تقارير

رئيس الوزراء في افتتاح دورة تشريعي الخرطوم.. رسائل وتوجيهات

والي الخرطوم: سنحل مشكلة المواصلات خلال العام الجاري
تقرير ـ هبة محمود
لم يكن صباح يوم أمس (الاثنين) أمام المجلس التشريعي ولاية الخرطوم كسائر الأيام، فحالة من الاستنفار تتسيد المشهد بعد أن بلغ الاستعداد ذروته تأهباً لاستقبال الفريق أول ركن “بكري حسن صالح” النائب الأول لرئيس الجمهورية رئيس مجلس الوزراء القومي، وكذا والي الخرطوم الفريق أول مهندس ركن “عبد الرحيم محمد حسين” وجميع القيادات التشريعية والتنفيذية والوزراء والمعتمدين، لحضور افتتاح أولى جلسات المجلس التشريعي ولاية الخرطوم في دورة انعقاده الخامسة التي جاءت مستظلة بقوله تعالى: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا).
عبارات التكبير والتهليل دوت عالية داخل قاعة المجلس عقب دخول النائب الأول الذي شكل حضوراً أنيقاً وكريماً وهو يتوسط كلاً من رئيس المجلس التشريعي “صديق محمد علي الشيخ” والفريق “عبد الرحيم محمد حسين”، ليصبح بعدها الجميع في موضع انتباه وترقب لحديث النائب الأول، وفي الأذهان ترتسم التوقعات حول حديثه عن عديد القضايا السياسية الساخنة والعالقة التي تشكل حراكاً إقليمياً ودولياً، وأهمها على الإطلاق تمديد العقوبات الأمريكية على السودان حتى الثاني عشر من أكتوبر القادم، لكن يبدو أن كثرة الملفات الشائكة والقضايا العالقة التي تشهدها ولاية الخرطوم جعلت الفريق “بكري” يصوب جل حديثه عنها موجهاً بضرورة أن تكون ولاية الخرطوم في مقدمة الركب.
{ ميزات الخرطوم
في فاتحة حديثه أكد النائب الأول “بكري حسن صالح” على انطلاق السودان صوب مستقبله المأمول عقب النجاح المنظور لأعمال مؤتمر الحوار الوطني الذي تشكلت على إثره أوسع حكومة بثراء مكوناتها لا لكثرة مناصبها- على حد تعبيره- لينعم الوطن بحصاد ثلاث سنوات من جهود مخلصة وضع بها المتحاورون وطنهم في سويداء قلوبهم وحدقات أعينهم، ليصبح الحوار لا النزاع عنواناً لبلدنا، به تتدثر وعليه تمضي، في عهد قطعناه فإما وطن يستوعب دولة راشدة أو لا سواه. وقال: (لتكن ولاية الخرطوم كما عهدها السودان دوماً الوعاء الحاضن والملتقى الخيّر والظل، يأتيها الكل فلا يجد منها غير وجه بسام ويد ممدودة وهذا قدرها جمعت فأوعت وبقيت في عيون أهلنا حلماً)، وزاد: (زمان الناس بقولوا نركب البسابق الريح ونمشي للخرطوم نستريح.. وهكذا هي الخرطوم عشان كدا الناس ح يجوكم، و”سيد خليفة” غنى لها: يا الخرطوم يا العندي جمالك جنة رضوان)، ومضى قائلاً: (على الرغم من تباعد الخيال عن صورة الجنان اليوم لما لحق بالخرطوم من تكدس وتعديات إلا أنه يجب أن يكون الطموح شعاراً نبلغ به جنة رضوان في ولاية منحتها السماء طبيعة وموارد مثل الموجودة لدينا).
{ إخفاقات النشاط الحضري
النائب الأول أكد أن معظم إخفاقات النشاط الحضري بالولاية تعود إلى تعديات مشهودة في البناء أو تعديات في استباحة المساحات العامة أو في التمدد الجائر على حق الشارع العام، وكل ذلك يقتضي النظر في مضامين التشريعات ثم قوة نفاذها، وقال: (نحن نلاحظ ونراقب ونسمع ونلتقي بالمواطنين ونزداد اقتناعاً بأن ما أنجز يظل دون الطموح.. نحن نتطلع لأن تأخذ ولاية الخرطوم راية القيادة بحقها وستبقى هي ترمومتر للأداء العام لكل منظومة بلادنا، لأنها ولاية الخرطوم ويبقى خروج الأرقام والنتائج من بين ثنايا السطور إلى عيون الشارع العام تحدياً أمام حكومة الولاية)، وزاد: (صحيح أننا نشهد استقراراً ناطقاً في النواحي الأمنية يقول إن الخرطوم أكثر عواصم العالم أمناً يصاحبه استقرار في كثير من الخدمات، غير أن شواهد كثيرة تشير إلى الانحسار في خدمات أخرى كالمياه واستمرار التدهور في صحة البيئة التي بدت تمثل هاجساً مؤرقاً يضع الخرطوم ولأول مرة موضعاً يكشف عن ضعف في التشريع أو في التخطيط أو المتابعة)، واستطرد قائلاً: (يا أخوانا ناس “محمد الشيخ مدني” القاعدين ديل حضروا الخرطوم دي، وكان بغسلوا شوارعها بالليل). ومضى قائلاً إن هذا الثالوث (التشريع ـ التخطيط ـ المتابعة) متى ما استحكم له التكامل فسيكون التوفيق حليفاً.
{ الخرطوم أم الولايات
دعا النائب الأول حكومة الولاية إلى تصويب النظر من جديد وعقد العزم على ارتياد حلول غير تقليدية، لأن العالم تكتنفه الكثير من التحولات والتبدلات- على حد قوله- وأشار إلى ضرورة الابتعاد عن التفكير النمطي والحلول التقليدية، وقال: (نعلم أن العبء ثقيل والمطالب متلاحقة وموجات النزوح في ازدياد ووعاء الموارد شحيح، لكننا على اقتناع بالتخطيط السليم مع التزام الحكومة الاتحادية بواجباتها تجاه هذه الولاية فهما كفيلان بأن يحققا لها الكثير من المشاريع الحضرية)، وأضاف: (الخرطوم أم الولايات على الرغم من أنها تعد أصغرها إلا أنها أكثر كثافة إذ تضم خُمس سكان السودان).
 إلى ذلك جدد النائب الأول رئيس مجلس الوزراء التزامهم بالثبات نحو خطى الإصلاح ونفاذ القرارات والتوجيهات الصادرة في مداها، مع تعهده بأن تشهد الخدمة المدنية تقدماً صحيحاً في التطوير والإصلاح، لافتاً إلى أن المرحلة المقبلة من مستقبل السودان تعدّ مرحلة استنهاض المشاعر والإحساس بالوطنية والعزيمة والإصرار على العبور بالوطن إلى مرافئ الأمان، وقال: (على الرغم من التحديات الماثلة الهائلة والمتسارعة غير أن الحقيقة تبقى قائمة وهي أن بلدنا تنعم بما لا ينعم به كثيرون من حولنا من تكافل وتعاضد وأمن، والتطورات اللاحقة التي تكاد تعصف بكثير من البلدان هي أدعى لأن تثير فينا نخوة الإرادة ورغبة العمل وحكمة التعامل لينجو وطننا من المهالك).
{ والي الخرطوم والأولويات
جاء خطاب والي الخرطوم الفريق ركن “عبد الرحيم محمد حسين” في فاتحة أعمال جلسات المجلس التشريعي كعادته دوماً مستعرضاً أداء ولايته، واضعاً مجهوداتها على منضدة المجلس وإن كان أمام هذه الدورة المنعقدة العديد من القضايا على رأسها قضايا الإسهال المائي الذي أعلنت حكومة الولاية عن انتهاء موجته، وقد أفصح والي الخرطوم عن إنشائهم أربعة عنابر عزل لمرضى الإسهال المائي بمستشفيات الولاية، فضلاً عن كلورة كل الآبار خارج الشبكة، مشيراً إلى نهاية المرض. وأعلن “عبد الرحيم” عن تردد (3328) مريضاً على مراكز الكلى، كاشفاً عن وجود (32) مركز لغسيل الكلى بجملة (425) ماكينة، مؤكداً أنها تغطي حاجة الولاية.
وفي السياق، نبه والي الخرطوم إلى إنشائهم مركزاً لطوارئ غسيل الكلى بمستشفى بحري لمقابلة طلبات المرضى القادمين من الولايات، معلناً عن إجراء (108) عمليات زراعة كلى في النصف الأول من العام الحالي، وقال: (طورنا مستشفى أحمد قاسم حتى أصبح مركزاً إقليمياً لأمراض القلب وزارعة الكلى).
إلى ذلك، طالب “عبد الرحيم” بضرورة توطين علاج جميع أمراض القلب بنهاية هذا العام، في وقت كشف فيه عن تردد (350) مريضاً بالسرطان، مشيراً إلى أن الولاية تقدم العلاج المجاني لأمراض السرطان بمتوسط تكلفة (35) ألف جنيه لكل مريض. وفي جانب المواصلات والبنى التحتية، أفصح والي الخرطوم عن شروعهم في إضافة بصات جديدة لمضاعفة العدد العامل لدى شركة المواصلات بنسبة زيادة (200%)، مؤكداً أن مشكلة المواصلات من أولويات حكومته وستحل خلال العام الجاري، وكشف عن تخطيطهم لإنشاء خمسة كباري جديدة على النيل، وإنشاء (20) كوبري طائر في مختلف تقاطعات الشوارع، وقال: (نسبة التنفيذ في كوبري الدباسين ارتفعت إلى 47% وتبقت أعمال تخطيط أراضي).
تأكيدات الوالي شملت الاهتمام بالجانب الأمني وتطويره لإحقاق التنمية والتطوير، مشيراً إلى أن الولاية رغم كثافتها السكانية الهائلة والامتدادات المتزايدة والنزوح والهجرة الماثلة إلا أن استتباب الأمن والطمأنينة في الولاية أصبح واقعاً معاشاً، وقال: (حكومة الولاية ظلت تبذل جهداً مقدراً بتقديم الدعم المادي واللوجستي للشرطة والأجهزة الأمنية بغية توظيف جميع الإمكانيات لحفظ الأمن وبث الطمأنينة وتحقيق أمن المواطن وسلامته وتأمين المرافق العامة والحيوية والإستراتيجية).
وبعيداً عن السياق الأمني، أعلن والي الخرطوم عن شروعهم في إحلال وتمديد خطوط مياه جديدة بطول (4000) كلم لحل مشكلة المياه وقال: (نريد بانتهاء هذا العام أن تشرب كل الولاية من النيل فقط، فقد اكتملت الترتيبات لإنشاء ثلاث محطات نيلية كبيرة في أبو سعد وأم دوم وشمال بحري).
من جانبه، أقر رئيس تشريعي الخرطوم مهندس “صديق الشيخ” بوجود ضعف في تنفيذ وتطبيق التشريعات التي يصدرها المجلس والعمل بمقتضاها، وقال: (تركيزنا في هذه الدورة سيكون على رقابة تشريعاتنا)، مشيراً إلى إصدارهم قوانين للبيئة والمخالفات وتنظيم حركة المرور والصحة وتنظيم البناء والتسول، متعهداً بأن يقوم المجلس بدوره الرقابي والمحاسبي للأجهزة التنفيذية بالولاية.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية