رئيس مجلس الوزراء، وزير المالية، الأستاذ “معتز موسى”، حذر من بث الكراهية بين الحكومة والشعب، أن الكراهية التي حذر منها رئيس الوزراء، بدأت منذ اندلاع الاحتجاجات في التاسع عشر من ديسمبر الماضي، ولم يسلم أحد من تلك السموم القاتلة التي دخلت على المجتمع السوداني فالكراهية أصبحت سمة من السمات التي صنف بها المواطن السوداني خاصة الذين يقفون إلى جانب الحكومة أو الذين يقفون إلى جانب المعارضة وحتى الذين يقفون في المنطقة الوسطى لم يسلموا من تلك الكراهية التي صنفت الناس مع أو ضد، إن الشعب السوداني عرف بأصالته وكرمه وشهامته ولطفه ومناصرته إلى الضعيف، ولكن كل تلك الخصال بدأت في طريقها إلى التلاشي بسبب هذا التصنيف القاتل، الاحتجاجات التي أتت بهذا التصنيف جعلت الكثيرين يتحفظون في أقوالهم وأفعالهم ولذلك نلاحظ أن مراسلي الفضائيات بالسودان ومنذ أن بدأت تلك الاحتجاجات لم تجد غير الصحفيين لتقديم المعلومة، والسبب أن منسوبي الحكومة ابتعدوا من الظهور في الفضائيات إلا القلة منهم أمثال “ربيع عبد العاطي” الذي لم يخشَ أحد فظل طوال الفترة الماضية هو المدافع عن الحكومة والمؤتمر الوطني ولا يهمه شيء طالما هو مقتنع بما يقوله ولذلك ظل يواجه انتقادات حادة من الجناح الآخر أو من المعارضة أو من الثوار أما بقية أعضاء الحكومة فلاذوا بالصمت فلم يقولوا خيراً أو شراً أو حاولوا أن يدافعوا عن الحكومة وحتى الذين كانوا إلى وقت قريب مع الحكومة هبطوا وانضموا إلى الثوار عسى ولعل أن يشفع لهم موقفهم هذا، ولا أظن أن أحداً سوف يشفع لهم فقد واجهوا حملة شعواء من قبل الحكومة ومن المتعاطفين معها، أما الذين يقفون في المنطقة الوسطى فإن كان رأيهم يصب في المصلحة الوطنية وتجنيب البلاد والعباد من مصير دول الربيع العربي.. وصفوا بأنهم مؤتمر وطني أو تابعين إلى الحكومة ونعتوا بأقبح الصفات وشتموا بأرذل الشتائم التي لا تليق بهم، أما إذا كنت تناصر الثوار فلن ترضى عنك الحكومة، بل تلصق عليك صفة المعارضة وأنت براء من ذلك، ونلاحظ هذا ظاهرا جدا في كل وسائل التواصل الاجتماعي فانقسم الشعب السوداني إلى فرقتين فرقة تدافع عن الحكومة وفرقة تقف مع الثوار.. فكل طرف يشن هجوماً على الطرف الآخر وكأننا ندافع عن وطن آخر وليس السودان الذي يضم الجميع، فبدأت الكراهية تبث بصور فظيعة بين الطرفين، فلم يسلم قروب من تلك الحالة أو تلك الكراهية أو تلك الشتائم المتبادلة بين أبناء هذا الوطن، فإذا استمر الحال بتلك الطريقة سنفقد الأصحاب والأصدقاء وربما تصل تلك الكراهية إلى البيوت، فالناظر إلى الأحزاب السياسية المختلفة وفي العهود الماضية كانت الشتائم داخل قبة البرلمان ولكن حينما يخرج الأعضاء من تلك القبة يعود الود والصفاء بينهم وكأن شيئاً لم يكن، وفي مقالات نشرت لغير السودانيين ذكر أحدهم أنه شهد معركة بين عضوين داخل الجمعية التأسيسية السودانية من حزبين مختلفين، وحينما ذهب إلى أحدهم بالمنزل وجد نفس الشخص الذي دارت المعركة معه بالصباح داخل الجمعية التأسيسية وهم يأكلون الطعام مع بعض، فلما سأل عن تلك الحالة فقيل له هذه حالة سودانية داخل الجمعية شيء يختلف عن خارجه، فنأمل أن يتمسك الجيل الحالي بصفات الآباء السابقين بدلاً من تلك الكراهية.