رأي

عز الكلام

ما هكذا تُحلّ المشكلة يا “أمل البيلي”!!
ام وضاح
قلت في أكثر من مرة، وفي أكثر من مناسبة إن قضية (ستات الشاي) هي قضية شائكة ومتداخلة لأننا لا نستطيع أن نلوم سيدة على امتهان بيع الشاي طالما لم تجد ما يعينها على شظف العيش وطلبات الصغار سوى هذه المهنة، وطالما أن المجتمع ومؤسساته ظلت تتفرج على هذه الدراما الإنسانية من غير أن تتدخل في تغيير الأحداث والنهايات.. لكن كمان خلونا نتفق أن هذه المهنة شهدت للأسف انفلاتاً غير طبيعي كاد أن يؤدي، هذا إن لم يفعل، إلى كوارث أمنية وصحية ومجتمعية، وحلقات الأنس والسمر والسهر جعلت من الشوارع مناطق مقفولة وسرية رغم أنها مفتوحة في كل الاتجاهات، لكن كثيراً من الممارسات جعلتها أخطر من الغرف المغلقة.
ورغم أن قرار منع (ستات الشاي) من الوجود في الشوارع كان قراراً صعباً إلا أنني أعده قراراً موفقاً وصحيحاً على شرط أن تقوم الجهات المعنية بواجبها تجاه هؤلاء النسوة وأسرهن التي يعُلنها، وعلى رأس هذه الجهات وزارة التنمية والرعاية الاجتماعية الوزارة المعنية بخدمة هذه الشرائح، لكن بدلاً عن أن تبدأ الوزارة في وضع البديل المثالي والمناسب للمتضررات من القرار سعت وزيرة التنمية الاجتماعية إلى الضغط على المحليات لتتراجع عن القرار.. وفي رأيي أن ما قامت به السيده الوزيرة “أمل البيلي” ما هو إلا محاولة لكسب سياسي و(شو) أمام الرأي العام، لأنه (ما شغلتها)، وليس مفيداً لهؤلاء النسوة أن يعدُن لبيع الشاي وهي مهنة غير منتجة وعطالة مقنعة لا يستفيد منها المواطن شيئاً، لأنه لو فيها فائدة لأصبحنا أفضل من كندا بعدد كبابي الشاي التي يتجرعها الشعب السوداني صباح مساء.
 “أمل البيلي” شغلتها الحقيقية أن توفر الدعم الحقيقي والمجزي لهؤلاء النسوة وتتخذ من التدابير والأساليب ما يجعل وصوله إلى أيديهن مضموناً بدلاً عن أن يتسرب (بي جاي وبي جاي)، وأنا عارفة وإنتوا عارفين ورب العالمين عارف أن الست الوزيرة شغلتها الحقيقية أن تملّك هذه الأسر مشاريع منتجة ومثمرة تجعلها أسراً فاعلة وواعية ومشاركة في إطعام نفسها وإطعام المجتمع أيضاً.. لكن أن تصر الوزيرة على عودة بائعات الشاي داخل الأحياء والأزقة الجانبية فدي الكارثة بعينها، لأننا بذلك نكون قد نقلنا النار من الشوارع العامة إلى أمام بيوت الناس التي ستتحول إلى نوادٍ على الهواء مباشرة وفي رأس كل شارع (ست شاي) حولها الغرباء وغاشي الدرب يتابعون الماشي والجاي، يتلصصون بالنظر والسمع وتضيع خصوصيات البيوت والأحياء، وما تسألوا بعدين عن زوار الليل والنهار.
الدايرة أقوله إن التراجع عن قرار منع (ستات الشاي) هو اعتراف بفشل الوزارة المعنية في أن تقوم بواجبها ومسؤولياتها، وسيكلفنا التعاطف مع مائة مائتين قولوا ألف (ست شاي)، سيكلفنا مشاكل وأزمات تضرب المجتمع بأسره.
{ كلمة عزيزة
وصلنا حداً من الفوضى جعل بيع الشاي في الطرقات متاحاً وممكناً لسيدات أجنبيات لا أحد يسألهن عن وضعهن القانوني ولا الصحي ولا حتى الأخلاقي، لذلك فإن قرار منع الأجنبيات عن مزاولة هذه المهنة قرار سليم، وجاء متأخراً جداً، فقط يحتاج إلى التنفيذ الحاسم بدون أي استثناءات أو خروقات.
{ كلمة أعز
الأخ “محمد حاتم” نائب الوالي صرح أنه بصدد عقد اجتماع مع شركاء تجربة (زيرو كوش) و(زيرو حفر) بعد انقضاء نصف الفترة التي حددها.. ومبلغ علمي أن السيد نائب الوالي يسكن بحري الصافية.. طيب يا سعادتك أوصف ليك شارعين من مسجد (المسرة)، تعال ماري بي هناك وشوف (الحفر) و(الكوش) والمواسير المتفجرة في الشارع، وهذا المرور سيكفيك رهق الاجتماعات والتقارير الفشنك!!

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية