شهادتي لله

بين أنصار السنة والسلفية الجهادية

الأخ الفاضل “الهندي عز الدين”
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
التحية لك ولصحيفتكم الرائدة (المجهر)، التي أصبحت بازغةً في عيون الشعب السوداني في أقل من عامين.
أستميحك عذراً أن تنشر لي هذا الموضوع في عمودك الهادف (شهادتي لله)، وموضوعي هو الفتنة المفتعلة بين أنصار السنة والصوفية، التي أخذت حيزاً في الشارع السوداني.
أقول، وبكل صدق، إنه منذ دخول دعوة أنصار السنة إلى السودان في أوائل الستينات، على يد الشيوخ الأجلاء: الشيخ “أحمد حسون”، الشيخ “محمد هاشم الهدية”، الشيخ “مصطفى ناجي”، الشيخ “أبو زيد محمد حمزة”، والشيخ “الفاضل التقلاوي”.. وهي دعوة مستقيمة على منهج أهل السنة والجماعة، دون غلو أو جفاء.. يدعون الناس بالتي هي أحسن وبالموعظة الحسنة، حتى دخل كثير من الناس في هذه الدعوة أفواجاً، ولا سيما طلبة الجامعات، وعلى رأسهم من الشباب الشيخ “محمد سيد حاج” عليه رحمة الله، والشيخ الدكتور “محمد الأمين إسماعيل”، وكثير من الدعاة والعلماء في الساحة.
ولكن بعض الغلاة، أو دعاة الفتنة والتفرق، دخلوا وسط أنصار السنة، أو باسم السلفية، وقاموا بهدم بعض القباب، أو قد يكونوا عملاء من أياد خفية تعمل لخلق الفتنة بين المسلمين لينشغلوا بينهم، ويتركوا الدعوة إلى الله.
وكما ذكر الشيخ “كامل عمر البلال”: (نحن ندعوا القلوب وليس لهدم الطوب، لأن الطوب موجود ويمكن بناء القباب مرة أخرى).
وأذكر عندما أراد الرئيس الأسبق “جعفر نميري” تحويل ضريح الشيخ “بُر أبو البتول” من موقعه، الذي هو الآن قصر الشباب والأطفال، استعان بالشيخ الوالد “أبو زيد محمد حمزة”، وتم تحويل الضريح على يد الشيخ “أبو زيد”، ولم يأمر الشيخ “أبو زيد” جماعة أنصار السنة لهدم بقية القباب، لأن العنف يتنافى مع منهج أهل السنة والجماعة. ونحن لا نخالف أمر السلطان ولا نخرج عليه، اتباعاً لحديث النبي صلى الله عليه وسلم: (اسمع وأطع ولو ضرب ظهرك وأخذ مالك… الخ).
ولكن مع الأسف بعض شباب الصوفية اعتدوا على خيمة أنصار السنة في احتفال المولد العام الماضي، وبكل أسف الحكومة تحاملت على أنصار السنة، وحرموهم من دعوتهم بساحة الاحتفال في اليوم الأخير، بأمر من المعتمد، وأيضاً حرموهم من دعوتهم في ساحة كبرى الفتيحاب – (حبيبي مفلس) كما يطلقون عليها – وأيضاً من حلقة حمد النيل، وفي هذا العام تماطلت الحكومة في استخراج التصديق لدعوتهم في ساحة المولد، حسب ما علمت من بعض الإخوان في المركز العام.
نحن نعترف بنزاهة الأخ الوالي “عبد الرحمن الخضر” في الحكم، والأخ معتمد أم درمان، ولكن أقول لهم أنصفوا أنصار السنة ولا تظلموهم، فهم دعاة إصلاح، أما من يُسمون بـ (السلفية الجهادية)، فهم ليسوا أنصار السنة، فالسلفية اتباع للكتاب والسنة على فهم السلف الصالح، أما الخروج على الحاكم والاشتباك مع الشرطة – كما حدث في الدندر بولاية سنار الشهر الماضي – فهذا ليس بتصرف أنصار السنة.
ختاماً: أقول يا أيها الحكام (اعدلوا هو اقرب للتقوى).
مع خالص شكري..
إبراهيم محمد إبراهيم
الفاو (13)
0912994693

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية