فنجان الصباح..
أحمد عبد الوهاب
سيطلبون من الأمريكان المعونة لتنظيف شارع المعونة!!
….. ….. ….
“إذا استطاع العلم استخدام طاقة المحتجين يوماً، فلن تعود هناك حاجة إلى الطاقة النووية”!! “كاتب في ريدرز دايجست”
من الحلفاية إلى تقاطع الزعيم الأزهري، تحول شارع المعونة إلى شيء مروع.. اكتسى الشارع الذي عبده الأمريكان – بعيد الاستقلال- بالسواد، كأنه قد لبس ثوب الحداد، حزنا على ماضٍ سعيد، وخوفاً من قادم جديد.. إطارات السيارات المحروقة أشعلوا فيها الحريق.. فذهبت وبقيت آثارها كرماد قذر، ومعه إطارها المصنوع من الأسلاك.. أعمدة الإنارة التي دمرها بعضهم.. إلى وقت قريب كانت مطروحة أرضاً، كأنها جذوع نخل خاوية أطاحها إعصار مدمر.. دمروها بلا ذنب جنته، ربما نكاية في “البشير”.. ولكن المؤكد أن بعض هذه الأعمدة قد شهدت “البشير” وأقرانه، وهم يتظاهرون ضد الفريق “عبود” أو “الأزهري” وحكومة السيدين..
لقد أعمل بعضهم معاول هدمه في (التلتوار) باهظ التكلفة المغطي بالانترلوك.. ثم بعثروه محتوياته كأن لهم ثارات قديمة مع بلدية بحري المسكينة.. وفعلوا بالطوب الأسمنتي الذي يدعم التلتوار ما لم يفعله القرض بجلد الماعزة المسكينة.. نزعوا الطوب الغالي من مكانه.. عملوا منه ذات يوم متاريس تقيهم هجمة “الكجر” وصولة سيارات التاتشر.. أو لمنع سيارات الإسعاف من نقل مريض يحتضر، إلى العناية القلبية بأحمد قاسم…. نزعوا الإنترلوك.. ثم تركوه في حاله ومضوا يرددون “ح نبنيهو” .. ولم يكلف أحد نفسه بإصلاح الخراب.. لقد مضى للأسف زمان الإصلاح..
في شارع المعونة مثلما في غيره، كان هنالك من رسموا على واجهات الشوارع شعارات مناوئة للبشير وأسلافه.. بعضها مقبول.. وبعضها يحتاج إلى فرشاة وطلاء فوري.. ففي مسحه رحمة بالثورة.. قبل أن يكون رأفة بالكيزان.. في العام الَماضي كان الدخان الأسود هو الطابع المميز للعاصمة.. ولبحري.. ولشارع المعونة إلى الشمال من تقاطع المؤسسة.. كان السواد شعار تلك الأيام السوداء.. كانت بعض المناطق يخيل لزائرها أنها كانت تحت قصف مدفعي.. أو عاشت ليلة تحت وابل غارة جوية.. وعلى طريقة الأرض المحروقة..
ورغم ما يزيد عن ٩ أشهر على ذهاب الإنقاذ وسقوط “البشير”، لا تزال بعض أعمدة الكهرباء علي حالها، وكذلك الشوارع.. لم تمتد إليها يد بإصلاح أو إصحاح..
لأن التدمير هين.. والتعمير صعب ..
وقد سخرت مواقع التواصل من وزير نفطي، عزا تأخر إصلاح الجزء المعطوب من الخط الناقل للبترول إلى “الحصار” فقيل له، يا شاطر، إن البترول وخطه الناقل كله تم تشييده في ظل “الحصار” ..
من كل التغيير الذي تم.. لا شيء يوحي بإشراقة أمل.. أو ببارقة تغيير نحو الأفضل سوى شباب من الجنسين يطلبون بإخلاص في أكثر من موقع ومدينة، من أصحاب السيارات، التكرم بإيصال المواطنين الذين تتقطع بهم السبل كل يوم، في زمهرير الشتاء أو سموم الصيف..
والثورة.. والحكومة.. من غير شغل مشغولة..
هل سيطلبون من الأمريكان “المعونة” لتنظيف شارع” المعونة”؟!!