بعد ومسافة
ج كردفان.. يا جميل.. يا “حلو”
مصطفى أبوالعزائم
فرحة عارمة اجتاحت كل جنوب كردفان بعد البيان الشجاع الذي أصدره القائد “عبد العزيز آدم الحلو” رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان يوم (الخميس) الماضي، وأعلن من خلاله وقفاً للعدائيات في المنطقتين يمتد لستة أشهر تبدأ من الحادي والثلاثين من يوليو 2017م وتنتهي في الحادي والثلاثين من يناير عام 2018م.
الفرحة تجاوزت جنوب كردفان وجبال النوبة والنيل الأزرق لتمتد إلى كل السودان، وهي فرحة جعلت من افتتاح مهرجان السياحة والاستثمار بولاية جنوب كردفان حدثاً إنسانياً وثقافياً وسياحياً واقتصادياً وسياسياً عظيماً، وقد استحق القائد “عبد العزيز آدم الحلو” التصفيق والإشادة، وهو يرد على تحية السيد رئيس الجمهورية المشير “عمر حسن أحمد البشير” بتحية مماثلة، ويرد على تحية والي ولاية جنوب كردفان اللواء أمن الدكتور “عيسى آدم أبكر” بتحية لا تقل حرارة عن تحيته ومخاطبته له وإعلانه عن استعداده للتنازل الفوري عن منصبه لصالح السلام.
تحية خاصة للأخ الكريم “عبد العزيز الحلو” الذي وجد نفسه سجيناً داخل قفص قديم صدئ يمثل أحلام “عقار” و”عرمان” في سلطة بلا استحقاقات لتصبح أحلامهما مثل أحلام العصافير المحدودة في عالم واسع يموج بالحياة ويصطخب بالحركة الفاعلة من أجل الناس والأوطان.. فكان أن تمرد النسر على القفص، وخرج ليحلق في الأعالي، وتحلق معه أحلام أهله وكل الذين خدعتهم الشعارات البراقة الخادعة ليكتشفوا بعد الاقتراب من حامليها، أنها كانت وهماً كبيراً يسعى من خلاله “عقار” و”عرمان” إلى تخدير أبناء المنطقتين به حتى يسهل قيادهم وجرجرتهم وراء الأحلام المتواضعة لتحقيق الأجندة الشخصية.
كنتُ أتوقع شخصياً أن يشارك القائد “عبد العزيز الحلو” في حفل افتتاح مهرجان السياحة والاستثمار والسلام الثاني في مدينة (كادوقلي)، وكنت حريصاً على تلبية الدعوة التي وصلت إليّ من السيد الوالي وحكومته لو لا غياب بعض المعلومات حول موعد السفر، والتي عالجها الأخ الكريم الأستاذ “عادل سنادة” قبل يومين من انطلاقة الرحلة، لكن التزامي ببرامج وارتباطات أخرى حال دون أن أشارك في العرس الكردفاني العظيم.
أعود لمشاركة القائد “عبد العزيز الحلو” في افتتاح المهرجان، وكنت قد علمت من مصادر خاصة، بأن هناك اتجاهاً داخل الحركة الشعبية شمال للمشاركة في حفل الافتتاح حتى أنني أسررتُ بذلك لرئيس تحرير هذه الصحيفة الأستاذ “صلاح حبيب” وذكرت له أن لديّ مصادر موثوقة ألمحت إلى ذلك، لكن يبدو أن بعض الأحداث داخل قيادة الحركة الشعبية أدت إلى التأجيل.. ولكن تعالوا نتخيل معاً أن “الحلو” قد شارك في حفل الافتتاح وأن بيانه جاء من المنصة الرئيسية ضمن خطاب رسمي يلقيه بمناسبة مشاركته في افتتاح المهرجان – تُرى كيف سيكون استقبال أهل السودان عامة وأبناء جنوب كردفان والنيل الأزرق خاصة، لذلك الأمر؟
مئات الآلاف سيخرجون إلى الشوارع والطرقات، ومئات الآلاف من الطلقات سيتم إطلاقها في الفضاء ابتهاجاً بهذه المناسبة، وسيتم قطع الطريق أمام المتاجرين بقضايا المنطقتين وسيبحث كل من “عقار” و”عرمان” ومن بقيّ معهما عن غابة معزولة يدارون فيها خيباتهم السياسية ويئدون داخلها أحلامهم الصغيرة للأبد.
مساء (الجمعة) الأول من أمس، كنت أتحادث هاتفياً مع الأخ الكريم الأستاذ “محمد شريف الباقر” نائب رئيس اللجنة العليا للمهرجان ووزير المالية بولاية جنوب كردفان، حول المهرجان والترتيبات والتوقعات وسألته عن مشاركة قيادات الحركة، فأجاب بأن بعض منسوبي الحركة دون المستوى القيادي، كانوا حضوراً ومشاركة في الفعاليات.. وربما شاركت قيادات في ختام المهرجان.
إن حدث ذلك – وهو وارد – فسيكون هو أعظم نصر يحققه القائد “عبد العزيز الحلو” على خصومه أعداء السلام، وسيغني له الجميع .. يا جميل يا حلو.