أخبار

قوة تتجدّد

جدّدت قوات الدفاع الشعبي، أمس، في عيدها التاسع والعشرين لتأسيسها شعاراتها القديمة وأنشدت أشعار الفداء والتضحية التي ألهمت المقاتلين في سنوات الإنقاذ الأولى البسالة والشجاعة والشهامة من أجل بناء وطن كان على حافة الهاوية والسقوط، لولا قرار المؤسسة العسكرية ومن خلفها التيار الوطني الإسلامي بوضع حدّ لفوضى النظام الحزبي حينذاك حتى كادت البلاد أن تهوي لقاع سحيق من الفوضى، ووجدت الإنقاذ نفسها مدعومة بقطاع عريض من القوى الاجتماعية الفاعلة والقادرة على البذل والتضحية في سبيل علو شأن شعارات الإسلام قبل القوت (شريعة شريعة إما نموت)، وأيقظت تلك الشعارات في النفوس جذوة القتال وركوب الصعاب وخوض غمار المعارك في الجنوب دون خوف، وبفضل الدفاع الشعبي انكسرت شوكة تمرد الجنوب وضعفت الحركة ووهنت، ممّا فتح الباب للتسويات التي أدت لوقف الحرب في الجنوب.
وحينما تعيد قوات الدفاع الشعبي تجديد شعاراتها والتزاماتها أمام القائد العام للقوات المسلحة وسط حشود رسمية كبيرة وآلاف الجماهير التي جاءت من كل محليات ولاية النيل الأبيض، أمس، فإن ذلك يعني نقاطاً جوهرية في سياق قراءة المشهد العام في ظروف معلومة للجميع من تدهور اقتصادي وعجز الدولة عن تقديم الخدمات الأساسية للمواطنين.. من النقاط، أن هناك تمسكاً بالمؤتمر الوطني ثقةً في قيادته المدنية والعسكرية.. ثانياً الجماهير التي تدافعت أمس بالآلاف جاءت طوعاً ولم يرغمها والٍ أو معتمد على الخروج منذ الصباح الباكر لضيق استاد مدينة كوستي بأكثر من عشرة آلاف من المواطنين، وتحت وهج الشمس انتظرت الجماهير خطاب الرئيس “البشير”، الذي تحدث بروح معنوية عالية.
والرئيس حينما يكون وسط ضباط وجنود القوات المسلحة يتحدث بطريقة مختلفة تشعر فيها بالصدق في التعبير، وأمس قال وهو يتحدث لأهل السودان في رسالة مباشرة للحوار السوداني الأمريكي المنتظر استئنافه في الأيام القادمة، قال إن (المتغطي بأمريكا عريان)، وحينما يقول الرئيس ذلك فإنه يعني ما يقول.. و”البشير” يجيد بعث الرسائل ووضعها في بريد الآخرين.. وفي خطابه أيضاً عدّد الرئيس الأسباب التي جعلت السودان متماسكاً والأنظمة من حوله تساقطت واحداً تلو الآخر، وكذلك جيوش المنطقة تفككت وضعفت بينما الجيش السوداني صامد وقوي.
بالأمس أثبت والي النيل الأبيض الدكتور “أبو القاسم الأمين بركة” نجاحه كقيادة شابة أجمع عليه كثير ممن تحدثوا أمام الرئيس، وعديد من القيادات تحدثوا عن تجربته القصيرة المبشرة بنهاية سطوة ما كان يعرف بـ(الكباتن) وانقشاع سنوات الصراع في منطقة اشتهرت بالخلافات.. والنيل الأبيض، أمس، أعادت الروح لمؤسسات الدفاع الوطني من جيش وأمن ودعم سريع ومجاهدين قالوا كلمتهم جهراً.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية