بكل الوضوح
المطلوب.. بعد الحج؟!
عامر باشاب
{ في هذه الجمعة المباركة أول جمعة بعد انتهاء مناسك الحج أفسح مجال (بكل الوضوح) لواحدة من الخطب الدينية الرائعة الشيخ “أمير بن محمد المدري” إمام وخطيب مسجد الإيمان باليمن الشقيق خص بها الحجاج العائدين من الأراضي المقدسة بعد أداء فريضة الحج وحثهم للحفاظ على الطاعات حيث قال الشيخ الأمير:
بعد انتهاء مناسك الحج ما المطلوب منا؟! هل سينتهي ذكر الله بهذه المناسك؟
اسمعوا ماذا يقول الله تعالى: (فَإِذَا قَضَيْتُم مَّنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُواْ اللّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْراً فَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ وِمِنْهُم مَّن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ * أُولَـئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِّمَّا كَسَبُواْ وَاللّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ).. “البقرة”.
وانقسم الناس بعد ذلك إلى قسمين، قسم همه الدنيا يعيش لها، حريص عليها، مشغول بها، حتى دعائه للدنيا، هؤلاء يعطيهم الله نصيبهم في الدنيا إذا قُدر لهم ولا نصيب لهم في الآخرة..
وفريقاً آخر أفسح أفقاً وأكبر نفساً لأنه موصول بالله يريد الحسنة في الدنيا ولا ينسى نصيبه في الآخرة.. (مَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِن نَّصِيبٍ).. “الشورى”.
ويأتي تقسيم آخر للناس بعد آيات الحج يُقسم الناس إلى صنفين، الأول صنف يتناقض ظاهره مع باطنه، يدّعي الإصلاح للأرض وهو يُفسدها ومع ذلك يحلف ويُشهد الله على ما في قلبه، قبل أن يتولى يقول سأفعل، سأبني، سأصلح الأرض ولكن ما أن يتولى حتى يكثر في الأرض الفساد والدمار، وإن قيل له اتق الله تكبّر وأخذته العزة بالإثم مصيره في الأخير جهنم وبئس القرار.. (وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَام * وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيِهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الفَسَادَ * وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ).. “البقرة”.
والصنف الثاني صنف باع نفسه ابتغاء مرضات الله وسلّمها كلها لله لا يبغي من ذلك شيء، مؤمن خالص لا مداهنه ولا رياء.. قال تعالى: (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ وَاللّهُ رَؤُوفٌ بِالْعِبَاد).. “البقرة”.
إن من حكم الحج العظيمة غرس عظمة الله في القلوب والاطمئنان بذكره في كل حين، فذكر الله بعد الحج.. (فَإِذَا قَضَيْتُم مَّنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُواْ اللّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْراً).