مسامرات
متفرقات السبت
محمد إبراهيم الحاج
{ تداولت وسائل إعلام رسمية ومواقع تواصل اجتماعي قبل أيام خبراً عن نية المؤتمر الوطني إجراء تغييرات واسعة بقيادات عدد من مؤسساته الإعلامية مثل الشروق والتلفزيون القومي و(سونا) خلال الفترة القادمة.
{ كان الخبر جيداً ومبشراً، وأتى في وقته تماماً، خاصة أن البلاد تعيش مرحلة مخرجات الحوار الوطني الذي يعضد من قيمة الحوار والاعتراف بالثقافات الأخرى الأصيلة التي تبرز تباين البلاد وتنوعها وخصوصيتها.
{ ولكن لم تكتمل حلقات البِشر، فقد نفى المؤتمر الوطني سريعاً صحة الخبر القائل بإجراء هذه التبديلات.. وعادت الخيبة مرة أخرى لتحل محل البشارة.
{ كنا نتوقع هذه التغييرات كثيراً.. توقعنا أن تأتي الدولة بمديرين لهذه القنوات والصحف مبدعين.. وليسوا موظفين.. مديرون لهم النظرة الإعلامية الثاقبة القادرة على هضم فكرة أن هذه الأجهزة هي أجهزة قومية ملك لكل الشعب السوداني وليست للمؤتمر الوطني.
{ توقعناها تغييرات تأتي بمبدعين وليس مجرد موظفين مدجنين لا يعرفون سوى لغة الأوامر وإرضاء الجهاز التنفيذي.
{ لكن.. ليس كل ما يتمناه المرء يدركه..
{ طموحات قناة (أس 24) مشروعة في إقامة علاقات غير مسبوقة مع قنوات ومحطات فضائية عالمية.. الخطوة جيدة، يمكن أن تنقل كثيراً من التجارب على مستوى البرامج والمكون البشري إلى الداخل وتساهم في ترقية أداء الكوادر الإعلامية.. تجربة نرجو أن تتطور لتشمل قنوات أخرى.. ومع إمكانات الفضائية المالية الكبيرة يمكن أن تحدث اختراقاً إيجابياً غير مسبوق في العمل الفضائي السوداني.. لا نخشى على (أس 24) سوى من ردة معهودة في إدارتها عن مشاريع كهذه.. فهي معروف عنها أنها لا تحتفظ بالأشياء المميزة والكوادر الناجحة.
{ “حسين الصادق” مطرب جماهيري.. استطاع أن يخلق لنفسه أرضية وسط عدد كبير من المطربين الشباب.. قبل عدة أعوام كان “حسين الصادق” مجرد (ظل) لشقيقه “أحمد” الذي صعد بنجوميته إلى مراتب عالية.. لكنه انحدر سريعاً ووصل إلى مرحلة ما قبل التلاشي.. في الوقت الذي صعد فيه “حسين” بسرعة الصاروخ بجده ومثابرته واجتهاده.. “حسين” يستطيع أن ينقل تجربته إلى أراضٍ جديدة، فهو شاب ذكي ومثابر وله القدرة على قراءة مطلوبات الساحة بصورة جيدة بالإضافة إلى موهبته.. كما أنه تجاوز مرحلة (الانبهار) بالنجومية وتجاوز مطباتها دون أن ينزلق إلى منحدراتها كما فعل آخرون.
{ ما أقصده بآخرين انحدروا إلى مزالق النجومية هنا هو المثال الحي الذي يسوق له يومياً المطرب الواعد “أحمد فتح الله” الذي (يقضم) من رصيده كل ظهور إعلامي له.. فهو تحوّل خلال شهور قليلة من شاب متزن بالغ التهذيب إلى مجرد مراهق يافع يتأذى جمهوره منه بلسانه قبل خصومه.. لكنه لم يعِ مطلوبات أن يكون نجماً جماهيرياً بين عشية وضحاها.. وإذا استمر (البندول) بهذه الطريقة فإنني أتوقع أن يكون صاحب أسرع نهاية لتجربة مطرب في تاريخ الغناء السوداني.
{ استمعت إلى تسجيل إذاعي للفنان الكبير “عبد الكريم الكابلي” يقدم من خلاله (محاضرة) أرجو أن يتم تعميمها لكل الفنانين الشباب الآن، يتحدث من خلالها عن الراحل “حسن عطية” الذي اشتهر بالغناء له.. يسرد “الكابلي” من خلال التسجيل الأسباب التي دعته إلى الغناء لـ”عطية” بمبررات موضوعية تكشف العمق الكبير الذي يتمتع به “الكابلي” في نظرته للغناء لآخرين.. تمنيت أن يستمع كل الفنانين الشباب الذين يتسابقون في إيذاء أسماعنا بأيقونات المطربين الراحلين صباح مساء دون أن تهتز لهم (حنجرة) ولا يعرف أغلبهم أسماء المطربين ولا شعراء الأغاني.. بل الأدهى أن بعضهم لا يعرف حتى اسم الأغنية التي يرددها.. ألم أقل لكم إنه زمن التردي الفني؟!
} مسامرة أخيرة
في القديم الماهو راجع ولىّ حامل كل ماضي
في نخيلاً خر خاشع قضى عمرو الافتراضي
في زماناً شفتو دنقر وخم هم الدنيا جاني
في الخيال تتراءى صورتك بؤرة في عمق الليالي
ومن بعيد يرتادني صوتك لحظة ما فارق خيالي
“الحبيب”