تقارير

الوجوه الجديدة لقطاعات (الوطني).. أبرز الملفات والتحديات

“جمال محمود” و”معتز موسى” وآخرون
تقرير – محمد جمال قندول
لا زال صدى التغييرات التي أجراها الحزب الحاكم المؤتمر الوطني في أروقته وتحديداً رؤساء القطاعات الداخلية تسيِّطر على واجهة الأحداث بصورة متجددة، خاصة وأنها جاءت في توقيت بدأ فيه الوطني يستعد فعلياً للانتخابات، التي ستكون ماراثون تحدٍ حقيقي للحزب، الذي بقي على سدة الحكم لـ (28) عاماً. وببزوغ  عام 2020 سيكون قد أتم (3) عقود، قدم خلالها الكثير من الإنجازات، وبالمقابل حوت إخفاقات، لأن من طبيعة الأشياء أن تصاحب أي مشروع  بعض السلبيات إلى جانب الإيجابيات.
لا زال صدى تغيير وجوه قديمة بأخرى جديدة، لتقود قطاعات مهمة يشغل بال المراقبين، بجانب أنه سيظل يسيطر على أعضاء الحزب الحاكم، لكون أن القطاعات ستشهد إعادة هيكلة خلال الأيام القليلة القادمة، الأمر الذي سيجعل من مغادرة وجوه وظهور أخرى، حتمية واقعية لمتطلبات عملية التغيير الكبيرة، التي يشهدها (الوطني)، منذ أن أجيزت في مكتب قيادي جامع بقيادة رئيس الحزب المشير “عمر البشير” ومساعده المهندس “إبراهيم محمود” وأعضاء المكتب القيادي .
القطاع السياسي .. ملف الانتخابات
القطاع السياسي، أحد أهم القطاعات التنظيمية بالوطني، وقد أسند إلى القيادي ووزير الدولة بمجلس الوزراء “جمال محمود”، الذي كان رئيساً للقطاع الفئوي. ويتوقع المراقبون أن يحقق “محمود” النجاح المطلوب، ويقود دفة الحزب نحو  عام 2020م، بنجاح كبير لاعتبارات كثيرة، أولها أنه ظل يتنقل بين المواقع التنظيمية بالحزب منذ فترة طويلة، وترأس قيادة أحد القطاعات النشطة، وهنا المقصود القطاع الفئوي، الذي يضم بين طياته جميع فئات المجتمع السوداني، وبالتالي اكتساب المهارة بالتعامل مع جميع الكيانات، وأشكال التجمعات، بجانب أنه ظل قريباً من الرئيس “البشير” ونوابه، وكان قريباً من تولي نائب رئيس الحزب ومساعداً لرئيس الجمهورية، خلفاً لدكتور “نافع علي نافع”، ولكن تم تحويل دفة الاختيار حينها إلى البروف “إبراهيم غندور”، قبل أن ينتقل إلى الخارجية، ويأتي المهندس “إبراهيم محمود” خلفاً لـ “غندور”.
“جمال محمود” كان قد كشف في تصريح لـ(المجهر)، على هامش عملية التسليم والتسلم التي تمت ظهر (الخميس) الماضي، عن تشكيل لجنة حزبية للعمل على وضع ورقة إطارية تعنى ببحث الطرق المختلفة والخيارات لخوض الانتخابات العامة المقرر إجراؤها في عام 2020م، مبيِّناً أن تلك اللجنة أسند إليها تقويم تجربة وخطاب الحزب، فضلاً عن مراجعة البرنامج الانتخابي السابق، يعقبها إعلان ترشيحات الحزب للمواقع المختلفة، قاطعاً بأن طرح اسم مرشح الحزب لرئاسة الجمهورية سابق لأوانه.
 وأعلن “جمال محمود” عن برامج جديدة من شأنها تحقيق المزيد من الاستقرار والسلام والتقارب مع القوى السياسية،   لافتاً إلى أن تجربة الحوار الوطني التي شاركت فيها جميع القوى السياسية ستنتج العديد من الأطروحات الجديدة، لتحقيق مزيدٍ من الالتفاف والتعاضد حول المشتركات الوطنية.
ويتوقع المتابعون للشأن السياسي بالبلاد بأن يكون التحدي الأبرز الذي سوف يواجه “جمال محمود” هو الانتخابات المرتقبة بـ 2020م، خاصة وأن الوطني لا يريد تكرار ما حدث في انتخابات 2015م، التي شهدت إقبالاً لم يكن بقدر التوقعات، خاصة وأن الماراثون التنافسي بعد عامين ونصف العام، سيكون مجابهاً بأحلام الكثير من الأحزاب التي تنوي المشاركة فعلياً لقياس جماهيريتها، أبرزها المؤتمر الشعبي، الأمر الذي يتطلَّب عملاً كبيراً، خلال الفترة المقبلة، بجانب أن “جمالاً” سيستمر في الإشراف على إنفاذ  البرامج الجارية  منذ الهيكلة القديمة.
ويتوقع، أيضاً، بأن يجد نواب رئيس القطاع وهم “أمبلي العجب” و”حامد ممتاز” واللواء “عبدالله صافي النور”، النجاح المطلوب، خاصة، وأن “أمبلي” و”ممتاز” بالقطاع السياسي منذ فترة ليست بالقصيرة، في حين كان اللواء “عبد الله صافي النور” مرشحاً بقوة خلال الفترة الأخيرة، لترؤس قطاع الإعلام، الذي آل لـ”معتز موسى”.
قطاع الإعلام..تركيز كبير
قطاع الإعلام بدوره كان لافتاً للتغيير التي طاله، وجاء بـ “معتز موسى” رئيساً للقطاع و”أسامة الريس” و”تهاني عبد الله” نواباً له. ويتوقع أن يتم التركيز من كبار قيادات الدولة والحزب عليه، خاصة  وأن الوطني مقبل على فترة تتطلب جهوداً إعلامية كبيرة جداً، خلال الفترة المقبلة. وعلى الصعيد العام ينتظر أن يلعب الإعلام دوراً مهماً بتبصير الناس بحقوقهم، بجانب عكس ما يجري من سياسات وإجراءات ذات صلة قضايا للمواطن بصورة موضوعية، خاصة وأن الشعب محاصر بظروف اقتصادية صعبة تتطلب أدواراً مهمة لهذا القطاع لتنويرهم  بالحقيقة التي ظلت تغيب خلال الفترات الماضية، بجانب أنها تشكِّل تحدياً مهماً لمجابهة القوى المعارضة، التي باتت تحتمي بالإعلام الإلكتروني تحديداً لنشر الإشاعات، وتدويل كل ما يجري بالداخل، الأمر الذي يتطلَّب مواجهة هذا الأمر بصورة موضوعية، بجانب ملف الانتخابات الذي سيكون الملف الأبرز     لـ “معتز” في كيفية إنجاز مشروع إعلامي يغطي أهداف الحزب خلال الفترة المقبلة. ويتوقع المراقبون نجاح “معتز” الذي يعد من الملمين بدروب وخبايا العمل الإعلامي، إذ أنه كان مديراً لمركز الإنتاج الإعلامي، بجانب أن شخصيته التوافقية وقدرته على خلق علاقات متعددة بجانب أنه من أفضل الكوادر التي دفع بها الحزب خلال السنوات الأخيرة، وكل ذلك يجعله مرشحاً للنجاح في مهمته.
فيما يتوقع أن تكون وزيرة الاتصالات واحدة من أبرز الوجوه التي فرضت نفسها بقوة على طاولة الوطني، د. “تهاني عبد الله”، تشرف على الإعلام الإلكتروني، بحكم خبرتها بهذا المجال بجانب أهميته، خاصة وأن أغلب الآراء السلبية والمعارضة باتت تنشط فيه، عاكسة رؤيتها بصورة جريئة، بجانب أنه ظل يشكِّل هاجساً للحزب الحاكم وللدولة التي تحرَّكت مؤخراً، بمطالبة رئيس الجمهورية بتشديد العقوبات على مروِّجي الشائعات، وتفعيل قانون المعلوماتية، فيما ينتظر أن يساهم “أسامة الريس” بصورة فعَّالة في أنشطة القطاع الإعلامي.
وعلى نحو مفاجئ جداً، أُعفي وزير الحكم اللا مركزي ورئيس القطاع التنظيمي، د.”فيصل حسن إبراهيم” من موقعه، وحل بديلاً له “أزهري التيجاني”، في سيناريو كان الأبرز في التغييرات. وذلك استناداً على أن “فيصل” لم يكن وراداً أبداً إقصاؤه من القطاع، في هذا التوقيت المهم، غير أن صراعاته مع بعض قيادات الدولة، جعلته يغادر موقعه، والإتيان برجل خَبِر دروب التنظيم منذ سنين الإنقاذ الأولى، رغم مراراته التي جعلته متهماً بالفساد، قبل أن ينال البراءة، ولم يكن متوقعاً بأن يعود مجدداً إلى واجهة الأحداث.
تنتظر “أزهري” جملة من التحديات خاصة فيما يتعلق بعضوية الحزب ومعرفة كل صغيرة وكبيرة عنها مع اقتراب الانتخابات، التي سيعتمد خلالها الوطني على المعلومات الواردة من هذا القطاع، في حين يتوقع أن يغادر “فيصل حسن إبراهيم” موقعه الوزاري، كذلك خلال الأيام القادمة والتوجه كـ”والٍ” إلى إحدى الولايات بدارفور.
تفعيل الفئات
ويتوقع أن يواجه القطاع الاقتصادي برئاسة د. “حسن أحمد طه”، ونوابه أ.د. “أحمد مجذوب”، و”محمد يوسف” أبرز التحديات المشكلات الاقتصادية، التي تتفاقم مع ارتفاع الأسعار بصورة جنونية وعدم الوصول إلى حلول لتخفيف أعباء المعيشة على  المواطن، الأمر الذي يجعل القطاع الجديد تحت الضغط بصورة دائمة، خاصة وأن قيادات الدولة تعوِّل على هذا القطاع لحل المشاكل، وبالتالي جذب المواطنين نحو برنامج الوطني الانتخابي.
وبحسب التعديلات، أيضاً، أصبح م. “الصادق فضل الله صباح الخير” رئيساً للقطاع الفئوي، حيث يواجه ملفات الإعداد الجيد للفئات وكيفية تفعيلها لمواجهة الانتخابات، فيما يتوقع أن ينجح رئيس قطاع العلاقات الخارجية “كمال إسماعيل”، بموقعه الجديدة لكونه خبر العمل الدبلوماسي من واقع خبرته كوزير دولة للخارجية. 
على صعيد الأمانات فإن أمانة العلاقات السياسية، كان متوقعاً أن تؤول إلى د. “عبيد الله محمد عبيد الله”، بحكم أن له تجارب ناجحة بإدارة الملفات السياسية باقتدار شديد، فيما يتوقع، أيضاً، أن ينجح وزير النقل “مكاوي عوض” في قيادة  أمانة العاملين، لكونه قريباً جداً من هذا القطاع بحكم موقعه، بجانب أنه من الكوادر القديمة التي تمتلك إمكانيات ضخمة.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية