بكل الوضوح
لماذا فسدت أحوالنا؟!
عامر باشاب
{ ما زال غلاء الأسعار وارتفاع الدولار هو حديث المجالس وشكوى الناس المستمرة التي لا تكاد تتوقف حتى ترتفع مرة أخرى، لتتواصل الشكوى ويستمر الرفض والاعتراض بأشكاله المختلفة، ولكن دون جدوى وبدون استجابة حتى صار الارتفاع هو الصفة الملازمة للأسعار، والصمت هو الصفة الملازمة للحكام.
{ لذلك ومن هنا لابد أن ينتبه المسلمون إلى دينهم ويبحثوا عن العلاج للنكبات والأزمات التي ظلت تحاصرهم باستمرار في كتاب الله سبحانه وتعالى القائل: (مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ)، ومن ثم يسيروا على نهج سنة النبي الكريم المصطفى “صلى الله عليه وسلم”.
{ وروي في الحديث النبوي الشريف عن أنس رضي الله عنه قال: (غلا السعر في عهد النبي “صلى الله عليه” وسلم فقال الصحابة: يا رسول الله سعِّر لنا، فقال النبي “صلى الله عليه وسلم”: إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمُسَعِّرُ الْقَابِضُ الْبَاسِطُ الرَّازِقُ وَإِنِّي لأَرْجُو أَنْ أَلْقَى اللَّهَ وَلَيْسَ أَحَدٌ مِنْكُمْ يُطَالِبُنِي بِمَظْلَمَةٍ فِي دَمٍ وَلاَ مَالٍ).. (رواه أبو داوود).
{ والحديث الشريف يؤكد أن كل شيء بيد الله وبتقديره، ولذلك يجب علينا التوجه إلى الله في كل أمورنا وقبل أن نتوجه إلى الله ليحل لنا مشاكلنا الحياتية ويفرِّج همومنا الدنيوية يجب علينا أن نراجع أحوالنا مع الله.. (أحوال العبادات والطاعات).
{ فالأزمات الاقتصادية التي ضربت بلادنا وحاصرت الكثير من بلاد العالم وضيق المعيشة الذي عشعش في معظم بلاد الإسلام بالتأكيد له أسباب و(إذا عُرف السبب بطل العجب!!).
{ السبب كما هو واضح ابتعادنا عن الدين الحق، وفي هذا قال اللّه تعالى: (وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ) [الشورى].. وقوله تعالى: (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) [الروم].
{ والظاهر الآن استشراء الظلم والفجور والانحلال الأخلاقي في كل المجتمعات الإسلامية، وهذا الفساد المجتمعي تسبب في إفساد أحوالنا العامة.
{ ويجب أن نتيقن أن الله وحده مغيِّر الأحوال من حال إلى حال.. ولنعلم أن ربنا لن يغيِّر أحوالنا إذا لم نبادر نحن العباد بتغييرها، بالامتثال لأوامره واجتناب نواهيه، وبالسير على النهج القويم نهج المصطفى “صلى الله عليه وسلم”.. (إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ). [الرعد].
{ يحكي الرواة أن جماعة من المسلمين ذهبوا للإمام “حسن البصري” في المسجد فشكوا له قائلين ارتفعت الأسعار؟! فأجابهم قائلاً: أنزلوها بالاستغفار، فإن الله القابض الباسط. ثم تلى عليهم قوله تعالى: (اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا (11) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا). [نوح].
} وضوح أخير
{ نسأل الله أن يصلح الحال ويعيد الجميع إلى رشدهم قيادات وشعوباً، حاكمين ومحكومين.. إنه وحده القادر على ذلك.