حظى المعلم “أحمد الخير” المعلم بخشم القربة، والذي جرت وفاته في التظاهرات الماضية، نتيجة تعذيب لم يتم التوصل حتى الآن إلى الجناة، إلى اهتمام كبير من كل الأوساط التعليمية والسياسية، ونشرت صوره على المستوى الداخلي والخارجي وفي معظم وسائل التواصل الاجتماعي، وعلى الرغم من فقد هذا المعلم جلل وكبير ومؤثر حسب الروايات التي وردت في بعض وسائل التواصل الآن أن هناك الكثيرين الذين راحوا ضحية تلك الأحداث، منهم طلاب بكليات الطب وغيرهم من الذين لقوا حتفهم في التظاهر ولم يتم التوصل إلى الجناة فلا أدري لماذا المعلم “أحمد الخير” هل لأنه منسوب إلى المؤتمر الشعبي أم أن طريقة قتله لم تكن عادية مثلها ومثل الذين ماتوا في تلك التظاهرات، النائب الأول لرئيس الجمهورية، الفريق أول ركن “بكري حسن صالح” والفريق أول “صلاح عبد الله” (قوش) أكدوا أن الجناة سيتم تقديمهم إلى محاكمة عادلة، فإذا كانت القيادة وهي في أعلى قمتها النائب الأول، ومدير جهاز الأمن والمخابرات، أكدوا على إيقاع العقوبة على أولئك الجناة، فمن باب أولى أن تكون العدالة في تقديم كل مرتكبي عمليات القتل في تلك المظاهرات إلى العدالة بالتساوي، فمن قتل طالب كلية الطب ابن لاعب كرة القدم، يجب أن ينال جزاه كما الذي قام بقتل المعلم “أحمد الخير” وكذا الحال ينطبق على الكل، فكلهم أبناء هذا الشعب الذين خرجوا في التظاهرات نتيجة لانعدام الخبز والوقود والنقود، وماتوا نتيجة لذلك، وما كان للذين قاموا بقتلهم أن يفعلوا تلك الجريمة التي حرمها المولى عز وجل، بل ادخلوا البلاد والسُلطة في نفق ضيق ما كان لهم أن يفعلوا ذلك، ففي كل مظاهرات الدنيا هناك وسائل لتفريق التظاهرات بطرق مختلفة لا تصل إلى القتل أو العقاب الذي نالوه بالسياط أو الخراطيش، الآن ونتيجة لتلك الحادثة التي ارتكبت في حق هذا المعلم تضامن الكل معه حتى قيادات الدولة العليا، ولكن السؤال المطروح الآن من قبل الرأي العام هل الأشخاص الذين ارتكبوا تلك الفعلة الوحشة أو جريمة القتل هل ستتم محاكمتهم؟ وهل تم التوصل إليهم؟ ومن هم؟ وإلى أي جهة يتبعون؟ وما مصير تلك الجهة حول منسوبيها أن كانوا فعلا يتبعون لها، كلها أسئلة تحتاج إلى إجابات، وإلا تكون الحادثة مجرد استهلاك سياسي كما حدث في أحداث مشابهة.
في واحدة من الصحف السودانية الصادرة أمس ذكرت أن المؤتمر الوطني قال إن لديه معلومات تؤكد أن هناك جهات تستغل المظاهرات لقتل المعلمين والأطباء، ولكن ببساطة لماذا تلك الجهة تقوم بقتل المعلمين دون المشاركين من الفئات الأخرى لماذا لا تطال الذين لا مهن لهم ويحاولون أن يستغلوا المظاهرات لتكسير ممتلكات الدولة أو ممتلكات الشعب الذي لا ذنب له في تلك التظاهرات، لماذا لا تكون فئات أخرى لا علاقة لها بأي نوع من الوظيفة تعليم أو هندسة أو صحة، وحتى إذا كانت هناك معلومات متوفرة إلى تلك الجهة لماذا تترك أولئك يرتكبون الجرائم ومن ثم يتم الحاقها بالدولة وتشويه صورتها عالميا، يجب أن تكون الدولة يقظة في تلك التظاهرات التي تخرج، وعليها أن تحافظ على أرواح أبناء الشعب السوداني بالتساوي لأن تحقيق العدالة ينبغي يتوفر للجميع، فالذين ماتوا هم أبناء هذا الوطن معلمين أو أطباء.