الديوان

شغف الاحتفاء بالتواريخ المميزة..شوفونية أم محاولة للتميز والتوثيق

يصادف اليوم 17-7-2017م
تقرير ـ هبة محمود
بين الأرقام والتواريخ المميزة ترتبط حياة الكثير سيما أولئك المهووسين بها والساعون خلالها لاكتساب الذكرى قوة البقاء، فتجدهم دوماً ما يعمدون لرصدها واختيارها.
يمثل اليوم (17 /7/ 2017) تاريخاً مميزاً لدى الكثيرين بعضهم يعقد زيجاته في هذا اليوم، وكثيرون يحتفلون به لخصوصية أرقامه،  فهل يمكن لذلك التاريخ أو ذاك الرقم أن يتحكم في مستقبل وحياة الشخص؟ وماذا تشكل لهم؟
جلست “نهال عبد الله” (موظفة) على مكتبها تسترجع تلك الأحداث المصاحبة لتاريخ بعينه سيما تلك التي تحمل بين طياتها زخات الفرح والتفاؤل، بشيء من المقارنة بعد أن كانت تلك التواريخ تشكل بداخلها حيزاً كبيراً من اهتمامها، معتبرة إياها طاقات فرح إيجابية خاصة الزوجية إلا أنه أصبح للأمر حساباته المختلفة. اعتدلت نهال في جلستها وقالت لـ(المجهر) الأيام المميزة كانت تمدني بطاقة إيجابية وأتوقف عندها كثيراً وأعمد إلى عمل أي شيء يربطني بهذا التاريخ، إلا أنني مع مرور الأيام ونسبة للضغوط الحياتية والتغيرات التي طرأت عليها أصبحت معدلات الطاقة السلبية بداخلي أكبر من الايجابية ولم تعد تشكل لي تلك الأرقام والتواريخ فرحة حقيقية.
بعيداً عن “نهال” فإن “نصر الدين الطيب” (طبيب) يشكل له التاريخ المميز نقطة توقف عابرة بحد تعبيره لـ(المجهر)، مشيراً إلى أنها أي ـ التواريخ ـ على الرغم من اعتباره لها نقطة عابرة إلا أن احتفاءه باليوم يكون في هذا الحد قائلاً: يجذبني التاريخ المميز جداً لكن لا أعمد كما يفعل الآخرون على ضرورة عمل شيء يربطني به، بل إعجابي به ينبع من كونه مميزاً لا أكثر ولا أقل.
“هنادي علي” (ربة منزل) تذوب عشقاً في كل ما هو مميز ولافت من الأرقام والتواريخ التي يشكل اختيارها مدلولاً كبيراً في نفسها ويشعرها بتفاؤل دائماً. تقول “هنادي”: عندما كنت حبلى بصغيرتي (حلا) أصررت أن أخضع لعملية قيصرية توافق يوم (10/ 10/ 2010) على الرغم من أن موعد الولادة لم يحن بعد ولكن رغبتي في أن تحظى مولودتي بتاريخ ميلاد مميز وقد كان بتوفيق من الله، وزادت: يمثل اختياري للتاريخ المميز وقعاً كبيراً في داخلي  منذ الصغر حيث أنه يشكل محطة توثيق للذكريات السعيدة، حتى أن تاريخ زفافي كان مميزاً.
وفي السياق أبدت “مودة محمود” (موظفة) سعادتها بالتواريخ المميزة لافتة إلى تفاؤلها بها للحد البعيد وقالت لـ(المجهر): يعتبر 13/3 من كل عام تاريخاً مميزاً في حياتي لارتباطه بأحداث شكلت تغيراً ونقلة إيجابية في حياتي، الأمر الذي جعلني أنتظره كل عام بفارغ الصبر لأرى ما الذي ينتظرني فيه، وزادت: بعادتي أحب التاريخ المميز لكن تصعب عملية ضبطه مع مناسبتك نسبة لارتباطه بآخرين على سبيل المثال كأن يحدث تأخر مسافرين في طريقهم لحضور زفافك بسبب التذاكر، مما يجعلك تختار موعداً يوافقهم هم لا أنت وغيرها من الأعذار التي من شأنها الإطاحة بحلمك.

بالنسبة لـ”هويدا محمد” (طالبة ) فإن التاريخ المميز يشكل لها أمراً فاصلاً في حياتها تعمد خلاله لعمل كل ما يربطها به، سيما أنه يشكل لها حدثاً كبيراً يجعل استرجاع الحدث سهلاً، تقول هويدا: أنا في الأصل أغرم بحفظ جميع التواريخ والأرقام وأكون حاضرة بذاكرتي كل ما كان الحديث عن مناسبة بعينها، لكن التاريخ المميز يشكل لي دافعاً إيجابياً ونقطة تحول كبيرة في حياتي لذلك تجدني دائماً أنظر له بعين الاعتبار. 
استشاري الطب النفسي اللواء “عبد الغني الشيخ عبد الغني”  أرجع لـ(المجهر) ارتباط بعض الأشخاص بالتواريخ والأعداد المميزة، بإرضاء النفس وحب المظهر و(الشوفونية) دون وجود أي دلائل أو أعراض مرضية، وقال: هذا التعلق لا يعدو عن كونه سمة من سمات الشخصية، هناك بعض الشخصيات يعشقون أن يكونوا تحت (المجهر)، ولذلك يعمدون إلى اختيار التواريخ والأرقام المميزة، وزاد: تلقى الواحد رقم شريحته مميزة وتاريخ زواجه وولادته أو ولادة أبنائه مميزة عشان الناس تتكلم عنه ويشبعوا رغباتهم الشخصية، وأضاف: نجد هناك أيضاً بعض الأشخاص من يميلون إلى التفاؤل أو التشاؤم من خلال أرقام بعينها وتواريخ، وهذا الأمر يكون لديه دلالات شخصية تعلقت بإحداث وتجارب وتنشئة، ودائماً ما أقول الشخص المتفائل أكثر إيجابية وديننا يدعونا دائماً إلى ذلك (تفاءلوا خيراً تجدوه).

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية