صحفي إسرائيلي يتسلل إلى الخرطوم ويكتب تقريراً لصحيفة مقربة من "نتنياهو"
الخرطوم – وكالات
نشرت صحيفة “إسرائيل اليوم”، في عددها الصادر أمس (الجمعة)، تقريراً مطولاً عن الأجواء السياسية “الجديدة” في السودان، حسب وصف الصحيفة (السودان: بلد اللاءات الثلاث تشهد تحولات سياسية ملفتة.. تقارب من أمريكا والسعودية وابتعاد عن إيران)، أعدّه مراسل الصحيفة “إلداد بيك”، الذي أجرى زيارة إلى الخرطوم وعاد وانطباعه أن (كلمة التطبيع لم تعد محظورة في عاصمة اللاءات الثلاث).
وعنونت الصحيفة المقربة من رئيس الحكومة الإسرائيلي “بنيامين نتنياهو” التقرير بـ(السودان يتغير.. مع إسرائيل وضد الإرهاب). وكتب “بيك” في التقرير أنه دهش لقراءة عنوان بالبنط العريض يتحدث عن التطبيع مع إسرائيل في صحيفة (الوطن)، وجاء في العنوان (التطبيع مع إسرائيل هو الاتجاه العام في الدول العربية). وحسب وصف الصحفي الإسرائيلي، هذا يدل على أجواء جديدة في العاصمة الخرطوم، عاصمة اللاءات الثلاث التي تبنتها القمة العربية التي عقدت فيها عام 1967، حيث صدرت قرارات حازمة ضد إسرائيل وهي: (لا صلح ولا تفاوض ولا اعتراف بإسرائيل).
(هذه ليست المرة الأولى التي تطلق فيها الحكومة “بالونات تجربة”)، كتب الصحفي الإسرائيلي، (ففي شهر أغسطس، أعرب الوزير، مبارك الفاضل المهدي، عن دعمه لإقامة العلاقات مع إسرائيل).
ويشير الكاتب إلى أن السكان المحليين يرتابون الأجانب ويشككون في أنهم “عملاء”، وذلك نتيجة للحياة في ظل حكم عسكري دام (28) عاماً، يقوم على القمع والمقاطعة. (كان عليّ كلما رغبت في التقاط الصور أن أتأكد من عدم وجود مؤسسات حكومة وثكنات عسكرية. ودائماً يطلب مني الرجال عدم توجيه الكاميرا إلى النساء).
لكن قضية العلاقات مع إسرائيل، حسب الكاتب، (ما زالت تثير عاصفة مشاعر لدى سودانيين كثيرين. فمن جهة هم يرحبون بمساهمة إسرائيل في الحوار البناء الذي نشأ بين السودان وواشنطن، لكن ثمة من يخشى بأن يأتي تطبيع العلاقات على حساب حقوق الفلسطينيين ويشمل تنازلاً سودانياً عربياً عن فكرة إقامة دولة فلسطينية).
(إننا لا ننسى الدعم الإسرائيلي لجنوب السودان والحقيقة أن اليهود ساهموا في تقسيم البلد)، قال سوداني تحدث مع الصحفي. (انظر إلى جنوب السودان التي تغرق اليوم بالدماء جرّاء الصراعات القبائلية. نحو مليون شخص قتلوا في السنة الماضية).
ويذكر الصحفي الإسرائيلي أن السودانيين يفتخرون بالدور السوداني في المفاجأة العسكرية الكبرى ضد إسرائيل عام 1973، وذلك بفضل استعمال إحدى اللغات السودانية التي مكنت المصريين من التحايل على الاستخبارات الإسرائيلية، وهي اللغة النوبية القديمة، التي يتقنها سكان المناطق الحدودية بين مصر والسودان.