طالب رئيس الوزراء الدكتور “عبد الله حمدوك” في خطابه الذي ألقاه أمس الأول في الأمم المتحدة مطالباً الولايات المتحدة الأمريكية لرفع اسم السودان من قائمة الدول التي ترعى الإرهاب، السيد الوزير قال لقي دعماً كبيراً من الدول الصديقة ووعداً من مسؤولين كبار برفع اسم السودان من قائمة الإرهاب، إن خطاب رئيس الوزراء هو الأهم الآن لدى كل سوداني فقائمة الإرهاب التي وضع فيها السودان، حرمته من الإعانات ومن إدخال أمواله بالخارج، إضافة إلى خوف المستثمرين من الدفع بأموالهم إلى السودان وعدم خروجها مرة أخرى.. لذا فإن ثورة الشباب التي قامت في ديسمبر الماضي كان من أهمها هذا البند المتعلق برفع اسم السودان من تلك القائمة اللعينة التي حرمت البلاد والعباد من دخول رؤوس الأموال الأجنبية إليه، إن الولايات المتحدة الأمريكية أن كانت صادقة مع هذه الثورة ورجالها فيجب ألا تتأخر من رفع الاسم اليوم قبل الغد، الدكتور “حمدوك” عمل العليه في تقديم هذا الخطاب الذي وجد الاستحسان من الجميع، والدكتور “حمدوك” الآن أصبح نغمة على كل لسان سوداني بل أصبح الأمل الذي يتشبث به الجميع للخروج من تلك الأزمات وعلى رأسها الأزمة الاقتصادية أس المشاكل في السودان، فالحكومة التي أكملت تقريباً شهرها الأول أو كادت لم يرَ المواطنون ما يبشر بأن الوضع الاقتصادي يسير في الطريق الصحيح، فالحال كما هو والأزمات متلاحقة في كل شيء فلا توجد بادرة أمل في الحل ولا حتى رأينا أن هناك خططاً إسعافية لحل مشكلة كذا أو كذا فالتجار كل واحد يعمل بالطريقة التي ترضيه، والمواطنون مغلوبون على أمرهم من كل النواحي فلن يستطيعوا أن يستغنوا من الأكل والشراب والمواصلات، وهذه أزمات من المفترض أن تكون من الأولويات في حكومة “حمدوك”، ولكن الدولة غائبة تماماً عن قضايا المواطنين حتى الطرقات التي تكسرت بسبب الأمطار لا أحد تدخل في إصلاحها وأصبحت من النغمات المحببة لأصحاب المركبات أو المواصلات فإذا قلت ليه التعريفة غالية بقول ليك الاسبيرات غالية، وإذا سألت السبب يقول ليك الشوارع كلها مكسرة والعربات تستهلك اسبيرات في الشهر بكذا مليون واقل اسبير يكلف ثلاثمائة جنيه، حتى أصحاب الركشات ظلت تلك النغمة في فيهم فإذا طلبت من واحد مشواراً لا يستغرق دقائق محدودة يقول ليك ادفع خمسين جنيهاً، تقول ليه المشوار قريب وما بكلف هذا المبلغ، يقول ليك السلك الكان بجنيه أصبح بعشرة جنيهات، لذا نحن نعول على خطاب السيد رئيس الوزراء في الأمم المتحدة ونعول على المسؤولين الذين سماهم السيد رئيس الوزراء بأنهم وعدوه برفع اسم السودان من القائمة الملعونة، على الرغم من التفاؤل الكبير الذي يظلل وجه رئيس الوزراء، ولكن الولايات المتحدة الأمريكية لا أمان لها، فيمكن أن تغير رأيها في أي لحظة والحجج عندها متوفرة وجاهزة، وسبق أن فرحنا حينما رفع السودان من الحظر الاقتصادي ولكن النتيجة كانت اسوأ مما كانت عليه من قبل، الآن الجميع في انتظار رفع الاسم وكأنما نحن في انتظار هلال العيد، فالتفاؤل وحده لا يكفي فعلى حكومة “حمدوك” أن تحث المواطنين على العمل وزيادة الإنتاج، فبدون زيادة الإنتاج لن ننعم بالأمن والاستقرار الاقتصادي والدول التي تقف إلى جوارنا اليوم فإذا لم تشاهد هناك إنتاجاً بالتأكيد لن تواصل دعمها.. لذا يجب ألا نعول كثيراً على رفع اسمنا من تلك القائمة ويجب أن نعمل لنثبت لأمريكا وغيرها بأننا قادرون على بناء دولتنا الحديثة وبإمكانياتنا الداخلية التي لا تحدها حدود.