بكل الوضوح
نزع (الضغائن) قبل جمع السلاح!!
عامر باشاب
{ ظل كل الشعب السوداني خلال الأيام الماضية يتابع باهتمام شديد بدء عملية جمع السلاح من مواطني ولايات دارفور إنفاذاً للقرار الرئاسي الذي أصدره مؤخراً فخامة رئيس الجمهورية المشير “عمر حسن أحمد البشير”، مع التشديد على أن يكون حمله مقتصراً فقط على القوات المسلحة والنظامية دون غيرها باعتبار أنها المعنية بتحقيق الأمن والاستقرار وحماية المواطنين.
{ وهي بالتأكيد خطوة في المسار الصحيح، لأن السلام والسلاح لا يلتقيان.. انتشار السلاح بصورة عشوائية يعني إفشال أي مبادرة سلام.
{ وجمع السلاح يعني البداية الحقيقية لإحلال السلام الشامل وبسط هيبة الدولة والقانون في دارفور، بل وفي كل أنحاء البلاد لأن انتشار السلاح العشوائي في دارفور يمتد خطره إلى كل شبر في أرض السودان.
{ تبقى أن نقول لا بد لقادة حكومات ولايات دارفور أن يستفيدوا من أجواء جمع السلاح وانحسار حركات التمرد في الإقليم لتصفية ما في النفوس، وإطلاق مبادرات نزع فتيل الفتنة الذي زرعه الأعداء بين القبائل الدارفورية من خلال إشعال نار عصبية القبيلة التي أنبتت هناك ضغائن وبيلة جعلت أبناء البلد الواحد يتحاربون لأتفه الأسباب.
{ نعم، لابد من إزالة الاحتقان بين أهالي دارفور حتى تعود دارفور لسيرتها الأولى.. دارفور أرض حفظة القرآن التي كانت تتجمع قبائلها في صف واحد لحمل كسوة الكعبة المشرفة.. ودارفور التي كان الحجاج يأتون إليها من كل فج عميق بالبلاد الأفريقية المجاورة وغير المجاورة، ليمروا في أمن وأمان عبر وديانها للوصول إلى الأراضي المقدسة.
{ ودارفور التي ارتبطت أخبارها بالاحتراب والنزاعات والتمرد، لابد أن ينتقل اسمها ويقفز إلى مرحلة أن تتصدر المحطات الفضائية العالمية بأخبار نفرة النهضة والتنمية والإعمار.
} وضوح أخير
{ يجب إشراك المبدعين في المجالات كافة، مطربين ودراميين، في عملية ترسيخ السلام الاجتماعي والتوعية والإرشاد بأهمية تسليم أي سلاح مهما كان نوعه وحجمه للسلطات، وقبل نزع السلاح لابد من نزع الضغائن من الصدور وإطفاء نار الفتنة ونبذ التعصب للقبيلة.