بكل الوضوح
مسؤولون بدم بارد وصمت مستفز
عامر باشاب
{ ما زالت مناظر ومشاهد القبح التي تغطي ساحات ومساحات العاصمة التي تصيبنا يومياً بوجع القلب وتصلُّب الشرائيين.{ فالي متى يتمدَّد الإهمال ويطول الاستهتار.. وتتوالد الفوضى وتتكاثر العشوائية بولاية الخرطوم تماماً كما يتكاثر البعوض ويتوالد الذباب.
{ بالفعل أصبح الأمر عادياً، بل وأكثر من عادي أن تجد أكوام الأوساخ والنفايات وبرك المياه المتعفنة هي المشهد المعتاد الذي تسيَّد الملمح العام في كل الشوارع والساحات والأركان وسط الأحياء وداخل الأسواق.
{ وصار من الطبيعي أن ترى الصرف الصحي يتفجَّر ليملأ الطرقات بفيض المياه الآسنة والروائح الكريهة إلى أن صار (الصرف غير الصحي) بالفعل وكما ذكرنا من قبل مثالاً للتمرُّد الداخلي الذي يهدِّد بيئة الخرطوم عموم (تمرُّد لا تنفع معه مفاوضات ولا حوار).
{ وكما ذكرنا من قبل في أيام (بلدية الخرطوم) وزمانها الجميل كان المواطنون يشعرون بوجود من يتابعون الحالات الطارئة والحوادث المفاجئة (ماسورة انكسرت) (مجرى صرف صحي طفح) (حفرة ظهرت فجأة على الطريق) (عمود كهرباء انحنى ظهره بعد أن بلغ من الْكِبَرِ عِتِيًّا) (مجرى تصريف مياه انسده من مدة) وهكذا..
{ لكن الآن الحال الذي يغني عن السؤال يؤكد أنه لا توجد في البلديات إدارة أزمات ولا توجد غرف طوارئ ولا يوجد أهل الوجعة الذين يضعون الخطط العاجلة لتحسين وتطوير أوضاع السلامة العامة في كل المواقع.
{ حقاً مازلنا في حيرة من أمرنا تجاه المسؤولين في محليات الخرطوم ولا ندري كيف يرون أنفسهم وسط هذه الفوضى ومازلنا نتعجب من أين يأتون بالدم البارد والصمت المستفز؟.
{ فكلما سألهم ساءل عن القبح الواقع في كل المواقع تجدهم يبادرون برمي اللوم على المواطنين وسلوكهم غير الحضاري. { ومن هنا نقول لهم إذا كانت كثرة النفايات تسبب فيها المواطنون.
الحفر التي ملأت الخرطوم من أين أتت ومين الكان السبب؟.
{ نعيد الكرة ألف مرة وبكل الوضوح نقول تأكد بالفعل أن غالبية المسؤولين عندنا لا يخرجون من مكاتبهم ولا يعرفون شيئاً عن الشارع الموجوع والمواطن المفجوع. ويتحرَّكون فقط حول أنفسهم من على الكرسي الدوار
ولا يهمهم أن كانت واجباتهم تحتم عليهم متابعة كل صغيرة وكبيرة في محيط مسؤولياتهم ويظلون في جمودهم لا يحرِّكون ساكناً إلا بعد أن تتحوَّل المشكلة الصغيرة إلى كارثة كبيرة.
حقاً.. من أين أتى هؤلاء؟!.