رأي

مسامرات

بلا تخدير
محمد إبراهيم الحاج

{ يسطع في ذهن بعض المغنين الجدد الذين سلّطت عليهم الأضواء الإعلامية بكثافة مؤخراً أنهم قد وصلوا إلى أعلى درجات (النجومية).. ويخالون أنهم بلغوا منتهى ما يصله مغنٍ بعد أن أطلق الإعلام السائب في بعض الأحيان على بعضهم صفة (نجم) و(فنان)، فانتشى كثيرون بذلك وباتت خياشيمهم تتنفس عبق الشهرة أو القبول دون أن يدروا للحظة أن كثافة الأضواء يمكن أن تعمي أبصارهم عن رؤية مواقع أقدامهم.. فيدبون بها بغير هدى.. ما يجعلهم عرضة للانزلاق في أية لحظة وتهشيم (عظامهم) الفنية بما لا تجدي معها أية (جبيرة) لترميم تلك الكسور.
{ كثيرون استمرأوا ذلك الطريق.. ويسيرون فيه الآن.. تعمي تلك الأضواء بصيرتهم.. هؤلاء لم يتعظوا بتجارب من سبقوهم الذين شغلوا الناس كثيراً لكنهم لم يكونوا يملكون مشروعاً غنائياً واضحاً فانتهوا إلى مجاهيل النسيان.
{ أين هم الآن مطربون أمثال “شريف الفحيل” و”خالد حسن” و”نايل” و”أمجد شاكر” وغيرهم ممن ساند الناس موهبتهم، وشغلوهم لكنهم تلاشوا سريعاً لأنهم لم يكونوا يملكون ما يقدمونه.
{ إذا تداعت مشاريع من سبقوكما.. فتبينوا خطواتكما يا “مأمون سوار الدهب” و”أحمد فتح الله”.
} نقاط فنية
{ في برامج العيد لهذا الموسم تشابهت القنوات حد التكرار مثلما هو العهد بها في كل موسم إنتاجي.
{ بعض القنوات نجح في الخروج من حالة الرتابة المعهودة بتخصيص زمن مقدر للمواهب الغنائية والشعرية المبشرة.. وقدمت قناة النيل الأزرق من أظنهما أبرز موهبتين صاعدتين لهذا الموسم، وهما الشاب “عبد السلام” و”فهد البشرى” في (عيدية مختلفة).. كسرت بها جمود الاعتماد على النجوم الجماهيريين.
{ الحلقة التي بثتها قناة (أس 24) وقدمها المذيع “محمد عثمان” مع “إنصاف مدني” و”طه سليمان” و”جمال فرفور” والشاعر د. “علي الكوباني” حاولت أن أعرف سبب تجميع كل حجارة (الجلاكتيكوس) في حلقة واحدة فلم أجد مبرراً موضوعياً.. لم يخرج المشاهد بجديد منها، فذات الأغاني التي ظل الثلاثي يقدمها تم ترديدها خلال الحلقة.. وذات الابتسامات الصفراء والذكريات المعادة.. وإن كان ثمة شيء يميزها سلباً فهو بالتأكيد حالة (الهزار السمج) بين “طه” و”إنصاف” و(الونسة الدكاكينية) التي اتصفت بها الحلقة ولا ترقى حتى لمستوى (ونسة صحبان داخل الحي) فما بالك بأن تكون سهرة تبث خلال العيد!!
{ الحلقة التي قدمتها “سلمى سيد” مع “عبد الله حسن البشير” و”طارق حمزة” مدير سوداتل والفنان “كمال ترباس”، لم تخرج أيضاً من سياق الرتابة التي درجت عليها الفضائيات.. رغم محاولات “سلمى” المتكررة بث روحها وخطابها الإعلامي النخبوي لإكسابها شيئاً مميزاً، إلا أنه لم يتم إقناعنا بالسبب الموضوعي لحشد هذه الشخصيات المتفرقة والمتباينة في حلقة واحدة.
} مسامرة أخيرة
{ أبدع ما شاهدته خلال عطلة العيد كان الفيلم المصري (الكنز) الذي أعاد فيه الممثل المصري “محمد سعد” اكتشاف نفسه وابتعد فيه عن الأدوار النمطية التي اتخذت مؤخراً طابع (الهزل) والاستظراف و(الحركات البهلوانية) وكاد أن ينسف كل نجاحاته التي حققها في أولى بطولاته المطلقة في شخصية (اللمبي).. وكانت مفاجأة الفيلم ظهور الممثل السوداني الكبير “محمد السني دفع الله” في دور جديد ومهم من خلال تجسيده شخصية مالك أسرار الكنز، ولفت إليه الأنظار بتلقائيته وعفويته ووجد تجاوباً كبيراً من مشاهدي الفيلم الذي تقدمه سينما (مول عفراء) هذه الأيام.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية