خيانة الثورة !!
بدلاً من أن تسعى قوى الحرية والتغيير لدى القوى الدولية لرفع كافة القيود وإلغاء جميع العقوبات عن السودان ، فإنها بين حسرتنا ودهشتنا ابتعثت وفداً يضم ممثلين لأحزابها وحركاتها المسلحة بقيادة “عرمان” ، لحث مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة ومقره “جنيف” ، على إصدار المزيد من الإدانات ، وفرض المزيد من العقوبات على حكومة ستتبع لهم بعد أيام و هي قيد التشكيل !!
يريدون أن يعاقبوا أنفسهم وحكومتهم ووزراءها ليشقوا كما شقيت حكومات (الإنقاذ) عقوداً ثلاثة ، فلا يجدون منحةً ولا قرضاً ولا تمويلاً ولا مقاصات مصرفية مفتوحة على البنوك الدولية ، والخاسر الأول والأخير هو الشعب السوداني !!
يجرهم “عرمان” وصحبه من المخربين في الحركات المسلحة إلى ذات السيناريو الذي كانت تتعامل به الحركة الشعبية مع المؤتمر الوطني خلال سنوات الشراكة الست بعد اتفاقية (نيفاشا) 2005م ، (كراع في الحكومة وكراع في المعارضة) !!
قوى الحرية والتغيير تبدأ شراكتها مع المجلس العسكري على ذات النمط القديم الذي أدى في النهاية إلى تقسيم السودان بانفصال الجنوب ، (مفاوضات في كورنثيا .. ومظاهرات في الشوارع .. حكومة مدنية في الخرطوم ومعارضة مدنية في مجلس حقوق الإنسان وأمام السفارات في أوربا وأمريكا تدعو لمعاقبة الشركاء العسكريين وعدم رفع العقوبات عن السودان) !!
إنه ذات الطريق الذي سلكه الجنوبيون إلى تمزيق السودان ، في أيام سطوة “باقان أموم” ، بمساعدة قوية من قطاع الشمال التابع له (عقار ، الحلو ، عرمان ، محمد يوسف وغيرهم) .انفصل الجنوب ، وهرب “باقان” إلى أمريكا تاركاً شعباً مشرداً ، وأرضاً محروقة ، وآبار بترول مُعطلة !!
نفس السيناريو .. هي بلا شك حلقة جديدة من حلقات التآمر على الشعب السوداني ، والتواطؤ ضد مصالحه وآماله في حياة كريمة ومستقرة ، فليحترق السودان ما داموا مقيمين في أوربا والعواصم الأفريقية ، يتمتعون بالجوازات الأجنبية ، والإعانات الغربية ، فماذا تعني لهم العقوبات ؟!
الوطنيون الشرفاء لا يُحرِّضون العالم على دولتهم حتى وإن كانوا معارضين لحكومتها ، مقاتلين لجيشها ، بينهم وبينه دماء وشهداء وأسرى حرب .
إنها خيانة للوطن .. خيانة لثورة الشعب ، لا وصف لها دون ذلك .. للأسف .