رأي

عز الكلام

لقد مللنا
ا م وضاح
استمعت إلى برنامج (الاف ام) الصباحي بقناة النيل الأزرق، للخبير الاقتصادي الدكتور “هاشم محمد التوم”، متحدثاً عن تداعيات ارتفاع الدولار في مقابل الجنيه السوداني بشكل مخيف، والرجل شأنه شأن كثير من الاقتصاديين في هذه البلاد، لم يخرج حديثه من دائرة التنظير الممل والاقتراحات التي أصبحت محفوظة لدى المواطن عن ظهر قلب، لكن الجديد هذه المرة أن السيد الدكتور وجه هجوماً. ليس له ما يبرره نحو الإعلام، وكأن الإعلام يقود حملة للمضاربة بالدولار في السوق الموازي، أو كأنه يعلن بالمجان عن أماكن سماسرة العُملة وتجمعاتهم، أو لكأن الإعلام يضع خطط السادة المسؤولين عن إدارة الماكينة الاقتصادية، التي عجزوا للأسف عن تحريك عجلاتها، وهي الآن تسير (باللزة) والله كريم، والدكتور “محمد توم” قال للسادة المشاهدين إن انخفاض سعر الصرف مرهون بتحويلات المغتربين هذه البقرة الحلوب، التي تشفط الحكومة ثديها في أيام الرخاء والأيام العجاف، ونسي أن يلوم حكومته المنتظرة تحويلات المغتربين، أنه لم يفتح الله عليها بتقديم سياسات أو عروض جاذبة لهم حتى يندفعوا لتحويل أموالهم عبر البنوك السودانية، شنو الإغراءات التي قدمت للمغتربين أو الحوافز التي تجعلهم يتسابقون لتحويل تحويشة العُمر؟ وليس هناك أي ضمانات تؤمنهم أو تطمئنهم من السياسات الخرقاء غير المدروسة التي تجود بها عقليات بعضهم!! ثم واصل الدكتور الذي كان متفائلاً أكثر من اللازم حديثه قائلاً إن الخروج من هذا النفق لن تكون إلا بالاتجاه نحو الإنتاج الزراعي وتفعيل الصناعة طيب يا دكتور كلام حلو، لكنه معروف وما أظنه جبت الرايحة، لكن السؤال المهم هو منو البضع السياسات والإستراتيجيات لهذه النهضة والثورة والتحول الاقتصادي؟ إن شاء الله منتظرين الوزراء المطبقين يدينهم وقاعدين يتفرجوا واللا منتظرين الشعب السوداني هو من يفكر ويبادر ويعمل؟..
الدايره اقوله إن السيد “ترمب” ما كسب في المسؤولين عن القطاع الاقتصادي بأجمعهم خير، وهو يكشف ظهرهم ويزيح الستار عن تواضع أفكارهم وقلة حيلتهم وعدم مقدرتهم على الاقتحام وبذل الأفكار، التي تصنع التحول وتستفيد من الفرص الجديدة التي أتيحت عقب القرارات الأخيرة التي كنا نتوقع أن نشعر بنتائجها ولو بشكل بسيط يشير بأنه في انفراج قادم، لكن للأسف لا حياة لمن تنادي.. ولكِ الله يا بلد!!..
كلمة عزيزة
حملت بعض صحف الخرطوم أمس خبراً مفاده أن وزارة الكهرباء بصدد زيادة التعرفة بالنسبة للمجال الصناعي، ولو صح هذا الحديث فتبقى سنة سوخة لأن أي زيادة على هذا القطاع معناها زيادة تلقائية على السلع التي يتداولها المواطن، وطبعاً لا اظن أن أحداً سيخرج علينا متبرعاً بتوضيح أو شرح أو حتى تبرير، كما قرارات كثيرة اتخذت قبل وقتها إنها حلول اقتصادية وجراحات لابد منها، واتضح أنها ليست (حلولاً) لكنها (محلول) تضخه الحكومة في وريدها لتعيش أكثر وأكثر، ولا عزاء للمكتوين بنار الأسعار والدواء ورغيف الخبز.
كلمة اعز
منتهى التواضع والقناعة والرضا أبداها الفنان الكبير “عثمان الأطرش” في سهرة مائة دقيقة على قناة النيل الأزرق، رغم أن الرجل يشعر بكثير من الظلم والإهمال، لكنه من جيل رائع ومحترم وعينه مليانة، ياخي ماله لو قامت جهة ما بإهداء رجل عربية، يرفع بها رجله ويحفظ بها قدره كفنان ونجم من يتلقف المبادرة ويقول هأناذا.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية