رأي

بكل الوضوح

 (سر الليالي) فيلم وثائقي مكتوب بحب
عامر باشاب

{ لا أظن هناك أي من الوسائط الإعلامية الحديثة تستطيع أن توثق لـ(سر الليالي).. (ليلة المولد)، ليلة الاحتفال بمولد نبي الرحمة المصطفى “صلى الله عليه وسلم” (عندنا في السودان بالتحديد) كما فعل الشاعر العظيم “محمد المهدي المجذوب” وهو يستخدم عدسة الكلمة المعبرة وصور ولقطات ومشاهد المفردات الوصفية التي عكست تفاصيل الأشياء داخل تلك الليلة كما هي بأبعادها الحقيقية، فكان التوثيق لهذه الليلة العجيبة عبر فيلم وثائقي مكتوب بحب  وكانت القصيدة أو الأنشودة التحفة (المولد) التي أبدع “الكابلي” في توصليها للمستمع على شاشة صوته الفخيم وإحساسه الإبداعي العالي التأثير.
{ وكما أكد لي الصحفي القدير أستاذنا “عبد الله رزق” مساعد رئيس التحرير بهذه الصحيفة، فإن أنشودة (ليلة المولد) جعلت “كابلي” يسبق جميع المطربين السودانيين في مدح الرسول “صلى الله عليه وسلم”.
{ معاً نتابع الفيلم الوثائقي المكتوب (ليلة المولد).
{ ليلة المولد يا خير الليالي
والجمال
وربيعاً فتن السحر بالسحر الحلال
وطني المسلم في ظلك مشبوب الخيال
طاف بالصاري الذي أثمر عنقود سنا
كالثريا
ونضاً عن فتنة الحسن الحجابا
ومضى يخرجه زياً فزيا
وزها “ميدان عبد المنعم”
ذلك المحسن حياه الغمام
بجموع تلتقي في موسم
والخيام
قد تبرجن وأعلن الهيام
*****
وهنا حلقة شيخ يرجحن
يضرب النوبة ضرباً فتئن
وترن
ثم ترقص هديراً أو تجن
وحواليها طبول صارخات في الغبار
حولها الحلقة ماجت في مدار
(نقزت) ملء الليالي
تحت رايات طوال
كسفين ذي سوار
في عباب كالجبال
*****
وتدانت أنفس القوم عناقاً واصطفافا
وتساقوا نشوة طابت مذاقا
ومكان الأرجل الولهى طيور
في الجلاليب تثور وتدور
تتهاوى في شراك
ثم تستقر جرحى وتلوب
في الشباك
مثلما شب لهيب
*****
وعلا فوق صدى الطبل الكرير
كل جسم جدول فيه خرير
ومشى في حلقة الذكر فتور
لحظة يذهل فيها الجسم والروح تنير
وعيون الشيخ أغمضن
على كون به حلم كبير
*****

والمقدم
يتغنى يرفع الصوت عليا
وتقدم
يقرع الطبل الحميا
ورمى الذكر وزمزم
وانحنت حلقته حين انحنى
واستقامت وهوت الطبل نار تضطرم
وصدى ولد لشيخ وترجم
حيث للقطب حضور
وتداعى وتهدم
*****
وينادي منشد شيخاً هو التمساح
يحمي عرشه المضفور من موج الدميرة
ندبوه للملمات الخطيرة
شاعر أوحى له شيخ الطريقة
زاهد قد جعل الزهد غِنى
فله من رقع الجبة ألواناً حديقة
والعصا في غربة الدنيا رفيقة
وله من سبحة اللالوب عقد
ومن الحيران جند
وله طاقية ذات قرون
نهضت فوق جبين
واسع رققه ضوء اليقين
*****
وفتى في حلبة الطار تثنى
وتأنى
وبيمناه عصاة تتحنى
لعبا حركة المداح غنى
راجع الخطوة بطار
رجع الشوق وحنّ
وحواليه المحبون يشيلون صلاة وسلاما
ويذوبون هياما
ويهزون العصيَّ
ويصيحون به أبشر
لقد نلت المراما
*****
صل يا رب على المدثر
وأعني وانصر
بشفيع الناس يوم المحشر
الذي يسقي صفاء الكوثر
} وضوح أخير
{ الآن كل الميادين تتزيّن وتتجمّل استعداداً لاحتضان الاحتفاء بليلة المولد، مولد سيد الأولي والآخرين وليس “ميدان عبد المنعم” وحده.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية