رأي

مجرد سؤال

الأسعار تزداد جنوناً والبيئة تزداد تردياً!!
رقية أبو شوك
الأسبوع الماضي تناولت عبر هذه المساحة مقالاً بعنوان (جنون الأسعار) وأوردت قائمة مطولة بالأسعار بعد أن تجولت بعدد من السوبر ماركت لشراء بعض الاحتياجات، حيث لاحظت خلال الجولة كما أشرت إلى الارتفاع الكبير لمعظم السلع ذات العلاقة المباشرة بالمواطن.. بمعنى السلع التي لا غنى عنها وهي كالماء تماماً الذي خلق الله تعالى منه كل شيء حي.
الأسعار لم تتوقف عند المكان الذي أوردناه الأسبوع الماضي بل سارت بخطوات متقدمة جداً وقفز كيلو الضان إلى (140) جنيهاً بدلاً عن (120) وطبق البيض إلى (90) جنيهاً، والرطل من الزيت بلغ (20) جنيهاً الأمر الذي يترك العديد من الأسئلة من شاكلة: لماذا هذا الارتفاع في أقل من أسبوع والسلع هي نفسها التي كانت معروضة الأسبوع الماضي؟
أين دور وزارة المالية والتخطيط الاقتصادي في هذا الجانب؟
نعم السوق حر، وهنالك سياسة تحرير متبعة منذ أوائل التسعينيات، لكن التحرير لا يعني الفوضى فلابد من إحكام الرقابة على السوق حتى وإن تجاوزنا سياسة التحرير لفترة زمنية محددة، فقط من أجل عودة السوق إلى رشده ومن ثم إرجاع السياسة إلى ما كانت عليه حتى لا يؤدي ذلك أو يقول البعض من الاقتصاديين إن هذا اختراق لسياسة التحرير.
فالأسعار (انقلبت) على رأسها وبدأت في (الجن) بعد الانفصال مباشرة وازداد الهلع وسط التجار ووفقاً لهذا الهلع و(النظرية العجيبة) ارتفعت أسعار العملات وتزداد في الارتفاع يوماً بعد الآخر حتى تجاوز سعر الدولار الآن أكثر من (22) جنيهاً. الدولار يرتفع والمحال التجارية ترفع الأسعار والسبب الدولار  بالرغم من أن السلع الموجودة بالمحال (ياها ذاتها) قبل ارتفاع الدولار أي لا علاقة لها بارتفاع الدولار، لكن التاجر يزيد من الأسعار بحجة أن البضاعة الجديدة ستكون بالسعر الجديد للدولار بالرغم من أنه قد اشترى سلعه بالسعر المنخفض، لكنه يجاري الدولار لأنه لا يجد من يراقبه ويحاسبه ويشدد عليه.
نذهب للمحال مضطرين لشراء الاحتياجات المعيشية وينفد كل ما في الجيوب لنموت فقراً ومرضاً لأنه ليس بوسعنا أن نتعالج في ظل الارتفاع الجنوني لأسعار الأدوية أيضاً.. هذا هو واقع الحال الآن!!
حقيقة هذا الحال أصبح مزعجاً جداً للمواطن، كونه لا يستطيع أن يوفر لأسرته سواء كبيرة أو صغيرة أبسط المتطلبات اليومية.. يصاب بالإحباط بهذه الأشياء، ويزداد إحباطاً عندما يذهب ليتوضأ مثلاً ليجد المياه مقطوعة وربما يستمر هذا يوماً كاملاً ثم تأتي لسويعات وتعاود الانقطاع مرة ثانية وهكذا… والغريب في الأمر أن المواطن يدفع فاتورة المياه كاملة، ومن المفترض أن يكون مقابل ذلك خدمة مستمرة ولكن..!!
وعندما يحين وقت الراحة والنوم ليلاً يزعجك (الناموس والبعوض) ويزيد من الألم والأرق والسهاد.. يتكاثر (البعوض والناموس وكل الحشرات المزعجة) بسبب تراكم الأوساخ والنفايات بالأحياء وشوارعها ولا تجد من يحركها وحينها تترك رائحة كريهة تزكم الأنف وتتسبب في الأمراض الفتاكة والقاتلة.. أين نحن من بيئة خالية من الآثار السالبة؟! بيئة نقية نظيفة نستنشق روائحها الندية.
فيا مجلس البيئة أنقذنا مما نحن فيه.. نكاد أن نموت مرضاً وغيظاً لأننا نرى الموت من كل مكان.. لمن يشكو المواطن وأنتم تعلمون تماماً أن هذه مسؤوليتكم، أن توفروا لنا بيئة خالية من الأوساخ ونظيفة حتى لا يصبح الهمّ همين.. همّ الجوع بسبب ارتفاع الأسعار وهمّ المرض بسبب تردي البيئة وارتفاع أسعار الأدوية.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية