طالعوا معي هذا الخبر جيداً: (أغلقت السلطات الصحية مستشفى عشوائياً بمنطقة العرضة بأم درمان، يديره طبيب مزيف بعد ضبط فريق مباحث حماية المستهلك المستشفى العشوائي، وأكد مدير إدارة المؤسسات العلاجية الخاصة د.”محمد عباس فوراوي” أن المستشفى غير مرخص والطبيب الذي يديره مزيف ولا يحمل أي شهادات من أي جامعة، حيث يقوم بإجراء العمليات الصغيرة والتنويم وصرف الأدوية غير المسجلة والعشبية وتركيب الدربات وعلاج الغضروف بالدفن في الأرض داخل حفرة، مؤكداً إغلاق المستشفى ووضع حراسة عليها وإخراج المرضى، حيث إن معظمهم من الولايات، واتخذت السلطات الإجراءات القانونية).. انتهى
كيف يعني طبيب مزيف؟.. وهل مهنة الطب يتم أيضاً التلاعب بها؟.. إذ أن التلاعب بها يعتبر تلاعباً بأرواح وحياة المواطنين.. أم أن حياة المواطنين أصبحت تجارة.. فكيف يجرؤ هذا الطبيب على أن يقوم بكل ما يقوم به الطبيب المختص الذي درس وتخصص وأدى القسم؟.. بل والأغرب من ذلك أن يعمل هذا (المزيف) في مستشفى أيضاً عشوائي.. ليس في المناطق العشوائية أو البعيدة من العاصمة الخرطوم.. وإنما يعمل بأحد الأحياء الراقية والعتيقة بأم درمان (العرضة).. ألم تحدثه نفسه بأنه سيتسبب في قتل النفس التي حرمها الله إلا بالحق، وكم يا ترى عدد الذين (ماتوا) تحت يده، فغياب الوازع الديني والتربية الصحيحة تعتبر مشكلة كبيرة تنعكس مباشرة على المجتمع السوداني الذي عرفناه ودرسناه عبر منهجنا أنه محافظ ولكن!!
عندما طالعت هذا الخبر لم أصدق نفسي وتخيلته حلماً.. وذلك بالرغم من أنه تم سابقاً الإعلان عن أطباء يمارسون المهنة من غير شهادات.. وكنت حينها قد تناولت هذه الظاهرة عبر هذه المساحة ووصفتهم بأنهم غير (سويين).. إذ كيف تغش نفسك قبل أن تغش وتخدع الآخرين.. ولكن هذه المرة الحالة تختلف.. لأن (المزيف) يقوم بعمليات التنويم للمرضى وإجراء العمليات الصغيرة وعلاج القضروف بالدفن داخل حفرة.. كيف يعني الدفن داخل حفرة؟
فالسؤال الذي يفرض نفسه.. كيف سمح المريض لنفسه بأن يتم العلاج بالدفن داخل حفرة؟.. فإذا سأل المريض نفسه هذا السؤال لأصابته الشكوك وربما كانت المعلومة التي توفرت للفريق الموحد عن طريقه.
ماذا أصاب المجتمع السوداني.. أهي الحالة والظروف الاقتصادية التي يعيشها جعلته يفكر في مثل هذه الأعمال غير الأخلاقية؟.. خاصة وأنه يتلاعب بالأرواح وحياة أناس جاءوا من أجل الحياة ومن أجل أن يتعافوا.
فالمرتادون للمستشفى (العشوائي) والذين معظمهم من الولايات كما جاء في الخبر.. هل يا ترى تعافوا وكم صرفوا حتى وصلوا للعشوائي؟.. ومن أين وصلتهم المعلومات عن (المزيف) والمستشفى العشوائي .. ولا اظنهم سيشكون طالما ان المستشفى يقع في قلب العاصمة الوطنية أم درمان.
وأخيراً نشكو أمرنا لله ونقول حسبنا الله ونعم الوكيل.