حوارات

السفير الإيراني بالسودان "جواد تركبادي" لـ (المجهر): (1)

أكد سفير إيران بالسودان “جواد تركبادي” أن رسو البوارج الإيرانية في بورتسودان ومغادرتها لا علاقة له بقصف إسرائيل لمصنع اليرموك.. وقال إن بوارجهم تتجول ضمن عمليات إيران لحراسة السفن في الممر البحري بسبب عمليات القرصنة في باب المندب وخليج عدن، وأضاف – في هذا الحوار الذي أجرته معه (المجهر) بمقر السفارة – أن من حق السودان أن يمتلك السلاح أو يصنعه أو يتعامل مع أية جهة يراها.. وأكد أن دولته على تواصل مع “حماس” التي يعتبرونها من التنظيمات الجهادية التي تناضل من أجل حقها، وندد بالتدخل الأمريكي الإسرائيلي في شؤون الدول، واعتبر من يروجون لوجود إيراني بمجمع اليرموك، يريدون التمويه على الحقيقة، وهي أن هذا العدوان جاء من الكيان الصهيوني.. وشدد على أنهم لن يقبلوا أن يُستفرد بالسودان..
وعرج الحوار إلى التحالفات في المنطقة واحتمالاتها، وتطرق إلى الكثير من المحاور التي تجدونها في المساحة التالية:

{ نبدأ توقيت رُسوِّ البوارج الإيرانية في بورتسودان، فالإيرانيون يقولون إنها جاءت لإيصال رسالة محبة وسلام، ولكنها جاءت بعد يوم أو يومين من ضرب اليرموك.. ما هي تفاصيلها؟
ـ أنا أؤكد على جملة وردت في سؤالكم بأن هذه السفن كانت سوف تأتي إن كانت الضربة أو لم تكن، هذه السفن كانت البرمجة لمجيئها في هذا التوقيت صدفة، وهذا ترتيب عادي جارٍ ومتعارف عليه في كل بلدان العالم، ويتم بصورة مستمرة، نحن منذ بدء عمليات حراسة السفن في الممر البحري الذي كان يواجه أخطاراً بسبب عمليات القرصنة في باب المندب وخليج عدن أرسلنا هذه البوارج، ولها أكثر من عامين، وهي موجودة بصورة مستمرة في هذه المنطقة، كما أنها ترسو في موانئ عدة، ومجيئها إلى السودان أمر عادي ومتعارف عليه، ولاشك أنه ينضوي تحت الغاية والهدف الذي أرسلت له هذه السفن والبوارج، ألا وهو دعم السلام والمحافظة عليه، وإرسال رسالة محبة ووُد وصداقة لكل الطيبين في كل بلدان المنطقة التي تتأثر وتتأذى من ما يحدث فيها من عمليات سطو ونهب.
{ مقاطعاً:  ولكن في هذا التوقيت؟
ـ أنا أنصح الإخوة بالنظر إلى هذا الموضوع من وجهة نظر أخرى، لماذا أنتم تستسلمون لهذا الابتزاز الرخيص الذي يقول لماذا أنتم تشترون أسلحة من أحد؟ أو تتعاونون في مجال التسليح مع أحد؟ هذا هو حق السودان بأن يمتلك السلاح أو يصنعه أو يتعامل مع أية جهة يراها، سواء في موضوع التسليح أو في أي شأن آخر.. هذا شأن سوداني بحت وهو لم يعتدِ على أحد، العدوان جاء من الكيان الصهيوني وهو الذي يجب أن يجيب، لماذا أنتم تقبلون بهذه الفذلكة وهذه اللعبة الإعلامية التي تدير الشاشة وتستبدل المظلوم بحيث تجعله في موضع الاتهام، السودان ليس متهماً، فإذا جاءت السفينة فلا يعني ذلك أنها جاءت لتؤثر على الأجواء الإعلامية أو تعطي رسالة، أية رسالة؟ رسالة هذه السفينة هي رسالة صداقة ولاستتباب الأمن في المنطقة، السودان له الحق الكامل في امتلاك مصانع للسلاح، وأن يتعاون مع الجهة التي يراها لتصنيع السلاح، يجب أن يبقى المتهم هو المتهم، والمدان هو المدان، هذه الهجمة الغاشمة التي تمت على السودان هي عدوان مرفوض وغير مقبول، ولا يحق لأحد أن يبرره، ويجب أن يبرره من أعطى السلاح لهذا الكيان الغاصب الذي يقتل ويذبح، مستخدماً هذه الأسلحة، ولا يُسأل ولا تسأل الجهة الأخرى التي زودته بهذه الأسلحة القاتلة.
{ هل يحق للسودان امتلاك ترسانة سلاح؟
ـ كل البلدان لها الحق بأن تمتلك السلاح لكي تدرأ عنها الأخطار والذود عن النفس والحفاظ على الكيان، هذا حق لكل البلدان والسودان أيضاً يمارس حقه.
{ أوردت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن هنالك تعاوناً إيرانياً سودانياً لإيصال السلاح إلى حركة حماس ما مدى صحة هذا الأمر؟
ـ الآن أنتم تتحدثون عن تواصل بين الجمهورية الإسلامية، و”حماس”، نحن لا ننكر هذا، ونرى أن الشعب الفلسطيني على حق، وأن قضيته عادلة، ونرى أن حماس من التنظيمات الجهادية التي تناضل من أجل حقها، وهذا أمر متاح حتى في ظل الأعراف والقوانين الدولية القائمة، هؤلاء أرضهم اغتُصبت ويواجهون حصاراً وحياة صعبة، لا لشيء، وتُغتصب حقوقهم، إذن يجب أن نرعاهم ونكون معهم ونتخذ موقفاً يدعمهم، هذا حق لنا، وهذا هو حقهم علينا نحن كلنا.
{ مقاطعاً: هل تم هذا الدعم من خلال السودان؟
ـ نحن عندما نتحدث عن دعم (حماس) لا نتكلم عن تجهيزها بأسلحة بهذا النوع أو من هذا البلد ومن هذا المكان، لا.. نحن موقفنا موقف داعم لحماس على أنها ذات حق وتطالب بحقها.. أما أن نُتَّهم بأننا نقدم سلاحاً، أو نريد أن نمرر سلاحاً من خلال كذا، ومن خلال كذا، فنحن نعتقد بأن هذه فذلكة إعلامية لتمرير أمر آخر.
{ وما هو هذا الأمر الآخر؟
ـ الأمر الآخر هو أن هذه المنطقة أصبحت منطقة تعبث بها (أمريكا) ويعبث بها هذا الكيان الغاصب (إسرائيل)، ويتدخلون في شؤونها، ويعملون في صورة أن يعلمون الناس ماذا يجب أن يفعلوا، ومن هو على الحق، ومن الذي يجلس على هذا الكرسي أو على ذاك.
{ ولكن مع نفيك هذا، هنالك تقارير صحافية، وحتى على مواقع (الإنترنت)، تقول إن هنالك وجوداً إيرانياً في مجمع اليرموك، حتى أنها تحدثت عن وجود فندق إيراني؟
ـ بدهشة: ( فندق إيراني؟).
{ تحدثت عن مكان للإيرانيين موجود بداخل مجمع اليرموك ماذا تقول في ذلك؟
ـ أنا أتصور أن هذه الجهات تريد أن تركز على نقطة لكي تموه على الحقيقة، وهي أن هذا العدوان جاء من الكيان الصهيوني، وأن هذا العدوان مدان ولا يمكننا تبريره.. ما هي الأوضاع الموجودة في مجمع اليرموك الصناعي؟ هو مجمع صناعي، حتى وإن كانت تُصنع فيه بعض الأسلحة، هو مجمع صناعي.. أما كيف يدار؟ فهذا شأن سوداني ليس لأحد الحق أن يتدخل فيه وأن يسأل.
{ ولكن إسرائيل تقول إنها متضررة باعتبار المصنع وسيلة لضرب إسرائيل والكثير من الناس يصدقون مثل هذه الروايات؟
– أعتقد أن التأكيد على هذه الرواية أو تصديقها هو موقف سياسي ينحاز إلى باطل ولا ينطلق من رؤية حقيقية، وبأي تبرير لا يستطيع الكيان الصهيوني مهاجمة هذا المصنع.
{ ادعى الإسرائيليون أن ضربة اليرموك أدت إلى مقتل عدد من الحرس الثوري كانوا موجودين فيه، والأكثر من ذلك قالوا إن وفداً أمنياً إيرانياً رفيعاً زار المصنع بعد الضربة.. ما صحة هذه الروايات؟
ـ هذه الروايات غير صحيحة بالكامل، فالعلاقات بين إيران والسودان هي علاقات بين بلدين مستقلين ينتميان إلى الهوية الإسلامية، ويعتبران الدفاع عن بعضهما البعض حقاً، ونحن ندعم السودان في كل مواقفه.
{ نشرت صحيفة الحياة اللندنية عرضاً قدمته إيران للسودان بخصوص قيام تحالف بين البلدين لحماية البحر الأحمر.. ما صحة هذه الرواية؟
ـ أنا أريد من الإخوة تناول هذه النقطة باهتمام أفضل، وهو ألا يصدقوا أياً من هذه الشائعات والتبريرات التي تريد أن تغطي على الفعلة النكراء التي ارتكبها الكيان الصهيوني، فهذا الكيان العدواني اعتدى، ويجب أن تزج كل الطاقات من كل أبناء الأمة الإسلامية ومن كل البلدان الإسلامية لكي تدافع عن حق السودان في إدانة هذا العدوان، وأي تبرير أو فذلكة إعلامية يريد أن يعطي غطاءً لإسرائيل.. هو مدان، ويجب أن نتعلم أن ندينه ولا نكرره.
{ هنالك تحالف بين إسرائيل وأمريكا، وهنالك تحالفات أخرى، ألا تتفق معنا على أن السودان وإيران يمكنهما أن يتحالفا عسكرياً؟
ـ أنا لا أتفق معكم في جزئية ذكرتها، وأرى أن أتفق معكم في جزئية أخرى، الجزئية التي أريد أن أتفق معكم فيها في جزء من هذا الكلام أن هناك في منطقتنا الإسلامية وفي عالمنا الإسلامي منطقة نحن المسلمون نريد أن نتعاون ضدها، وأن هنالك أحلافاً مع الأمريكان وإسرائيل. يجب أن نتعلم أننا كأمة لن نقبل الضيم والظلم الذي ركز علينا بهذا الكيان الغاصب، ويجب أن نتعلم أننا كأمة إن اتحدنا ننتصر، وأن الهدف من هذا الكلام الذي يقولونه أنهم يريدوننا أن نكون ضد بعضنا البعض، ويجب أن نبقى كلنا متحدين.
{ وما الذي لا تتفق معنا فيه؟
ـ الذي لا أتفق معكم فيه أن يقال إن إيران والسودان في تحالف ضد إسرائيل، إذا كان التحالف ضد الكيان الصهيوني فكل الأمة متحالفة مع بعضها البعض ضد هذا الكيان الغاصب، والدليل على ذلك أن هذه البواخر والسفن التي يتحدثون عنها جاءت في العام الماضي ورست في (جدة)، وقبل أيام رست في (بورتسودان)، وقبلها رست في (جيبوتي)، وقبلها في سلطنة عمان وأماكن أخرى.
{ هل بإمكان حلف سوداني – إيراني حماية الأراضي السودانية.. هذا من ناحية.. ومن ناحية أخرى ربما لا ترضي الخطوة دول الخليج وتثير حفيظتها؟
ـ أنا أؤكد على كلام معالي وزير الخارجية بأن ما بين إيران والسودان لا يثير أية ريبة لأي بلد، أولاً لأنه حق، ثانياً لأنه ليس ضد دولة، أريد التأكيد على أننا سوف لن نقبل كأمة إسلامية أن يُستفرد بنا، لن نقبل أن يُستفرد بالسودان، كما لن نقبل الاستفراد بالمملكة العربية السعودية ولا الكويت ولا العراق ولا سوريا ولا أي بلد من بلدان العالم الإسلامي، يريدون الاستفراد بنا بلداً بلداً لكي ينقضوا عليه ويضربوه ويسهلوا الضربة، يجب أن نقول لهم لا، نحن كأمة إسلامية أقوياء أولاً لأننا متحدون، وأقوياء أيضاً لأننا على حق، وأقوياء لأننا نطالب بالحق، يجب أن لا نُجَر إلى متاهات تجعلنا نبرر ما نفعل، أو نحاول أن نتغطى بغطاء ملوث هم يقدمونه.
{ ألا يثير قيام تحالف إيراني – سوداني عدم رضا دول الخليج؟
ـ أنا أريد القول إننا تربطنا علاقات تعاون وتواصل مع كل بلدان مجلس التعاون الخليجي، وأن علاقاتنا مع هذه البلدان هي علاقات جوار وصداقة وأخوة إسلامية، وإذا كانت هناك أية مواضيع بها خلافات فإن هذه الخلافات لا تتجاوز نفسها وذاتها، ومساحات اللقاء كبيرة، ونحن دائماً نحاول أن نوسع من مساحتها ونحاصر أي نوع من أنواع الخلاف الذي قد يكون طبيعياً، وهو موجود بكل بلدان العالم.
{ ألمح وزير الخارجية الإيراني إلى أن دولاً عربية غضت الطرف أثناء تحليق المقاتلات الإسرائيلية، فوصلت السودان وضربته؟
ـ هو لم يقل هذا بالضبط .
{ مقاطعاً: أوردت ذلك وسائل إعلام عربية؟
ـ أعلم، هو قال إنه يجب أن يكون هنالك توضيح حول كيف مرت هذه الطائرات وقبل السودان هنالك ثلاثة أجواء.
{ هنالك من يقول إن هذه الدول ربما تساند مثل تسديد هذه الضربة؟
ـ لا أعتقد أن أحداً يساند قيام الكيان الصهيوني بضرب بلد مسلم أو أن يعتبر أن مثل هذا العمل لصالحه، هذا ليس من صالح أي أحد، الكيان الصهويني كيان عدواني غاصب ليس له أصدقاء وسوف يعض يد الجميع إن استطاع، يجب أن يُلجم، ويجب أن نتعاون في هذا .

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية