ولنا رأي

أذواق الشعوب في الأسماء!!

{ عالم أسماء الأعلام مفعم بالطرائف والمفارقات في وسائل الإعلام العربية والعالمية، كتباً وصحافة وفضائيات.. ومنذ القديم كانت هذه الظاهرة، قبل الوسائط الحديثة. والأخطاء والطرائف غير المقصودة لا تحصى، يضاف إليها التطويع القسري للأسماء طبقاً لأهواء أهل اللغات .
{ ثمة أشياء تحتاج إلى فهم مسبق لتجنب اللبس والسذاجة مثل ذلك الترتيب الصيني، الذي لا يخلو من جانب أخلاقي أو بروتوكولي، فالصينيون لديهم نظام يبدأ بالكبير ثم الصغير فالأصغر: العام ثم الشهر فاليوم . وكذلك في الأسماء: دنغ شياو بينغ (شياو تعني الصغير) أي اللقب العائلي دنغ، وبينغ الصغير يشبه في العربية محمد الصغير، أو في إيران: علي أكبر وعلي أصغر . سيكون غير مناسب القول: الزعيم الصيني بينغ الصغير . ولا يجوز في الأسماء الكورية، وهي خاضعة للقاعدة الصينية، القول: السيد كي مون . الأهم السيد بان . المسألة كقولك المعرّي أو الفراهيدي أو ديغول أو بيتهوفن . من الصعب فهم المقصود من الأديب الفرنسي أندريه . تقول: مالرو، جيد، بروتون .
{ في فهرسة الأسماء في الفرنسية يقدّمون اللقب العائلي على الاسم: بونابرت نابليون، ديكارت رينيه، علينا أن نتصور اختلاط الحابل بالنابل لو أخذ الصينيون الأسماء العربية وتوهموا أن العرب مثلهم، واكتفوا بالكنية عند قدمائنا .
الطرائف الناجمة عن عدم فهم اللغة كثيرة . مذيعة إحدى الفضائيات كانت تحاور إيرانياً ينتهي اسمه بكلمة “زاده” متوهمة أنها اللقب العائلي، فكانت تدعوه: السيد زاده . والمفردة تعني “ابن”، نوري زاده تعني ابن نوري .
طرفة تشبه محاورة بريطاني لقبه العائلي ويلسون، مثل الفيلسوف كولن ويلسون، ويظل المذيع يدعوه: السيد سون: السيد ابن . أو الممثل ركس هاريسون: السيد سون .
ثمّة عجائب أخرى في أسماء الأعلام تخضع لمزاج أهل اللغة، فالعرب والفرنسيون مثلاً، لا حصراً، يتصرفون في نطق الأعلام الأجنبية  بطرائق يصبح من المستحيل معرفة أصلها، إلا على أهل الاختصاص . كيف أصبح رودريغ لدى العرب “لذريق”؟ وكيف صار ابن رشد لدى الفرنسيين “أفيرويس”؟ وكذلك بودوان: بردويل . وابن سينا: أفيسان . وكيف صار السائق بالإنجليزية (درايفر) في اللهجة الخليجية: درويل؟ الاجتهاد الذوقي يتجاوز الفصيح إلى اللهجات .
لماذا نذهب إلى بعيد، ونحن تكفينا الإشارة، لو سألتك: من ملحن “يا جارة الوادي”؟، لقلت: عبد الوهاب . هل اسم الملحن عبد الوهاب حقاً؟ على السامع أن يكون عاقلاً .
عبد اللطيف الزبيدي

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية