أخبار

أبناء الإسلاميين!

أثار الأستاذ “الهندي عز الدين” قضية هامة لم تجد حظها من التحليل والقراءة والرصد ألا وهي انشغالات واهتمامات أبناء الوزراء والمسؤولين في الدولة والحزب.. وانتماءاتهم السياسية والفكرية؟ وهل ينشأ الأبناء على اعتقادات وثقافة وانتماء الآباء؟ أم يسلكون دروباً غير مسالك الآباء؟ وبالتالي تتناسل الأسئلة هل أبناء قيادات الحركة الإسلامية الحاكمة والجالسة على الأرصفة هم بالضرورة (إسلاميين)؟ ولماذا تظاهر أبناء بعض المسؤولين في وجه آبائهم وسلطة أمهاتهم وهم من تربوا في كنف نعيم السُلطة ونعومتها.. وحملتهم من الأرياف البعيدة والقرى النائية إلى أحياء فاخرة في قلب الخرطوم.
الأستاذ “الهندي عز الدين” أثار القضية من زوايا نظر سياسية يختلف معه الناس أم يتفقون تظل مثل هذه القضايا جديرة بالنظر والقراءة والتحليل.. ولكن قبل ذلك نسأل قادة الحركة الإسلامية الذين حق لهم التباهي والفخر بأبنائهم الذين يخالفونهم الرؤيا.. ويجادلونهم بالحسنى، هل كان أبناء “الزبير أحمد الحسن” و”نافع علي نافع”.. و”حسبو محمد عبد الرحمن” والشرتاي “جعفر عبد الحكم” ود.”عبد الرحمن الخضر” أخوان مسلمين يقرأون “لسيد قطب”.. ويحفظون مأثورات الإمام “حسن البنا”؟ أم كان آباؤهم وأجدادهم وحتى أخوتهم الأكابر أم ختمية يرددون في كل صباح ومساء ما جاء في (البراق).. وأما أنصاراً وتجانية.. يحفظون الراتب قبل القرآن الكريم.. ويحرصون على ترديد صلاة الفاتح أكثر من حرصهم على قراءة سورة الكهف؟ وكيف افترقت دروب الأبناء والآباء؟ وما الذي يجعل “أحمد إبراهيم الطاهر” إسلامياً ووالده أنصارياً؟
هل أحسن الإسلاميون تربية أبنائهم فكرياً وثقافياً.. وشكلت بيوت الإسلاميين دوحة وحاضنة لكل الأفكار والرؤى، وبفضل حسن التربية وديمقراطية وحُرية الاختيار أصبح بعض الأبناء على غير ولاء وأفكار الآباء؟ وخاصة قد صار المشروع الإسلامي في السودان أقرب لمشروع الإصلاح السياسي بعد أن تخلى عن التربية الإسلامية التقليدية.. وقبل عامين فقط.. جذبت تيارات الفكر الإسلامي المتطرف (داعش) والتكفير والهجرة.. والمنهج الطالباني بعض أبناء المسؤولين.. فالتحقت الفتيات والشباب بالمقاتلين من الجماعات الإسلامية في سوريا.. والعراق.. وقد انحسرت الهجرة على الإسلام الطالباني بإجراءات أمنية وبوليسية أكثر منها فكرية وحوارات عميقة بين الإسلام المعتدل الوسطي والإسلام المتطرف.. والآن تنامت في الساحة تيارات الرفض والمعارضة وتأثر الشباب بما في ذلك بعض أبناء المسؤولين بما يحدث في الساحة من تدهور اقتصادي وفقدان للأمل بسبب الخطاب الحكومي (الجاف) والمتعالي.. والانصراف عن مشاكل الحياة اليومية بترف السياسة.. وإذا كانت حقبة الستينيات قد شهدت تنامي اليسار والشيوعية التي طرحت نفسها بديلاً للطائفية وساد الساحة غبشاً بأن اليسار يعني التقدم والثقافة والطائفية تعني الرجعية، واليوم نجحت الآلة الإعلامية المعارضة في (تغبش) وعي الشباب بتصوير الأشياء بغير حقيقتها والزعم بأن الانتماء للإسلاميين يعني التماهي مع الفساد والظلم.. والقتل.. والنهب.. والمعارضة تعني الشرف والنزاهة والشجاعة.. ومن أجل سيادة قيم الديمقراطية وحقوق الإنسان.. ووجدت بضاعة المعارضة من يشتريها وفي مثل هذا المناخ انساق كثير من أبناء المسؤولين وراء الشعارات الزائفة..
وللحديث بقية.

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية