أخبار

اليرموك (3)

{ إسرائيل التي وجهت ضربة لأرضنا في شرق السودان ثم استهدفت مواطنين داخل بورتسودان والآن تضرب مصنعاً كاليرموك في قلب العاصمة لعلاقة السودان بإيران وهي علاقات ضعيفة ولا ترقي إلى مستوى التعاون الإستراتيجي بين بلدين يجمعهما توجه إسلامي واحد مع اختلاف مذهبي بين النظام السني هنا والشيعي هناك.. وإيران لا تزال تقف عند مطالبها القديمة بسداد السودان لمبلغ زهيد لا يتجاوز البضعة ملايين دولار اقترضها السودان أيام عُسره في تسعينيات القرن الماضي.
وإيران كانت سبباً في فتور علاقات السودان العربية وضعفها الشديد في بعض الأحيان، وظل السودان يدفع ثمن علاقات عامة مع إيران دون الحصول على شيء!!
حادث اليرموك لن يكون الأخير وقد تتمادى إسرائيل في ضرب الأعماق السودانية في ظل وقوف السودان وحده في العالم بلا نصير أو دولة صديقة من الصغار والكبار!
{ وداخلياً تواجه الحكومة بأسئلة حرجة عن قدراتها لا في الصد ولكن للكشف عن أي اختراق لأجوائنا حتى لا نعتمد على مشاهدات المواطنين وأقوالهم لتوصيف الطائرات التي ضربت مصنع الشفاء ثم مصنع اليرموك.. وهل المواقع الحالية لمثل هذه المصانع وسط الأحياء السكنية ومخاطر الحرائق التي تنشب وانفجارات الاعتداءات يتطلب نقلها من المناطق السكنية وإعادة النظر في المواقع القائمة؟، وقد بلغ الضرر بالأهالي في أحياء أبو آدم، ولن يعوضهم أحد جراء ما فقدوا من ممتلكات لأن من ألحق بهم الضرر هي إسرائيل أكبر الطغاة في العالم!!
{ الحكومة الآن في وضع يسمح لها (بالتحرك) دولياً لفضح الاستهداف الإسرائيلي ومحاولة استثمار الحدث لتبين موقف السودان كضحية لعدوان غيره بعد أن كانت صورة البلاد في الخارج دائماً تميل إلى أن السودان (معتدي) على غيره وينتهك حقوق مواطنيه، وهذه سانحة تاريخية ينبغي استثمارها والبحث عاجلاً عن حلفاء جدد ودفع ثمن ذلك.
{ بعض البائسين والمحبطين (يعتقدون) أن أي تحسن لعلاقات السودان الخارجية رهين بإلغاء الشريعة الإسلامية أو (النكوص) عن التوجه الإسلامي وذلك خطأ كبير جداً، فالتوجه الإسلامي والشريعة ما عادت تشكل وجوداً في قضايا البلاد الخارجية والعالم انصرف عنها لأجندة أخرى مثل حقوق الإنسان وتسوية النزاع في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق، وهذه قضايا حلها لمصلحة الداخل قبل أجندة الخارج.. انتهى.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية