الخضار وغيره من تلك الأصناف أو المواد الأخرى سيخ أو طوب أو غيرها التي تحتاج إلى الترحيل، لقد مضى على هذه الحكومة ما يقارب الستة أشهر، ولكن كل شهر أصعب من الشهر الذي سبقه، والسبب أن كل صباح يصبح على المواطن تكون الزيادات فلكية، مما جعله يتأسف على ضياع الحكومة السابقة التي كانت فيها العشرة جنيهات تساوي المائة جنيه الآن، لقد استبشرنا خيراً حينما تولى الأستاذ “محمد ضياء الدين” منصب المسؤول عن المواصلات، باعتباره من الكادحين، ويشعر بألم ومعاناة الشعب لكن للأسف حتى الآن لم نعرف موقع الأستاذ “محمد ضياء الدين” من هذا الملف، فالمعاناة تزداد يومياً، والمواطن لم يحس بأن هناك ثورة قامت من أجله، بل قامت من أجل مصالح آخرين، وهم الآن يستمتعون بكل شيء، بينما المواطن الذي ثار على “البشير” وحكومته لم يجن، إلا السراب بل ظل في معاناة يومياً، الوضع الآن ينذر بتغيير آخر، إذا لم ينصلح الحال، والشعب الذي خرج فى ديسمبر من أجل الحياة الكريمة الآن يعيش في تعاسة، فحاله أسوأ مما كان عليه في العهد الماضي، والذين يقولون إن الحال سوف ينصلح هؤلاء يخادعون أنفسهم، فنأمل أن تكون الحكومة أكثر جدية في معالج الأوضاع الحالية أو الطوفان.
همسة: في الفترة الماضية كتبنا في هذه الزاوية عن رحيل شقيقتنا “عواطف”، وكتبنا عن (الدفار) وتحركه قبل الوفاة بساعات، فما قصدناه ليس شكر أحد عن الآخرين، فجميع الأهل وقفوا معنا مادياً ومعنوياً، بل كانت تلفوناتهم صباح مساء شفقة على الحبيبة “عواطف”، ولذلك لم أقصد في ما كتبت أن أميز شخصاً على آخر، فالكل أحبة وأهل، فمنهم أخواتنا وجيرانا وأحبابنا رجالاً ونساء لم يقصروا طوال فترة الشهرين التي أمضتهما الراحلة “عواطف” في العناية، فالقلوب تكاد تنخلع من مكانها حينما يرن الهاتف من أحد الملازمين لها بالمستشفى، فلكم العذر أخواتي وإخواني وجيراني إن سهوت في ذكر أسمائكم، فأنتم في القلوب والفؤاد، فلم تبارحوا مخيلتنا لحظة ، فلكم منا كل الشكر والتقدير، ودموعكم غالية جداً علينا، وعلى الراحلة، فكنا نأمل أن تخرج بالسلامة لتكحلوا أعينكم منها أكثر ولكنها إرادة الله فأخذ أمانته، فلها الرحمة والمغفرة، وجزاكم الله خيراً.