مسامرات
فضائية “الكاردينال”
محمد إبراهيم الحاج
* كان أمراً عادلاً.. ومنطقياً أن تحلم جماهير الهلال العظيم بأن تكون لها فضائية تنطق باسمها، واسم فريقها الذي تعشقه حد الجنون.
فالفريق- سادتي- ليس فريقاً لكرة القدم فحسب_ هكذا تجملنا بسيرته وتاريخه- فهو مؤسسة وطنية إبداعية رياضية تقرب من أن تكون وطناً بحاله يحمل اسم (الهلال).
{ لذا كان طبيعياً أن تدب السعادة في قلوب كل (الهلالاب) شرقاً وغرباً، جنوبا وشمالاً ووسطت بانطلاق فضائية تحمل اسمه.. وكبرت معه تلك الأحلام في أن تكون الفضائية صوتاً قوياً يصدح بكل ما يهم أمر القبيلة الزرقاء.. مصحوبة بتخوفات من أن تكون الفضائية مجرد (بوق) لرئيس الهلال.. (تسبح) بحمد أياديه البيضاء على الهلال.. أو أن تستخدم كـ(مخلب) قط تردع خصومه.
{ زاد سقف توقعات النجاح بإسناد أمر الفضائية إلى مبدعين يقودهم “الشفيع عبد العزيز” وأركان حربه “أمير أحمد السيد” و”ياسر عركي” و”محمد عكاشة”.. كونهم الأقدر على صنع تميز الفضائية وتنوعها، لكن تقاصرت تلك الأحلام شيئاً فشيئاً بخروج العراب “الشفيع” وتبعه “أمير أحمد السيد” لتفقد الفضائية أكثر من نصف قوتها.
{ وبدأ مع البث حدوث ما تخوفنا منه بأن تم (تسخير) الفضائية التي تحمل اسم الهلال لتكون إحدى أدوات رجل الأعمال “أشرف الكاردينال” التي يستخدمها للتنكيل بخصومه في الانتخابات الأخيرة والتغني بأمجاده أطراف النهار وآناء الليل.. ولا تفتر الشاشة الزرقاء، تنشد، باذلة له شعارها العتيق هاتفة بحياة (قائد المسيرة) و(حادي الركب):
الجوهرة البنينا إن شاء الله بالزيادة
الكاردينال معانا بنحقق الريادة
{ وأضحت فضائية الهلال بكل ضخامة الاسم وعنفوان موجها الأزرق ليست سوى (سبية) في أيدي “الكاردينال”.. وباتت أشبه بالسفينة التي يتربع على صدر كابينتها يقودها أنى شاءت مصالحه.. ويرسيها متى ما احتاج إلى دعاية مستخدماً في ذلك اسم أكبر الكيانات الكروية في البلاد.
{ ظهر “الكاردينال” خلال الشهور القلية الماضية في أكثر من ثلاثة حوارات مطولة.. بالإضافة إلى ظهوره الراتب عبر النشرة الجوية والبرامج الأخرى.. حتى بات يخيل للرائي أن قناة (الهلال) و(كسكتة الكاردينال) سيان.. لا فرق بينهما.
{ آخر ما ابتدعته الفضائية هو بث فيلم يحكي مسيرة رئيس الهلال.. ولست أدري ما هي الفائدة التي سيجنيها جمهور الهلال (الممغوس) بنتائج الفريق أفريقياً.. وتلكؤه محلياً.. و(المفروس) من تحول حلمه إلى ما يشبه الكابوس.
{ فيلم يحكي عن “الكاردينال”.. سيناريو سيئ ابتدعته فضائية الهلال.
{ “وجدي ميرغني” مالك فضائية (أس 24) والمساهم الأكبر في قناة النيل الأزرق لم يظهر في كلتا القناتين سوى في أوقات محددة وبسياق محدد وموضوعي ومع ذلك انتقدته الأقلام المتابعة وعدّت الأمر استغلالاً لمنبر إعلامي.. ثم توقف بعد ذلك عن الظهور فيهما نهائياً.
{ “معتصم الجعيلي” مالك هارموني (حسنة الذكر) ظهر فقط مرتين طوال فترة بث القناة.. ولأمر معين وموضوعي.
{ “حسن فضل المولى” مدير قناة النيل الأزرق لما يقرب من عقدين من الزمان لم يظهر فيها يوماً واحداً متحدثاً.
{ ذات الأمر كان عليه “جمال الوالي” رئيس مجلس إدارة قناة الشروق.
{ وفي كل تلك الأحوال لم يكن ظهور هؤلاء مثيراً للغضب أو التساؤلات في حال كان ظهورهم في الإطار الموضوعي.
{ لن نلوم “الكاردينال” إذا أسس فضائية خاصة به وليطلق عليها اسم (الكسكتة) أو (كردنة) أو ما يريد.. فلن ينازعه في الأمر أحد.. وليقدم كل برامجها كما يفعل بعض أصحاب القنوات المصرية.. ويكون فيها المنتج والمعد والمخرج ومقدم البرامج والضيف الدائم.
{ لكن أن تكون الفضائية باسم الهلال النادي الذي يدين له بالحب والولاء والعشق الخرافي أكثر من نصف الشعب السوداني.. فإن الأمر هنا سيكون مختلفاً.. تختلف اشتراطات إدارتها في أن تكون صوتاً حقيقياً للأهلة ولإنجازاتهم ومناقشة قضاياهم.. وليس مجرد صدى صوت يعيد ترتيل أحاديث “الكاردينال”.
} مسامرة أخيرة
{ قناة الهلال لا تمثلني.. (مشجع هلالابي).