بحسابات واحد زائد واحد تساوي اتنين، فإن الأخ الوزير “مدني عباس مدني” هو رجل قادم من رحم معاناة الإنسان السوداني، بدليل أنه من الذين أسهموا في حراك ثورة ديسمبر بشكل ملحوظ، وقد أمن على مطالب أهل السودان في حياة كريمة مبنية على الكفاية والعدل، لذلك مثله ينبغي أن يكون الأقرب لمعاناة الشارع والأكثر معرفة بتفاصيل هذه المعاناة، و(ما لايقة عليه وما جاية معاه) يركب ماكينة وزراء الشو ويتمترس داخل مكتبه الأنيق، ولعل الرجل قد جاءته الفرصة على طبق من ذهب في أن ينصف الغبش وينحاز لمعاناتهم وهو يتقلد واحدة من أكتر الوزارات التصاقاً وتماساً مع المواطن السوداني، وهي وزارة التجارة، حيث يستطيع الرجل ومن خلال آليات الوزارة المختلفة، ومن خلال صلاحياتها أن يضبط الأسواق التي انفلتت وأصبحت بلا ضمير ولا كبير، ويستطيع الرجل ومن خلال موقعه أن يضبط الأسعار ويوقف الجشع والطمع الذي أصبح ليس له ما يبرره إلا الأنا والأنانية التي تسيطر على بعض الأشخاص، ولعل السيد “مدني” الذي تولى الوزارة لأكثر من شهر حتى الآن، لم يقم بواحدة من الخطوات المنتظرة المهمة وهي خطوة زيارة الأسواق
ومحاولة التقصي عن ما يدور فيها من أصحاب الوجعة الحقيقية، وعلى فكرة أصحاب الوجعة ليسوا فقط من المستهلكين، ولكن هناك من هو مضطر من التجار للانصياع لإمبراطورية السماسرة المتحكمة في العرض والطلب، وبالتالي زيادة الأسعار حتى تواكب حالة الارتفاع الجنوني التي أصابت السوق بصفة عامة من غير حسيب أو رقيب ولا أدري والسيد وزير التجارة يعلم تمام العلم أن هذه الثغرة لو أنها تمت معالجتها والتصدي لها ومن ثم قفلها، فإن ذلك سيعود بشكل مباشر على المواطن وسيرى رأي العين ويتلمس ملمس اليد نتائج هذه الثورة وتحقيق أهم مكتسباتها بالانحياز إلى جانب المطحونين مهضومي الحقوق والمجني عليهم، وبدلاً عن ذلك انشغل السيد وزير التجارة عن نبض الشارع ولم يختلف عن وزراء الإنقاذ في أنه قفل عليه مكتبه ودخل في دوامة الروتين والأضابير والملفات اليومية الح تخليه لافي صينية وما عارف رأسه من كرعيه، فيا سيد “مدني عباس مدني” أخرج نفسك من هُليلة المنصب وبريقه وتنزّل لأحلام الغبش وآمالهم وأمانيهم وتطلعاتهم، ولا تنسَ أن هؤلاء هم من جاءوا بك.
وقد كنت صابيها معهم في القيادة تعرفهم ويعرفونك، كانوا ينتظرون من “مدني” الوزير حراكاً جباراً وقرارات سريعة ووجود في الشارع ومواجهة للمشكلات ومصادمة للأزمات، هذا هو التغيير الذي يعنيهم ويهمهم وليس تغييرك لمظهركً ولبس البدل فل سوت والشياكة الوزارية وتناسق الألوان.
الدايرة أقوله إن مراقبة الأسواق من صميم مسؤوليات وزارة التجارة، وإن استنباط الآليات والوسائل لمحاربة الغلاء هي من أوجب واجباتها، وإن ما هو منتظر ومتوقع منها لا يتناسب مع حالة السكون والسكوت التي تنغمس فيها الآن.
} كلمة عزيزة
واضح أن تقرير مفوضية حقوق الإنسان لم يجد أي مساحة للرضا عند الشارع والحكومة، مما يؤكد ويحتم ضرورة إعادة تشكيل هذه المفوضية التي أصبحت لا بتجدع لا بتجيب الحجار.
} كلمة أعز
واضح جداً أن دكتور “حمدوك” حقق نجاحاً كبيراً في جولته الخارجية، وهذا النجاح يحتاج أن ترتفع معه همة أجنحة الحكومة لتحلق في أمان.