نتفاجأ في كل يوم بالحجز على ممتلكات وأرصدة منسوبي النظام السابق، فأوردت إحدى الصحف الصادرة أمس، أن زوجات وزير المالية الأسبق الأستاذ “علي محمود” وأنجاله قد حجز على ممتلكاتهم، وفي خبر آخر عن حجز ممتلكات الدكتور “المتعافي”، وخبر آخر عن زوجة الرئيس السابق “البشير” بامتلاكها عدداً من الأراضي السكنية لها ولذويها، وخبر رابع عن وجود عدد من قطع الأراضي مسجلة باسم “حسن أحمد البشير” والد رئيس الجمهورية السابق، ما عارف قصة القطع السكنية التي تميز بها منسوبو النظام السابق وكل ممتلكاتهم حولوها إلى أراضٍ سكنية، في بداية الإنقاذ والتلفزيون القومي أجرى حواراً مع والدة “البشير” الراحلة “هدية”، فقالت حينما تحدثت عن الأسرة، قالت كان لدينا بيت في بحري به غرفتان واحدة بتنوم فيها هي وزوجها والأخرى لولدها “البشير” وزوجته، وهذا يعني أنهم ما كانوا يملكون غير هذا البيت، لكن ما الذي جعل هذه الأسرة تكون نهمة على الأرض بهذا الشكل، حتى فاقت أراضيهم كل التصورات، حتى زوجة الرئيس السابق “البشير” في بداية الألفينات قيل إنها اشترت قشلاق البوليس بمنطقة السجانة، فاعتبرنا الحديث وقتها إشاعة من قبل الشيوعيين يحاولون أن يضربوا الرئيس بهذه الإشاعة، ولكن بعد الثورة تأكد أن الإشاعات السابقة معظمها حقيقة، حتى الإشاعات التي قالت إن أسرة “البشير” وإخوانه خاصة اللواء “عبد الله” يمتلكون عدداً من قطع الأراضي بكافوري ومسجلة باسمه أو أسماء أبنائه أيضاً، اعتبرنا التسريب عبارة عن محاولة للنيل من السيد اللواء، ولكن تأكد من خلال لجان التحقيق أنه يمتلك عدداً من الأراضي بأي طريقة تملكها أو من الذى ساعده في الحصول على تلك الأراضي التي لا يستطيع أكبر رجل أعمال الحصول عليها ناهيك عن لواء بالمعاش؟.. إن التعدي على الأراضي من قبل أسرة الرئيس السابق يعني أن الدولة كانت منهوبة لعدد من الأشخاص، فكيف يحصلون على تلك الأراضي بينما هناك مواطنون يجرون على سلطات الأراضي وعبر الخطة الإسكانية للحصول على مائتي متر لم يتحصلوا عليها حتى الآن؟ فكيف بزوجة رئيس لا علاقة لها بالحكم يكون لديها هذا العدد من الأراضي حسب ما ورد في الأخبار؟، لقد كانت الإنقاذ قلعة لعدد من الأشخاص عاثوا فيها فساداً، على الرغم من أنهم يدعون الفقر والفاقة، فأذكر أن السيد وزير المالية الأسبق الأستاذ “علي محمود” في حوار معه، قال لي إن فوائد ما بعد الخدمة لم تصل إلى أربعين ألف جنيه، بقلبي قلت ليه يا راجل نثريات مكتبك لا يمكن أن تكون أقل من ذلك في الشهر، ناهيك عن فوائد وزير اتحادي، وهذا الوزير وهو على سدة الحكم وزيراً للمالية، حينما هاجمته الصحافة والبرلمان عن انعدام الخبز، قال قولته المشهورة (الناس ما تاكل كسرة) السيد الوزير له الآن أربع زوجات، تم التحفظ على ممتلكاتهم من أين له بتلك الممتلكات وهو القائل فوائد ما بعد الخدمة لم تتجاوز الأربعين ألف جنيه؟ وشاهدت له قصراً في ضواحي الخرطوم لا مثيل له فى لندن. إن الإنقاذ أضاعت البلاد والعباد، وأتت بناس كان همهم الثراء على حساب الشعب الغلبان، في تصريح لأحد المفرج عنهم من السجن من منسوبي النظام السابق، قال نحن في السجن بنقرأ القرآن ونتعبد ونقيم الليل، والله لو كان تعبدكم بصورة صحيحة إلى الله لما سقطت دولتكم، ولو كنتم تخافون الله خارج السجن لما دخلتموه.. ولو كنتم تعطفون على المساكين والفقراء والأرامل والمحتاجين لعشتم في دولتكم إلى أن يتسلمها منكم “عيسى” كما قال أحدكم، ولكنكم فسدتم وأفسدتم فأضاع الله ملككم في لحظات لم تتوقعوها.
اشترك بالنشرة البريدية ليصلك كل جديد
مقالات ذات صلة
شاهد أيضاً
إغلاق