رأي

مجرد سؤال

شيء محير جداً!!
رقية أبو شوك

بالرغم من الحديث عن الرش بالطائرات في أحياء ولاية الخرطوم إلا أن منطقة جنوب الخرطوم ما زالت تعاني من آثار الخريف حيث المياه الآسنة التي أدت إلى توالد (البعوض) بكميات كبيرة.. بمعنى أن هذه الأحياء لم تشاهد رشاً بالطائرات أو بالأيدي. كما أن المياه ما زالت (راكدة)، حيث لم تأت عربة لشفط هذه المياه وازداد الحال سوءاً باختلاط هذه المياه الآسنة بالأكياس وأكوام النفايات وازدادت أعداد (البعوض) الذي أقلق المواطنين و(ساهر بهم).. فلا يستطيع المواطن أن ينام نومة هنيئة ساعة واحدة فقط ناهيك عن ثماني ساعات وهو عدد الساعات الموصى به علمياً.
هذه حالة البيئة التي نعيشها حالياً.. مياه آسنة و(الحشرات) بكل مسمياتها، واختلاط كل هذا مع النفايات.. والغريب في الأمر ونحن نعيش هذا الوضع المتردي تطرق الباب موظفة تحصيل النفايات وتقول: (عايزين رسوم النفايات) لأجد نفسي أرد عليها: (أي نفايات التي تتحدثين عنها؟) وتقول: (العربية أمبارح جاتكم) فأرد عليها ضاحكة وأشير إلى أكوام النفايات: (جات متين وليه ما شالت النفايات التي على أركان المنازل)، وأزيد بأننا تعودنا على حمل أكياس النفايات معنا ونحن في طريقنا للعمل لنرمي بها بعيدا.. بعد ذلك ذهبت لحالها وطرقت بقية المنازل، وسيكون ردهم نفس ردي.
الشيء (المحير) جداً كيف تتحصل رسوماً دون تقديم خدمة؟ وكما هو معروف فإن الرسوم مرتبطة بتقديم أجود الخدمات، لكن أن تأتي لتأخذ دون أن تقدم فإن هذا شيء (محير) جداً.. ولا أظن المواطن سيتردد في دفع الرسوم إذا كانت في الأصل هنالك خدمة تستحق ذلك.
كثيراً ما تناولت أمر النظافة عبر هذه المساحة.. لكن للأسف لم نجد الأذن التي تسمع.. فالحال ما زال نفس الحال حتى تعود المواطنون على ذلك (مياه آسنة ونفايات وبعوض وأصوات الضفادع).. ولكن الأصعب من ذلك انقطاع المياه.. هل تصدقون أن هنالك أحياء كثيرة عانت من انقطاع المياه في عطلة العيد وما زالت تعاني.. فالذي يستطيع أن (يساهر) مع المياه وهو ينتظر قدومها ليلاً قد يفوز بملء الصهريج مثلاً وعدد من (الجرادل) و(الباقات) لينعم اليوم الثاني بالمياه، ولأننا تعودنا وتربينا على الكرم السوداني الأصيل فقد يتقاسم الجار مع جاره المياه التي سهر من أجلها.. نعاني من انقطاع المياه والنيل قاب قوسين أو أدنى، والخريف كان مبشراً، حيث امتلأ النيل بالمياه التي جاءت من السماء مدرارا.
من المسؤول والمواطن أرهقته المعاناة، وازدادت معاناته والأسعار ما زالت مصابة بالجنون.. يذهب ليشتري احتياجاته فيجد الخضروات أسعارها مرتفعة، والسبب الترحيل ووعورة الطريق بسبب الأمطار.. يذهب للمتجر فيجد كل شيء قد ارتفع ويقول له التاجر السبب الدولار.. أما الدواء فحدث ولا حرج حيث الجن (الكلكي)، وقد لاحظت ذلك بالأمس بعد أن اشتريت بعض الأدوية الشهرية التي تضاعفت فاتورتها بنسبة كبيرة والسبب أيضاً معروف وهو (شماعة الدولار).
هذه الأشياء قد تقودنا جميعاً إلى المصحة ولسان حالنا يقول: (البعوض والروائح النتنة وأكوام النفايات وانقطاع المياه وارتفاع الأسعار)، ويضيف: (مع ارتفاع الأسعار أجيب من وين؟؟).. صحي يا جماعة نجيب من وين؟؟ من يجد الإجابة عن هذا السؤال فله جائزة.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية