لا يملك السودانيون أغلى من كرامتهم، إنهم يحتملون كل شيء إلا شيئاً يمس عزتهم أو ينتهك كرامتهم، وأسوأ الأشياء أن يحس المواطن بأن هناك من يتعمد إذلاله.. حتى في وطنه.. إن أولى مسؤوليات الدولة أن تصون كرامة مواطنيها.. إن خروج الناقل الوطني سودانير – أقال الله عثرته – قد خلق فراغاً لا يمكن سده.. وقد وجدت شركات طيران أخرى الجو خالياً، فوضعت السودانيين أمام تعقيدات كثيرة، وشروط مهينة.. ومن ذلك ما تقوم به الخطوط السعودية بالذات.. وفي داخل مطار الخرطوم.. لقد انتزعت لنفسها حقاً وطنياً عندما أقدمت منذ مدة على القيام بعمليات تفتيش مذلة للركاب على سلم الطائرة.. إن مثل هذا الفعل مرفوض جملةً وتفصيلاً، وينتهك كرامة المواطن وسيادة الدولة.. ويتعين على السلطات أن تتدخل لتصون كرامة مواطنيها.
أنشر اليوم رسالة غاضبة سطرها يراع مهندس سوداني مقيم بالخارج، ساءه جداً كما آخرين أصلاء مثله.. ما تفعله الخطوط السعودية من دون خطوط طيران الدنيا كلها بالمسافر السوداني الغلبان.. فإلى الرسالة:
السيد مدير الطيران المدني.. الموقر
لقد درجت الخطوط السعودية على تفتيش الركاب المغادرين من مطار الخرطوم.. على سلم الطائرة داخل بلدهم منذ فترة ليست بالقصيرة.. لقد استنكر كثيرون أغلبهم مغتربون بالمملكة، هذا التصرف من الخطوط السعودية، مع استنكار أشد لصمت الدولة على إذلال مواطنيها، وانتهاك سيادتها.
إن من بديهيات الأمور أن سلطات الطيران المدني هي من يقع على عاتقها مسؤولية تفتيش الركاب وفحص الأمتعة قبل الصعود للطائرة.. إن هيئة الطيران المدني الدولية (ايكاو).. لا تسمح لأي مطار بالعمل قبل اجتياز اشتراطات عديدة تتعلق بالتأمين والسلامة.. إن سفريات السعودية قد تزيد عن (٢٠) رحلة أسبوعية.. فإن كانت تخشى على سلامة طائراتها وطواقم الملاحة الجوية.. فلماذا اختارت مطار الخرطوم.. ولماذا هي وحدها دون العالمين من يمارس هذا الإذلال بحق هذا الشعب الكريم.
إننا نطمع في رد شافٍ من السلطات السودانية.. يوضح هذا المسلك ويمنع تكراره.. فليس هناك أضنى على الفؤاد من أن تضام في وطنك وتذل في مطار بلدك.