الحاسة السادسة
رشان أوشي
مرض الشائعة!!
لو تذكرون، قبل أعوام ظهرت مخلوقات غريبة تأكل البشر والحيوانات، بعد العثور على جثث لمواشٍ وحمير التهمت أجزاء منها، قيل وقتها إنها مخلوقات قادمة من الفضاء، وتارة شياطين تتمثل في شكل ذئاب، وزيد على الأمر بأن عُثر على امرأة فارغة الأحشاء، بعد أن التهمتها المخلوقات الغريبة.. وهكذا دواليك إلى أن تدخلت السلطات وحسمت المد الشائعي، واتضح أنها كلاب حراسة من فصيلة (وولف) جلبها أحد المستثمرين في هذا المجال وعندما لم يجد لها سوقاً، وأرهقه الإنفاق على إطعامها، حررها لتأكل من خشاش الأرض، ولم يكن يعتقد أنها ستأكل عقولنا وما تبقى من منطق فينا.
هي ذات الشائعات التي انتشرت وكان لها أثر بليغ في زعزعة الأمن الاجتماعي وأمن البلاد، كشائعة البرتقال المحقون بالدم والقادم من الجارة مصر، ساهمت التكنولوجيا ووسائط التواصل الاجتماعي والأسافير التي استغلها السودانيون أسوأ استغلال، ساهمت في نشر شائعة البرتقال المحقون دون إعمال للعقل والقليل الذي درسناه في المدارس من علوم بأن الدم يتعفن بعد ساعات من خروجه من الجسد ويتجلط، فكيف تحتمل برتقالة أياماً وليالياً الشحن من مصر والتخزين وصولاً إلى أسواقنا دون أن تتعفن ويخرج منها الدود أسراباً.
هي ذات الشائعات التي تنهش اليوم أمننا، بأن هنالك عصابات اتجار بالأعضاء تخطف المواطنين من الشوارع وتعمل على استئصال الكليتين والكبد والعيون، مستخدمة عربة هايس مظللة، مع أنه إذا أعمل العقل بقدر بسيط، وبقليل من التروي والتفكير لعلمنا أن عمليات نقل الأعضاء تحتاج غرف عمليات مهيأة ومعقمة، وجراحين مهرة، لو تلفتنا حولنا قليلاً لوجودنا أن جراحي نقل الأعضاء وبالأخص الكلى وهي أكثر عمليات انتشاراً، يعدون على أصابع اليد بعد إجراء فحوصات تطابق الأنسجة وغيرها، أي أنه من المستحيل أن يتم استئصال كلى وكبد وعيون المختطَفين في وكر مهجور أو شقة مستأجرة أو عربة “كريس”.
كونوا أكثر وعياً وحاربوا الشائعات التي تعمل على تدمير معنوياتنا وحياتنا.