بكل الوضوح
الصحافة مهنة في محنة..!!
عامر الباشاب
{ (الزبالة) كلمة أو مصطلح سار وانتشر في الأوساط الإعلامية وخاصة على بلاط صاحب الجلالة (الصحافة) والمقصود بـ(الزبالة) المكرمة أو العطية أو المنحة المادية التي تعطي للإعلامي نظير تغطيته لفعالية تخص واحدة من المؤسسات الاقتصادية العامة والخاصة أو بعض الدواوين التي تقدِّر( الظرف).
{ وللأسف الشديد هناك مجموعة من الصحفيين أدمنوا هذا النوع من التغطيات مدفوعة القيمة وتخصصوا فيها وصاروا لا يستطيعون ممارسة أي شكل من أشكال العمل الصحفي من غير (زبالة) حتى أنهم عرفوا بين الناس بـ(الزبالين).
وصارت لديهم لغتهم الخاصة التي يتفاهمون بها مع من يحتاجون لخدماتهم من بينها (ولا حرف بدون ظرف) هذه تعني لن أكتب حرفاً في التغطية أو المادة الصحفية ما لم أضمن (الظرف) وكل ما كان الظرف (مدنكل) أي ملئ بالعملة الورقية من الفئات الكبيرة (ذات البقرة) كلما وجدت التغطية مساحة مقدَّرة ودرجة عالية من الاهتمام والإبراز.
{ وعلى هذا النحو صارت هناك الكثير من الأشكال الصحفية في الصحافة والورقية والإذاعية والتلفزيونية مدفوعة القيمة مثل (تغطيات الأخبار) وإجراء (الحوارات) والاستضافة في البرامج الإذاعية المسموعة والتلفزيونية المشاهدة.
{ وفيما يخص ظاهرة (تقدير الظروف) في الوسط الصحفي في الأول انحصرت الممارسة الصحفية مدفوعة القيمة على صغار المحررين الصحفيين، ولكن في الآونة الأخيرة ظهر مجموعة قيادات العمل الصحفي وكتاب الأعمدة ينشطون في مدارات تقدير الظروف حتى أنهم ظلوا يحتكرون السفر إلى الولايات التي يتنافس ولاتها في إكرام الصحفيين وتقدير ( الظروف الخاصة) لسادتهم الكرام .!!
{ وفي هذه الأيام يعيش صغار (الزبالين) حالة من الإحباط والاستياء والسبب دخول الحيتان الكبيرة إلى حارة الزبالين.
{ حقاً (الصحافة مهنة في محنة) ونسأل الله السلامة والعافية النفسية قبل الجسدية ونسأله إكرام الأكرمين أن يملأ قلوبنا بالتقوى واليقين الذي يجعلنا نرضى بما قسمه لنا وأن كان قليلاً يحفظ كرامتنا أفضل من كثير يعرِّض أقلامنا لـ(الانكسار) ويجعل وجوهنا مرمية على الأرض وأن طالت عمامتنا.
{ وضوح أخير:
{ ( إن أكرمكم عند الله اتقاكم) صدق رسولنا الكريم.